الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة الفقر أم فقر الفلسفة

أمكاسو يعقوب

2016 / 1 / 3
كتابات ساخرة


فلسفة الفقر أم فقر الفلسفة ......... ؟
كل يوم افتح فيه باب الغرفة.... تشتد وصاله فلا يفتح يتمسك بعضه ببعض :انه لم يأذن لي بالدخول وكأنه هو الأخر لا يريد إلا أن أخرج ... لكن إلى أين إلى شارع الفقراء حيث هناك فقراء مثلي قذفت بهم بيوتهم يبحثون عن رغيف خبز أو نعل يضعونه في أقدامهم لقد اعتادوا كل يوم ان تصفعهم الظروف وتركلهم القيم القديمة و البالية ويدوسهم اصحاب السيارات الفارهة والصاخبون اللمعون ..
فقير انا ؟ نعم وابن فقير أيضا واشعر بالعجز... عاجز أن اشتري وأبيع وعاجز ان أبيع واشتري مما ابيع .. لست كهؤلاء الذين رايتهم في سياراتهم وجوههم لامعة ومغسولة وكيف أن ابتساماتهم عريضة مع أن تركيبة الإنسان تحت الجلد واحد... ولكن كيف يتحول الماء في وجوههم نورا وفي وجهي أنا اصفر باهتا ما هذه الكيمياء؟ هل هناك كيمياء للأغنياء وأخرى للفقراء ربما.
كنا نناقش الصراع الطبقي في الجامعة ولكن ماذا جنينا وربحنا من النقاش ، فأنا لا أعرف سوى فلسفة الفقر ، فكل الفلسفة الموجودة في رأسي لم تعد قادرة على أن تقدم لي كوبا من الشاي ولا رغيفا ولا نعلا لقدمي الحافية
فمثلا أنا اعرف أن الحديد يتمدد بالحرارة ولكن ما الفائدة ؟ اعرف في الليل أنني انكمش بالبرودة في تلك الغرفة اليائسة لكن أين هي الحرارة؟ أعرف أن الخط المستقيم هو أقرب وأسرع طريق إلى نقطتين وانه أقصر من الخط الملتوي هذا صحيح في الهندسة ولكن في الحياة فإن الخط الأعوج هو الذي يصل أسرع ويملأ جيبك أكثر
لقد سمعت المؤذن ينادي للصلاة .... ولكنني لست متوضئا ولا أعرف ما الذي اطلبه من الله فأنا بشر وأفكاري تصدر من جسمي وجسمي له مطالب وهذه المطالب تصرخ كل يوم وانشغل بها، فجسمي يطلب الطعام والطعام لابد ان تعمل من أجله ... ولكن ليس هناك عمل عمل اشتغل فيه و هناك من يأكل دون أي حاجة للعمل وهو أيضا ليس بحاجة للصلاة كي يأكل .... لكن دعنا من هذا فكلنا متساوون فأنا ايضا مثلهم أستطيع مثلا ان اسند ظهري لأية سيارة واقفة في الشارع واختار تلك التي أفضلها دون ان يتهمني صاحبها بانني سأسرق ودون ان يقول لي نتا ,,,ه ه ه حييد ....كما انني استطيع ان أهرش ظهري في اية سيارة واقفة .... ويشعر صاحبها بالسعادة لأنني امسحها بملابسي ...
فقير أنا ؟ نعم وابن فقير كذلك ولذلك فقد أشعر بالعجز.. عاجز أن اشتري عاجز أن أبيع واشتري مما أبيع عاجز ان اركب السيارة واتجه إلى مطعم الى هذه الدرجة ؟؟؟ نعم فنحن الفقراء أغلبية ولكن نصيبنا من الحياة أقل بقليل فالأفواه كثيرة والأرزاق ضيقة
وهل انا حاقد على أولائك الناس لا شك في ذلك هل أمد يدي الى الأرض والتقط اي حجر واضرب اية سيارة ... سيارة أية أحد هذا ما أريده ...فكراهيتي لهم هي نفسها كراهيتي للسلطة فانا اكره البوليس والقضاء والمدرس ورجال الدين لأنهم جميعا قد شربوا من ماء واحد وهدفهم جميعا هو قطع يدي مع أنني لم اضرب السيارة ....
هذه هي فلسفة الفقر ونعيش بها و لقد أردت من الفلسفة منذ البداية أن تأخذ بيدي لكنها بدون أطراف وأريدها أن تطعمني لكنها جافة وأريدها أن تحييني ولكنها ميتة...
وبمنتهى الصراحة فانا أعلنت لنفسي أن فلسفتي قد أفلست فالذي احشر به دماغي هنا هو فقر الفلسفة وليس فلسفة الفقر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته