الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستمنحنا أمريكا الاستقلال الذى ننشده؟

أحمد حامد قادر
كاتب و صحفي

(Ahmed Hamid Qader)

2016 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


هل ستمنحنا أمريكا الاستقلال الذى ننشده؟
هناك مثل كردى قديم يقول "الحق يؤخذ و لايمنح"
ناضل الشعب الكردى منذ العهد العثمانى و ضحى بعشرات الالاف من أبناءه. وتعرضت مدنه و قراه الى الدمار و الخراب. و شردت أبناءه فى سبيل الحصول على حقوقه القومية المشروعة. وانشاء دولته المستقلة.. أعتمد القيادات القومية الكردية من اجل هذا الهدف على القوى و الدول الاجنبية (ايران و أمريكا و غيرهما) ففضلت هذه الدول مصالحها الخاصة على مصلحة الشعب الكردى وكانت النتيجة. الضحك على الذقون. واستعمال السلاح الكيميائى لابادة الشعب الكردى!!
بعد سقوط (صدام حسين) سنة 2003. كان الحزبان (أوك و حدك) يمثلان الحركة القومية الكردية فى مجلس الحكم. أثناء سيطرة أمريكا على العراق –عهد بريمر). فاكتفيا بالحكم الذاتى المحدود الذى مورس فى عهد صدام. ولكن بعنوان "الفدرالية" ولم يطاليا بالغاء التغيرات التى اجراها النظام السابق فى حدود بعض المحافظات والتى على أثرها أقتطعت اجزاء من كوردستان العراق والتى نسميها الان. بالمناطق المجزأة والتى تشكل احدى و أهم جوانب الصراع مع الحكومة المركزية الى يومنا هذا. ولم يقفا الموقف المبأى الجدى بصدد تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقى الذى حدد له مدة سبع سنوات. فأصبح اليوم فى خبر كان كما يقال!!
بعد اكتشاف النفط و الثروات الطبيعية الاخرى فى الاقليم. هرعت الشركات الامريكية و غيرهما الى الاقليم و وقعت العقد تلو العقد مع حكومة الاقليم من اجل التنقيب و الحفر و تم استخراج النفط. الامر الذى أدى الى خلق خلافات بين الاقليم و الحكومة المركزية لاتقل أهمية عن الخلاف بشأن تنفيذ مادة 140 من الدستور.
ومن ثم أخذت الادارة الامريكية. تتجاوز الاصول و الاعراف الدبلوماسية فى تعاملها مع حكومة الاقليم. متجاهلة حكومة بغداد. واذا أضفنا مشكلة قوات ال(البشمركة) فأدت الحالات المذكورة الى تراكم المشاكل بين الاقليم و بغداد. والتى اتخذنها حكومة مالكى المعادية أصلا لطموحات شعبنا الكردى المشروعة. ذريعة لقطع رواتب موظفى الدولة من الاقليم. والذى أدى الى حدوث أزمة مالية و اقتصادية لا مثيل لها من جهة. والى احداث خلافات سياسية مستعصية بين القوى اليساسية الرئيسية فى كوردستان العراق من جهة ثانية. ونتجت عنها الشلل الحالى الذى أصاب مجمل مفاصل الادراة - تعطيل المجلس الوطنى, أعمال و نشاطات حكومة الاقليم. اضافة الى مشكلتى الدستور و رئاسة الاقليم. مما أفقدنا جملة من المقومات الاساسية المطلوبة لانشاء كيان مستقل....
وفوق كل ذلك فرض علينا الحرب مع (داعش) أعتى عدوى عالمى شرس. والتى لاناقة لنا فيها ولا جمل. أدخلنا فى حرب ضروس لايعرف نهايتها. بدون سلاح وعتاد و لامال!! كل مانملكه هو شجاعة و تفانى ابناءنا ال(بيشمركة) الذين هم فى أمس حاجة الى التدريب والتجهيز الحديثين. ليكونوا فى المستوى المطلوب, جعلتنا أمريكا طرفا فى هذه الحرب و أصبحنا نقاتل بدلا عنها و عن جميع الدول الغربية. فكانت حصيلة الشعب الكردى. بعض الزيارات الخاطفة لقادة و مسؤولى تلك الدول الى أربيل و جملة من التصريحات و الوعود المعسولة بصدد دعم قوات ال(بيشمركة) و وصف شجاعتهم و بطولاتهم و تفانيهم... مع بعض التلميحات الخجولة بشأن انشاء دولة كردية مستقلة فى الاقليم وفق شرطين أساسيين 1- بعد قضاء ال(بيشمركة) على (داعش) فى العراق. 2- اذا اقتنعت أمريكا بأنها ستفقد العراق!! أى أن تلك التصريحات عبارة عن مجرد كلام. و يقول مثل كردى قديم آخر "بأن الكلام المجرد لايدخل الجيوب"!!
ورغم ادعاءاتهم بصدد دعم ال(بيشمركة). فان الحكومة الامريكية لم تقدم السلاح بشكل مباشر الى هذه القوات لحد الان. ولم تقدم أية مساعدة للشعب الكردى الجائع و العاطل عن العمل و بالاخص الى الالاف من عوائل شهداء ال(بيشمركة) ومئات الالاف من العاملين فى الدوائر الدولة الذين قطعت عنهم الرواتب منذ سنة.. رغم أنها تعلم علم اليقين بأن حكومة الاقليم عاجزة عن تقديم تلك المساعدات والرواتب. و خاصة لأن كمية النفط الضئيلة التى تباع. واقعة تحت رحمة الحكومة التركية المعادية هى الاخرى لأمانى الشعب الكردى. وهى تأخذ رسومها واجور عبور الانابيب فى أراضيها رغم تدنى أسعار النفط عالميا الى الحضيض. والتى هى مؤمراة مدبرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية و حلفائها. لأنهاك و أضعاف و اخضاع الدول التى لا تسير فى ركابها.
المهم فى الامر هو ان أمريكا التى طردت من الباب عادت الى العراق (الاقليم بالاخص) من الشباك بحجة تدريب و مساعدة ال(بيشمركة) والمساهمة فى محاربة (داعش) و الدفاع عن الاقليم!!
وهى تعمل جاهدة من أجل تثبيت مواقعها فى المنطقة و لتنفيذ مشروعها بشأن تغير الحدود الجغرافية لدول منطقة الشرق الاوسط. اذا لم يكن التدخل الروسى عائقا!!
اما بصدد انشاء الدولة الكردية المستقلة التى يتحدثون عنها فيمكن القول بان مجمل السياسة الامريكية المنوه عنها أعلاه خلال السنوات الاربعة الماضية. ليست لم تساعد على انجاز مقومات هذه الدولة فحسب بل أدت الى فقدان ماكان منها منجزا. وهكذا سنقع فى الفخ!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش