الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرة منى العاصي/ والبحث عن اوجه الحقيقة

وجدان عبدالعزيز

2016 / 1 / 4
الادب والفن


من خلال جماليات القراءة التي كثيرا ما اتمتع بها كل صباح او مساء مما استقر في ذهني .. ان الرومانسية تبقى، تتصارع وتتلاقى ومشاهدة الطبيعة وافاق جمالها وهى شعور ينتاب الانسان الحالم الباحث عن السعادة فعندما نتابع النجوم وهى تلمع وتتألق بالسماء الصافية، يمر فى اذهننا حينها شريط من الذكريات السعيدة وخاصة ابتسامة الحبيب ... لهذا اقول عندما تستطيع ان ترى كل مايحيط بك جميلا ونظرت لايجابيات الامور وتجنبت السلبيات المحيطه بك حتما انت رومانسى ، فكن جميلا ترى الوجود اجمل فالرومانسيه انصهار فى الطبيعه وامتزاج مع الحياه ببساطه وعفويه ، ورغم ما يشوب الانسان الشاعر من حزن، يبقى يبحث عن الحب والجمال .. فالشعر دوما يبقى مسار لا نهائي، وعلة ذلك تعامله مع التجربة الداخلية للشاعر، تلك التجربة المكتظة بالاحاسيس والافكار المتطورة والقابلة لعوالم التغيير والنمو، باتجاه الاحتمال والمغامرة .. اذن اللغة الشعرية تنمو وتتغذى على مشاعر واحاسيس الشعراء .. فهي وعاء الاستعياب والاحلام وغذ السير نحو تلك الاماني المحلقة عاليا .. لكن عند شاعرتنا منى العاصي ان الإحساس بالألم وأثره العميق، هو مظهر من مظاهر الذاتية الفردية التي يتألف منها الوجدان بمشاعره المتناقضة ، ويأخذ مظهرين : التفاؤل والتشاؤم وذلك بحسب الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر لحظة الإبداع، فهو متفاءل عند شعوره بالقوة والقدرة على مواجهة الأزمات وتحدي الصعاب ، وعندما يكون محبطا يائسا ضعيفا قانطا يصبغ التشاؤم عمله الأدبي ؛ ولذلك كان شعرهم يفيض باللذة والفرح والسرور تارة، ويفيض تارة أخرى بالحزن والألم والهم الدافق العميق ... يقول ادونيس : ان (اللغة اكثر من وسيلة للنقل او للتفاهم ، انها وسيلة استبطان واكتشاف ، ومن غاياتها الاولى ان تثير وتحرك ، وتهز الاعماق وتفتح ابواب الاستبطان . انها تهامسنا لكي نصير ، اكثر مما تهامسنا لكي نتلقن . انها تيار تحولات يغمرنا بايحائه وايقاعه وبعده . هذه اللغة فعل ، نوات حركة ، خزّان طاقات والكلمة فيها اكثر من حروفها وموسيقاها ، لها وراء حروفها ومقاطعها دم خاص ودورة حياتية خاصة ، فهي كيان يكمن جوهره في دمه لا في جلده ، وطبيعي ان تكون اللغة هنا ايحاء لا ايضاحا)ص70 كتاب مقدمة للشعر العربي، ولهذا فان الشاعرة منى العاصي تحاول اثبات ذاتها من خلال اللغة الشعرية الجميلة ، تقول:
(كنظرة
تفارق عينيك
وتترك
قلبك مفتوحاً لعصافير
الندم
كتلويحة تخون يدها
لتتبع نقصانك
كالبئر
يغادر يوسف مع قميصه
لتعيد ترتيب
النوايا
في دم الحكاية)
هنا تحدثت الشاعرة عن خيانات الانسان بعلة الرغبة واشباع حاجاته الحسية، وتناصت مع قصة يوسف في القرآن الكريم، وهذا دليل على عمق ثقافة العاصي وقدرتها على توظيفها بما يخلق بعدا في مقطوعاتها الشعرية، التي حاولتُ قراءتها من خلال موقعها في الفيس بوك، وادهشتني طروحاتها ذات اللغة المكثفة المتناغمة وروح عصر العولمة وسرعة عبور الزمن واستثمار بما هو قريب من ايصال المعلومة، واستمرت في مقطوعتها الاخرى المسماة (عين زجاجية) قائلة :
(ترتّب
مصائر العابرين،
العابرون:
الذين ينقّبون عن ظهورهم
في لمعة نصل ،
النصل :
الذي غادر باقات الجوري،
الجوري :
الذي قطف اسمك
من حدائق التيه ،
التيه :
الذي يحاصر المدينة،
المدينة :
التي ترتل الجداول ،
الجداول:
التي تربّي يدك
قشّة للعابرين اسماءهم)
والتي خلقت منها متوالية شعرية مثقلة بالكثير من المعاني الخفية والتي تحتاج الى الامعان بين كلماتها لاسترداد تلك المعاني المختفية، (من هنا كان الشعر اعمق انهماكات الانسان واكثرها اصالة ، لانه اكثرها براءة وفطرية والتصاقا بدخائل النفس . ومن هنا كان الشعر وسيلة حوار اولي بين الانا والاخر ، ووسيلة ايصال اولي ، فهو لانغراسه في اعماق الانسان ، فعال وملزم ، انه حميّا تسري في الانسان وتسري ، من ثم عبر سلوكه ومواقفه وافكاره ومشاعره في الحياة والواقع)ص92 كتاب مقدمة للشعر العربي ، هكذا تعيش الشاعرة منى العاصي اجواءها الشعرية، احيانا تخفي المها باظهار دهشة وفرح خفيف، تعاود التخفي وراء كلماتها وبحثها اللامتناهي في مساحات الحياة، كباحثة عن اوجه الحقيقة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان