الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميزان القوى عند الاحزاب الكوردية

سوزان ئاميدي

2016 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لايختلف اثنان ان قوة الحزب في مبادئه وقيمه ومثله , الا ان ذلك سيكون في مهب الريح اذا فقدت كل من الاسايات التالية :-
1-القاعدة الشعبية
2- الامكانيات المادية
3- التأثير الاقليمي والعالمي
والقاعدة الشعبية تعتمد على الاقناع وتقديم الخدمات , والامكانيات المادية تعتمد على عدد الجهات الممولة ماديا (دخل الحزب من المصادر المختلفة) , أما التأثير الاقليمي والعالمي ياتي من ما يمتلكه الحزب من زخم في فرض نفسه ليحسب له حساباً اقليمياً ودولياً كـ ( تاريخ الحزب , رموزه , شعبيته , امكانياته , نشاطاته ) بمعنى اخر , اذا استطاع اي حزب ان يجمع بين القاعدة الشعبية والامكانيات المادية , فسيحصل على زخم يؤهله للتأثير ويكون له شأن داخلي واقليمي وعالمي ,وبالتالي يكون له واقع مؤثر اكثر من الاخرين , وبمعنى آخر قوة الحزب تكمن في مستوى قاعدته الشعبية وامكانياته المادية وفي مدى تأثيره الاقليمي والدولي , فضلا عن مبدئه او قيمه او مثله . والاحزاب الكوردية قائمة على افكار مختلفة الا انها تصب او تخضع لهدف رئيسي هو انجاح القضية الكوردية في تحقيق حقوق الشعب الشرعية . ولكل حزب اسلوبه وادواته في تحقيق ذلك , ومن اجل الوصول الى هذا الهدف يعمل كل حزب من اجل الاستمرار والادامة في نشاطه السياسي , ومن ثم نجاح كل حزب يكون حسب حنكته السياسية في كيفية تجيير المعطيات لصالحة .
وقد يختلف الاحزاب في مدى اهمية او اولوية احدى الاساسيات انفة الذكر لقوة الحزب على الاخرى , وقد تكون الامكانيات المالية اهم من القاعدة الشعبية لحزب ما , ويقوم بتقديم التبريرات والاسباب المقنعة حسب دراسات واعتبارات , او تكون القاعدة الشعبية لها الاولوية اكثر من الامكانيات المادية لحزبٍ آخر , وهذا ايضا يأتي حسب قناعاتها واعتباراتها المدروسة , وقد يرى حزب اخر ان التأثير الخارجي اقليمياً كان او عالمياً او الاثنان معاً هو الاكثر اهمية وهكذا . فالرؤى المختلفة قد تؤدي الى الصراع من باب البقاء وطلب الافضلية . إذ يعتقد كل حزب ان ذلك سيعزز من بقائه واستمراره او رقيه , وهنا لايمكننا ان ننتقد اي حزب في محاولاته ليكون الافضل والاقوى ولكن ياتي الانتقاد عندما يحيد الحزب عن الهدف الرئيسي في تحقيق القضية الكوردية وحقوق الشعب .
أرى ان الحزب القوي هو من يتحكم بالميزان بين الاساسيات الثلاثة مع الاحتفاظ بمبادئه وقيمه على ان تكون القاعدة الشعبية هي الاكثر اهمية والاثقل وزنا واعتباراً عن باقي الاساسيات المهمة ( الامكانيات المادية والتأثير الاقليمي او العالمي ) خاصة في وضع كالمجتمع الكوردي , لان الاخيرة له قضية عادلة ومازالت لم تتحقق , فضلا عن احتياجاته العامة كأي مجتمع آخر من امن واستقرار وخدمات , بمعنى ان الشعب الكوردي مازال يعيش حالة الثورة ويطالب بحقوقه الشرعية , وعليه فان الحزب القوي هو من ينجح في كسب اكبر قاعدة شعبية كوردية , وهذا يأتي بالتأكيد من خلال تقديم اقصى الخدمات الممكنة لهم ( الحماية من الفساد ونشر العدل وخدمة الناس وحماية البلاد ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي الأستاذة سوزان
ماهر عدنان قنديل ( 2016 / 1 / 5 - 00:44 )
الأستاذة سوزان حياك الله على هذا المقال الجميل والرائع (أنا لا أقول ذلك للتقرب منك بل حقيقة فأنا أول من ينتقدك عندما لا تصيبين) لكن بالفعل مقالك هذا أعجبني كثيراً.. أظن أن نجاح الأحزاب يكون من خلال ما ذكرتيه وأيضاً من خلال التحالف مع قوى خارجية فاليوم نحن في عصر التحالفات أيضاً,, فيجب على أي حزب وطني أن يتحالف مع قوى أجنبية تخدم قضيته ويخدم مصالحها وهذا ما يميز عصرنا حيث لم تعد الأحزاب تسير في فلك محلي بل هي تسير في فلك دولي يخدم مصالحها لذلك تحولت بعض الأحزاب إلى دول داخل الدولة.. تحياتي مرة أخرى الأستاذة سوزان

اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي