الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتب الناجح..والكتابة!

ساكري البشير

2016 / 1 / 4
كتابات ساخرة


من منا لا يعلم أن الحروف عندما تعقد إجتماعها تشكل لنا كلمات، وأن الكلمات عندما تعلن التلاحم تشكل لنا جمل وأن الجمل عندما تتصادم على ساحة الورق تشكل لنا رسالة..وترسم لنا هدفا..لطالما غابت عنا هذه الرسالات الصريحة التي نود تحقيقها بين الحين والآخر..
ولكن الغائب الحاضر في هذا هو تلك الحقيقة التي لطالما يدعي الكثير أنه يملكها أو أنها ملكته، هي الكتابة...الكنز الدفين منذ غابر الأزمان..تلك الحقيقة المزعجة التي سنحاول تفكيك رموزها..والتكلم عنها في هذا المقال...
ففي مجتمعنا العربي لم تعد الكتابة شيء ذا معنى مهم بين شبابنا...بل بين علمائنا سوى القلة القلة التي لا تعد ولا تحصى..فالكتابة هي الروح التي تصنع ما لم يستطع صنعه العقل لوحده..هي ذلك الهاجس الذي يصيبنا لو ابتعدنا عليها بقدر كبير..هي طقس من طقوس الحياة.. والرقي..والتقدم..
فالكاتب يجب أن تغيب على ناظريه تلك الجرأة التي يجب أن يحوزها على كشف الحقائق..بلا تردد..أو إصلاح المجتمع بلا خوف من ناقد..فالجرأة كما يقول باولو كويلو: "وحدها التي تسمح بأن يظهر الطريق"، وهي القادرة على أن تكشف لنا ألاعيب الرموز اللغوية التي شكلت العنف والإرهاب نتيجة فشل مثقفينا في كشف مكونات الواقع، بل هم أيضا ضحايا تلك الرموز والإيديولوجيات، مما جعل عجزهم هذا يودي بهم للوم الآخر على مؤامؤاتهم..هذا على سبيل المثال..
كل ما نحتاجه في البداية الجرأة على الكتابة وتدوين المذكرات اليومية من حوادث ونوائب؛ ومن ثم الإنطلاق إلى وضع هدف ورسالة بين عينيك، حتى تتسنى لك العمل عليه..ولا يحدث ذلك لولا الإيمان الراسخ الذي ترسيه داخل أعماقك، فالإيمان بأعمالك ورسالتك هو نقطر البداية..وسبيل النجاح..وهو ما يؤكده باولو كويلو في قوله: "لكي تؤمن بأن طريقك هو الطريق الصحيح لا حاجة بك لأن تثبت أن الطريق الذي اختاره غيرك ليس صحيحاً"..
والأهداف ليست بتلك البساطة التي نتوقعها إن لم يكن الكاتب ذو عزيمة فائقة..لأن العزم على تحقيق هدفك وإيصال رسالتك للجمهور الذي تختاره.. هو ما يجعل من العثرات التي تواجهك في كل مرة ليس لها تأثير كبير لإيقافك عن الكتابة..إلا إذا كنت كاتبا فاشلا..فالحالمون كما يصفهم كويلو لا يمكن ترويضهم أبدا..
ماذا بعد؟..
هيئ حياتك لما هو أفضل..وإنتقي الكتب من على الرف..وإصنع عالمك الخاص..وإبدأ بترويض نفسك على القراءة العميقة للواقع..بالتنقيب والنقد..لا تتوقف أبدا مهما حصل..لا تتوقف
لا تصنع أعذارا واهية لترغم نفسك على التخلي عن الكتابة..فلافاشلون وحدهم من يفعلون ذلك..
لا تهتم! إن كنت كاتبا فاشلا...لا تبحث عن الجديد..وإكتفي بما عندك فقط.
فالكلمات كما يقول تشارلز بوكوفسكي: " إذا لم تخرج منفجرة منك.. برغم كل شيء.. فلا تفعلها؛ إذا لم تخرج دون سؤال من قلبك ومن عقلك ومن فمك ومن أحشائك.. فلا تفعلها؛ إذا كان عليك أن تجلس لساعات محدقاً في شاشة الكومبيوتر أو منحنيا فوق الآلة الكاتبة..باحثاً عن الكلمات.. فلا تفعلها؛ إذا كنت تفعلها للمال أو الشهرة.. فلا تفعلها، إذا كنت تفعلها لأنك تريد نساءاً في سريرك.. فلا تفعلها؛ إذا كان عليك الجلوس هناك وتعيد كتابتها مرة بعد أخرى.. فلا تفعلها، إذا كان ثقيلا عليك مجرد التفكير في فعلها.. فلا تفعلها؛ إذا كنت تحاول الكتابة مثل شخص آخر.. فإنسى الأمر؛ إذا كان عليك إنتظارها لتخرج مدوية منك .. فإنتظر بصبر؛ وإذا لم تخرج مدويّة منك أبداً .. فإفعل شيئا آخر، إذا كان عليك أن تقرأها أولا لزوجتك أو لصديقتك أو لصديقك أو لوالديك أو لأي أحد على الإطلاق..فأنت لست جاهزاً، لا تكن مثل كثير من الكُتَّاب..لا تكن مثل آلاف البشر الذين سمُّوا أنفسهم كُتَّاباً.. لا تكن بليداً ومملاًّ ومتبجحاً..لا تدع حب ذاتك يدمرك، مكتبات العالم قد تثاءبت حتى النوم بسبب أمثالك..لا تضف إلى ذلك.. لا تفعلها؛ إلا إن كانت تخرج من روحك كالصاروخ..إلا إن كان سكونك سيقودك إلى الجنون أو الإنتحار أو القتل..لا تفعلها، إلا إذا كانت الشمس داخلك تحرق أحشاءك..لا تفعلها، عندما يكون الوقت مناسبا.. إذا كنت مختارا..ستحدث الكتابة من تلقاء نفسها ..وستستمر بالحدوث مرة بعد أخرى..حتى تموت..أو تموت هي داخلك..لا توجد طريقة أخرى.. ولم توجد قط"..
تلك هي أفضل الطرق للكتابة..أن تكتب..وأن لا تتوقف..
لكي تعرف نفسك...أكتب..
لكي تكون كاتبا ناجحا..راقب كلماتك..
هدفك هو قراءة الواقع..وتشخيص الأحداث..والكتابة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا