الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليست ثقافة - ليست سياسة - ليست شيئاً *

خليل صارم

2005 / 11 / 8
الادب والفن


في الثقافة : أنها اهتمام بالشأن العام انطلاقاً من التخصص , فالطبيب والمهندس والسينمائي ورجل القانون والباحث والشاعر والناقد ...الخ هؤلاء متخصصون وليسوا مثقفين , لكن عندما يتم تجيير تخصصاتهم للاهتمام بالشأن العام سياسياً واجتماعياً ينقلبون الى مثقفين , ذلك أن الثقافة تنطلق من الاهتمام بالوطن – المجتمع – وتتسع لتشمل الانسانية متكئة الى التخصص أو سعة الاطلاع والفهم الحقيقي للقضايا سواء ماكان منها متعلقاً بجانب معين سياسياً أو اجتماعياً وهذان الجانبان يمكن أن يقسما الى جوانب متعددة كأن يهتم المثقف بأيديولوجية محددة أو نظرية ما ويتبناها من خلال قناعة خاصة يرى فيها فائدة لوطنه أو قضية ذات بعد اجتماعي كالفساد مثلاً أو تنمية الجانب الأخلاقي أو الدفاع عن الحرية الفردية أو قضية المرأة ..الخ أو ذات بعد إنساني كقضايا البيئة أو العولمة أو العدالة أو رؤية شاملة تشمل مجموعة قضايا اجتماعية مترابطة ومتداخلة أو بعد سياسي معين يتداخل مع عدة نظريات كقضية اليسار أو العلمانية ..الخ .
- هكذا نمط المثقف والثقافة يضاف اليها أن من أهم مايجب أن يتمتع به المثقف من مواصفات هي تجاوز الجوانب الفردية والأنانية وحب الذات التي تستوجب صحة نفسية وقدرة عالية على التعالي عن الجزئيات والتفاصيل والمصالح الضيقة أو الخلفيات ذات الأصول العنصرية أو الدينية المتزمتة كون الثقافة هي عطاء مجرد ليس فيه أي من حسابات الأخذ ويعود تقدير ذلك للمجتمع ( المتلقي ) الذي يحدد خطه البياني مستوى قبوله بأطيافه المتعددة وألوانه لهذا المثقف . والخط البياني هنا يمكن رصده من خلال دوائر النقاش والاهتمام والقبول التي يثيرها المثقف عبر طروحاته ومدى واقعيتها وإحاطتها الحقيقة بكافة جوانب القضية التي يعالجها .
- لماذا هذه المقدمة : ذلك أن البعض ممن قرأوا مقالاً أعجبهم , أو نشروا خاطرة هنا وخاطرة هناك , أو اعجبوا بفكرة معينة , أو جلسوا في أحد الصفوف الأمامية في إحدى المحاضرات وظهرت صورتهم صدفة . أو حفظوا مصطلحاً قرأوه صدفة أو سمعوه اعتبروا أنفسهم مثقفين , ثم جلسوا ينظرون ويجمعون سطراً من هنا وفكرة من هناك ليركبوها مستخدمين روابط بينها لاعلاقة لها بها لامن هنا ولامن هناك لتخرج مقالاتهم ممسوخة كاريكاتيرية سمجة لاتثير ولو ظل ابتسامة وهم يعتقدون أنهم قد اجترحوا العجائب وأنهم باتوا قادرين على انتقاد رموز الفلسفة عبر التاريخ الإنساني أو كبار الباحثين المحترمين على المستوى الإنساني . ولو أنهم أقعوا يفرغون أمعائهم لكان أفضل لهم من الخوض في أية قضية فكرية لاعلاقة لهم بها حقيقة .
- والبعض الآخر يكتب ويكتب ويكتب مركباً عبارات غريبة عجيبة جادت بها مخيلته إما بتأثير الحشيشة أو نوعية المشروب الروحي الذي تعاطاه ثم جلس يتقيأ على صفحات الورق أو على شاشات الانترنيت , ويرفقها ببوزات مختلفة وكأنها لقطة فيديو كليب مما نراه اليوم من مطربي الدرجة العاشرة تحت الصفر . نحاول قراءتها لنفهم مايريد أن يقول فلا نخرج بنتيجة ولو طلبنا منه أن يوضح فكرته بلغة بسيطة لما تمكن من فهم ماكتب .
- البعض من هؤلاء يعاني من خواء داخلي وعقم فكري وعقد نفسية شتى ليست أكثر من بعض أوجه الجنون لكنه يخرج بالألوان لذلك تراه يبحث بلهفة عن أية وسيلة تعكس مابداخله ليتفرج هو بالذات عليها والحقيقة أنه غير مهتم برأي الآخرين بقدر اهتمامه هو . تماماً كالمراهق/ المراهقة الذين يقضون أوقاتاً طويلة أمام المرآة .
- أيها السادة . هذه ليست ثقافة وليست سياسة بل ليست شيئاً على الاطلاق .
ويجب أن يكون للنشر شروط وأن يتم التدقيق بالمواد جيداً قبل نشرها .
حتى لاتصبح الثقافة سلطة غير متقنة التحضير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج عادل عوض يكشف كواليس زفاف ابنته جميلة عوض: اتفاجئت بع


.. غوغل تضيف اللغة الأمازيغية لخدمة الترجمة




.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي


.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا




.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR