الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا ودع العراقيون العام 2015

احمد عبد مراد

2016 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


هكذا ودع العراقيون العام 2015
احمد عبد مراد
لم يكن توديع العراقيين للعام 2015 كباقي ابناء البشر في المعمورة فقد كانت تدور في اذهانهم تلك الاحداث المخيفة التي حولت حياتهم الى كابوس مرعب صاحبهم في حلهم وترحالهم .. نعم انه عام مليئ باشلاء الضحايا المنتشرة روائحها في كل مكان، فلم يمر يوم على العراقيين دون حصول اكثرمن انفجار واكثر من اغتيال واكثر من تهجير واكثر من خطف واكثر من جثة مقطوعة الرأس واكثرمن امراة مسبية مجهولة المصير .
وعلى صعيد آخر رافق ذلك البؤس والحرمان، استفحال ظاهرة البطالة وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وشحة المياه الصالحة للشرب ومعروفة للجميع امراض الفساد الاداري والمالي المستشري في البلاد منذ سنين خلت وسرقة المال العام وعدم الكشف عن المتورطين في تلك الاعمال ، وضياع ثلث البلاد وسقوطها بيد الدواعش المجرمين وحصول المجزرة الرهيبة في سبايكر وعدم تحديد المسؤوليات وتقديم من تسبب في ذلك الى المحاكمة ليأخذ جزائه العادل على ان يسبق ذلك تطهير القضاء من الفاسدين والمرتشين والخاضعين لاجندات سياسية. كما ان العراق وعلى ضوء الضائقة الاقتصادية اضطر الى ان يوقف المشاريع الخدمية والاستثمارية واعتماد العراق على الاقتصاد الريعي وعدم تنوع مصادر الاقتصاد بالتوجه لانعاش الزراعة والصناعة والكهرباء واستكمال البنى التحتية وبقاء العراق معتمدا في اقتصاده على مصدره الوحيد وهو النفط والذي انهار لاول هزة في انخفاض اسعاره مما جعل البلاد على شفى حفرة من الانهيار حيث وصل الامر بعجز الدولة عن دفع رواتب موظفيها واللجوء الى تخفيض رواتب الموظفين والمتقاعدين 3% في الوقت الذي اعلنت فيه وزارة التخطيط في ايلول الماضي 2015 عن حذف 296 مشروعا استثماريا وتأجيل 2169 مشروعا اخر اي ما نسبته 40% من المشاريع بسبب الازمة المالية الحالية .
هذا هو قيض من فيض مما اصاب العراقيون والمّ بهم من هموم واوجاع ومآسي وذل وقحط وبؤس وهم يودعون العام 2015 الى العام الجديد 2016 مع واقع مترد ومتوتر وترقب وشد وجذب .
ولكن هنا لابد من تحديد الذين تقع عليهم المسؤولية التاريخية التي اوصلت العراق الى هذا الحد من الضيم والظلم والمآسي وهنا لابد القاء كل المسؤولية واللوم على عاتق الاحزاب المتنفذة ، سواء المتجحفلة في التحالف الوطني الشيعي او المتجحفلة في اتحاد القوى اوالمتجحفلة ضمن التحالف الكردستاني حيث ان هذه القوى هي التي اوصلت البلاد والعباد الى ما هي عليه.
ولكن لابد لنا من المرور على حالات النهوض الجماهيري ومطالبة الجماهير بتنفيذ الخطط الاصلاحية وخروج من محنتها السياسية والاقتصادية ومن سياسة المحاصصة السياسية والعبور على الطائفية والعشائرية التي جائت بها الاحزاب المتنفذة والوقوف الى جانب الجماهير الثائرة في ساحات العراق وشوارعه من اجل اقامة الدولة المدنية
وتحقيق العدالة الاجتماعية ... والانتصار الى شعار خبز.. حرية ..عدالة اجتماعية.ِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح