الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد حماسة وجزاء سنمار.

إيمان أحمد إسماعيل

2016 / 1 / 3
الادب والفن


جزاء سنمار
لم أفعل العرف لا خوفا ولا طمعا
لكنه الله والأخلاق والدار
ما كنت أبغي سوى حسن الوداد به
وقد جزيت كما يجزى سنمار
يكفي جزائي أني قد سعدت بما
أتيت من عمل، والله أختار.
كانت هذه الأبيات المفعمة بالحزن والألم، والتي تقطر مرارةً وخيبة وصدقًا في التعبير آخر ما كتبه د. محمد حماسة عبد اللطيف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بتاريخ 27-12-2015، أي قبل ساعات من مفارقته لحياة جُزي فيها، حسب تعبيره وهو صادق في هذا، جزاء سنمار(مهندس بنى قصرًا لأحد الملوك فألقاه من فوقه )، ويبدو أن الرجل استشعر قرب الرحيل، إذ رحل عن دنيانا في فجر يوم الخميس(21ربيع الأول 1437هـ / 31ديسمبر2015م)،وكان ذلك بعد انتهاء فاعليات مؤتمر مجمع اللغة العربية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية بساعات قليلة.
ومحمد حماسة عبد اللطيف، الذي ننعاه اليوم إلى الأمتين العربية والإسلامية وكل محبي لغة الضاد، أستاذ اللغويات فى كلية دار العلوم جامعة القاهرة، ونائب رئيس المجمع اللغوي "مجمع الخالدين"، عالمٌ مصري من أبرز علماء العربية وفرسانها في العصر الحديث، وُلد في سنة 1941م في قرية كفر صَراوة مركز أشمون بمحافظة المنوفية، ثم رحل إلى القاهرة ليتلقى العلم بالأزهر، فالتحق بمعهد القاهرة الديني، ثمّ التحق بدار العلوم ونال منها درجة الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية في سنة 1967م، وعُين معيدًا بقسم النحو والصرف والعروض، ونال درجة الماجستير في سنة 1972م، ثم نال درجة الدكتوراه في سنة 1976م .
تدرج د. حماسة في وظائف التعليم الجامعي حتى وصل إلى أستاذ متفرغ، كما درّس في عدد من الجامعات العربية والإسلامية، وانتخب نائبًا لرئيس المجمع اللغوي في 2013م.
مؤلفاته:
قدّم هذا اللغوي الفذ للمكتبة العربية النحوية واللغوية خاصة العشرات من الكتب والأبحاث الجادة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتروي غلة الباحثين والدارسين المهتمين بالمجال اللغوي، فمن مؤلفاته:
– الضرورة الشعرية في النحو العربي.
– النحو والدلالة مدخل لدراسة المعنى النحوي الدلالي.
– العلامة الإعرابية في الجملة بين القديم والحديث.
– في بناء الجملة العربية.
– الجملة في الشعر العربي.
– ظواهر نحوية في الشعر الحر: دراسة نصية في شعر صلاح عبد الصبور.
– من الأنماط التحويلية في النحو العربي.
– اللغة وبناء الشعر.
– التوابع في الجملة العربية.
– البناء العروضي للقصيدة العربية.
– ظاهرة الإعلال والإبدال في العربية.
– التحليل الصرفي للفعل في العربية.
– التحليل الصرفي للأسماء في العربية.
– الإبداع الموازي. التحليل النَّصي للشعر
وله من الكتب في مجال التعليم العام وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها:
– النحو الأساسي ( بالاشتراك ).
– الكتاب الأساسي لتعليم العربية لغير الناطقين بها ( الجزء الثاني بالاشتراك ).
– الكتاب الأساسي لتعليم العربية لغير الناطقين بها ( الجزء الثالث بالاشترك).
وله عشرات الأبحاث العلمية المنشورة منها:
– فاعلية المعنى النحوي في بناء الشعر: مجلة دراسات عربية وإسلامية الجزء الأول.
– تعدد أوجه الإعراب في الجملة القرآنية: مجلة دراسات عربية وإسلامية الجزء الثاني.
– اللغة العربية ودور القواعد في تعليمها: حوليات كلية دار العلوم 1984م.
– سيبويه والقراءات – مجلة الثقافة – العدد الأول.
– لغة الشعر في تناول النحاة – مجلة الثقافة العدد 15.
– الشعر الحر بين الالتزام وعفوية التعبير. مجلة الثقافة العدد 25.
– حركة القافية بين الاطراد الموسيقي وسلامة الإعراب مجلة الثقافة العدد 31.
– حركة الروي في القصيدة العربية وقضية الفصل بين الشعر والنثر في التقعيد النحوي. مجلة دراسات عربية وإسلامية العدد الخامس.
– منهج في التحليل النصي للقصيدة: حوليات الجامعة الإسلامية بإسلام أباد العدد الأول 1993م.
– التحليل النصي للقصيدة: نموذج من الشعر القديم: مجلة دراسات عربية وإسلامية الجزء السادس.
– الجانب العروضي عند حازم القرطاجني: المجلة العربية للعلوم الإنسانية (كلية الآداب – جامعة الكويت خريف 1989م).
– منهج في التحليل النصي للقصيدة: تنظير وتطبيق (مجلة فصول صيف 1996م).
– آية الجنون بالشعر (مجلة إبداع يناير 1996م).
– نمط صعب من العلاقة بين وزن الشعر وبنائه عند محمود شاكر، (مجلة الهلال، فبراير 1997م).
– فاعلية المعني النحوي في البناء الشعري- مجلة الشعر يناير 1983م.
– النحو ومشكلة الضعف اللغوي – مجلة البيان الكويتية العدد 181.
– من الأساليب الفنية للشعر الحديث – مجلة البيان الكويتية العدد 184.
– رؤية شعرية للحياة: قراءة لقصيدة " الحب والأشياء " – مجلة البيان الكويتية العدد 279.
وله مراجعات في التراث اللغوي؛ فقد راجع الجزأين السابع والثلاثين والثامن والثلاثين من معجم تاج العروس، وله أيضًا العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في مجلة المجمع .
كما كان د.حماسة شاعرًا مبرزًا تجلت شاعريته في دووايين منها: ثلاثة وجوه مصرية (بالاشتراك)، 1970م، نافذة فى جدار الصمت (بالاشتراك)، حوار مع النيل، 2000 وسنابل العمر،2005.

هذا بالإضافة إلى قصائده المنشورة في المجلات، وما كان ينشره بشكل شبه يومي صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي.
وكان د. حماسة، رحمه الله، منارة للعلم في عصرغربت فيه شمس العربية أو كادت،
قال عنه الشاعر المصري فاروق شوشة في حفل استقباله عضوًا بالمجمع:
"نحن أمام عالم لغوي من طراز جديد مختلف، له مدرسة في النقد اللغوي، وهي مدرسة تعيد علم العربية، النحو، إلى سابق دائرته الكبرى ومفهومه الأوسع وعلاقاته الحية بالإبداع الأدبي شعرًا ونثرًا. نحن أمام عالم لغوي يتابع ما بدأه عبد القاهر الجرجاني في ربط المعاني النحوية بمدلول النص الأدبي، وأرجع كل مزية في التعبير إلى المعاني النحوية لا غير". (مجلة المجمع ج 100).
أزمته الأخيرة:
في 8 يوليو 2015 كتب د. حماسة على صفحته في الفيس بوك" لكم أن تعجبوا وتدهشوا اليوم عليّ أن أمثل للتحقيق أمام مستشار رئيس جامعة القاهرة القانونى فى جريمة خطيرة وتهمة شنيعة .هى أنى صرت نائب رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة .
ﻻ-;-تعجبوا فأن أكون نائبًا لرئيس المجمع الذى ينشد عضويته أساتذة الجامعة الفضلاء منذ أنشئ سنة 1932 هذه هى الجريمة التى يحيلنى من أجلها السيد اﻷ-;-ستاذ الدكتور رئيس الجامعة للتحقيق، ويوقفنى عن عملى أستاذًا بكلية دار العلوم "، وأثار إيقاف د.حماسة غضبًا ورفضًا في الشارع الثقافي المصري وبين زملائه وتلاميذه وقرائه، إذ عبّر هذا القرار عن حجم الانحطاط والتخبط الذي وصلت إليه الأوضاع في أروقة الجامعات، جدير بالذكر هنا أنّ مصريين عظماء جمعوا من قبل بين الوظيفة الجامعية والعمل في المجمع اللغوي كطه حسين وإبراهيم مدكور وشوقى ضيف ومحمود حافظ ولم يجرمهم أحد، بل إن د. كمال بشر قضى نائبًا لرئيس المجمع مدتين كاملتين كل منهما أربع سنوات، ولما لم يحقق فى أول المدة الثانية الأغلبية المطلوبة فى اﻻ-;-نتخاب، بحسب نظام المجمع، رفع قضية على المجمع، كان جابر نصار رئيس الجامعة الذي اتخذ قرارًا بفصل د. حماسة محاميه فيها !. ونيابة مجمع اللغة ورئاسته من أرفع المناصب العلمية فى مصر والعالم العربى، وهو شرف يسعى كبار العلماء لتحقيقه، ولكنها السلطة التي تفتقد إلى أدنى درجات الشفقة والكرامة والإنسانية، كان د. حماسة رجل علمٍ من الطراز الأول، لا يحمل مزمارًا ولا بوقًا فاستهانوا به، وهو سيدهم، ومكروا له، وهو لا يمتلك إلا حنجرته وقلمه وشعره أمّا الحنجرة فأوهنها الزمن، وأمّا القلم فبات مريضًا وصاحبه أهون أهل بلادنا، أمّا الشعر فغدا غريبًا في زمن يتفاخر عربه بعجمة لسانهم، بينما امتلك خصمه سلطة التوقيع والقرار فلم يُحسن قيادها وجعلها وبالًا على أهل العلم. انتظر الرجل أن ينصفه القضاء المصري وكان، رغم حزنه، على ثقة بأنه سيفعل ويعيد إليه كرامته وقدره الذي حاول أهل السفه النيل منه، تأخر القضاء الدنيوي في إنصاف الرجل فعاجله قضاء مَن لا يُظلم عنده أحد. رحل حماسة والإحساس بالغبن يملأ صدره ولا أراه إلا كان يخاطب مصر عندما كتب في الأول من نوفمبر 2015 على صفحته في الفيس بوك:
"إذا استغنيت عن حبي
فإني عنه مستغن
ولست عليه محزونا
إذا لم تفهمي حزني
فلا تبكي إذا ناديتني
واستغلقت أذني
لأني كنت مغبونا
ولن أبقى على غبن." استغنت مصر عن حبه، ولم تفهم أحزانه، فرحل الرجل والغصة تخنق حلقه.
هكذا تعامل جامعاتنا العلماء ثم يتعجبون من خروجنا من الفعل الحضاري، ومن التاريخ كله.
رحم الله محمد حماسة رحمة واسعة وجزاه خيرًا عن كل ما قدمه خدمة للعلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?