الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب ( مقدمة في تاريخ العراق السياسي المعاصر )

فائق الربيعي

2016 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


القســـم الأول :

من جمالية الإطلاع و القراءة المستمرة والتي اسعى إليها في متابعة ما ينشر من كتب ولاسيما الكتب التي تبحث عن الفترات السياسية العراقية المعاصرة لِما لها من قيمة معرفية تحكمت في صياغة المرحلة السياسة المعاصرة وعايشتها اجيال عراقية ما بين العهد الملكي وفترة تأسيس الدولة العراقية ,ولأهميتها ينبغي أن تطلع عليها الأجيال العراقية المتتالية ويدركها المثقفون والمسؤولون العراقيون , والكتاب القيم الذي بين يدي والذي يؤشر الى تلك الفترة قد صدر حديثا عن مؤسسة ثائر العصامي للنشر والتوزيع في بغداد للكاتب والمؤلف الدكتور طارق مجيد تقي العقيلي بعنوان ( مقدمة في تاريخ العراق السياسي المعاصر ) .ويتألف الكتاب من مقدمة ومدخل وسبعة فصول وينتهي بخاتمة استنتاجية لأشكالية موضوعة الدراسة التي بحثها المؤلف على مدى اربعمئة وتسع وثلاثون صفحة . ويفهم من مقدمة الكتاب ان المؤلف ركز على فائدة تدوين التاريخ وقراءته سواء كان هذا التاريخ محليا او عالميا ، هو الوصول الى حد ما الى الحقيقة من خلال تشابك الأحداث وترابطها ، إذ لا يمكن فصل التاريخ المحلي عن مجريات التاريخ العالمي بفعل عوامل واسباب عديدة على وصف ان الفوائد العملية للتاريخ تكمن في السعي الى اكتشاف وادراك الروابط العليّة والعلاقات السببية بين الوقائع والأحداث التي يتألف التاريخ منها ويقوم عليها . وبهذا يلعب التاريخ ،حسب قناعة المؤلف ، دورا بارزا في المصير الأنساني فردا ومجموعات اجتماعية ). )
وعلى هذا النحو من الفهم ينطلق المؤلف في سرده الشيق لتفاصيل تاريخ العراق السياسي المعاصر من خلال حقبة العهد الملكي وتأسيس الدولة العراقية الحديثة بقرار بريطاني وتوافق دولي بعد الحرب العالمية الأولى الرامي الى تكوين كيانات وحكومات تسمى وطنية او قومية في الشرق الأوسط . لقد استند المؤلف في قرار تأسيس الدولة العراقية الى تطور اصول المصالح البريطانية وتغلغلها في العراق منذ الربع الثاني من القرن السابع عشر وربط سوقه الأقتصادي والتجاري مع السوق العالمية , وافضت نتيجته مع تقدم الوقت الى ادراك البريطانيين فهم طبيعة المجتمع العراقي بكل تفاصيله الدقيقة . من هذا الأرتكاز اعتمد البريطانيون في تأسيس الدولة العراقية على نخبة الأقلية التي شاركتها في المصالح على مدى تلك الحقبة التاريخية . ففي الفصول الثلاث الأولى يتطرق المؤلف فيها الى بدايات التأسيس الخاطيء عندما نصبت بريطانيا ملكا مستوردا من الجزيرة العربية على عرش العراق على إثر تفاقم الوضع السياسي الداخلي وشعور العراقيين بأن بريطانيا لم تنفذ وعودها لهم وقيام الثورة العراقية العراقية الكبرى عام 1920 ، حيث يسرد المؤلف تداعيات الثورة وتشكيل الحكومة العراقية المؤقته برئاسة السيد عبد الرحمن النقيب وما آلت اليه الأحداث واسباب اختيار النقيب حتى اسباب تنصيب الأمير فيصل ملكا على العراق ، إذ اعتمد المؤلف في الكثير من محاور هذه الفصول على تحليل الأحداث ضمن سياق تاريخي متواصل يكتشف من خلالها القاريء اللبيب ان ثمة خيط غير رفيع للدور البريطاني في كل ماجرى تبعا لمصالحها السياسية في العراق . فصراعات النخبة السياسية الحاكمة آنذاك على السلطة كانت قائمة على المصالح الفئوية والذاتية في الوقت الذي كانت فيه الحركة الوطنية الدينية منها والعلمانية تطالب بتحرير العراق من طائلة صك الأنتداب البريطاني ومنح العراق الأستقلال الناجز.
إن حصيلة مايريد المؤلف اثباته في فصول كتابه الثلاث التي تنتهي بموت الملك فيصل ومن ثم دخول العراق عصبة الأمم ،بأن رؤى وافكار النخبة السياسية الحاكمة من جهة والحركة الوطنية من جهة احرى كانت متقاطعة ومتنافرة حول شكل الحكم ومستقبل العراق , فقد ارادت النخبة المتمتعة بالسلطة بأخضاع الآخرين لرؤيتها الخاصة للدولة من خلال الأستقواء بالبريطانيين ، في حين بقيت الحركة الوطنية تراوح من دون ان تقدم البديل الصالح للحكم .
والى اللقاء في القسم الثاني من قراءة في كتاب (مقدمة في تاريخ العراق السياسي المعاصرة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر