الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مقبرة القصائد

أديب كمال الدين

2016 / 1 / 5
الادب والفن


شعر: أديب كمال الدين



1.
هذه مقبرةٌ لقصائدي التي مَزّقتُها.
لا أستطيعُ أنْ أقول كم عددها
لأنّها لم تكنْ مَيّتَة تماماً.
كانتْ تتحرّكُ في نومِها الطويل
لتغنّي أغنياتٍ لا معنى لها عن الفرات
أو ترقص رقصةَ الغرقى
أو تطلق النارَ على نَفْسِها
بعدَ أنْ يُشظّيها الصُراخ.
وهناكَ زائرٌ يتجوّلُ في ميدانِها
تائهاً بالطبع.
أشكُّ كثيراً بأنَّ هذا الزائر هو أنا
رغمَ أنّه يشبهني كثيراً
وأنَّ اسمَه مثل اسمي تماماً!
2.
بعضُ القصائدِ يصفُ قِرداً
يرقصُ على الأشجار
ليلَ نهار.
وبعضُها يصفُ ثعلباً
يصرخُ في الأسواق
ويبيعُ الشتائم المُجَفَّفة
على أنّها فواكه مُجَفَّفة.
بعضُها يُومضُ كالسمك
وينزلقُ بين يديّ كالسمك.
ربّما ليهذي في الشوارع
مثل مجنونٍ يشربُ الخمرة
النهار كلّه
ويصلّي الليل كلّه.
بعضُها مُزهرٌ
بزهورٍ حُمرٍ رائعة
رسمتها الطبيعةُ الساحرة
أو المرأةُ الجُلَّنَار.
وبعضُها يصفُ القُبْلَةَ بعُمقٍ
ويُلِحُّ بقوّةٍ على مشاهد الحُبّ
مُكرّراً دونَ جدوى:
أحبّكِ، أحبّكِ، أحبّك.
بعضها ، وهو الأهمّ،
يستحقُّ أنْ أحرقهُ بالنار.
وقد بدأتُ بذلكَ فعلاً.
فالحرقُ أكثرُ شاعريّة مِن الدفن
كما يُشاعُ كثيراً هذه الأيّام.
*****************
www.adeebk.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي


.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا




.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR


.. الفنانة نجوى فؤاد: -أنا سعيدة جدًا... هذا تكريم عظيم-




.. ستايل توك مع شيرين حمدي - عارضة الأزياء فيفيان عوض بتعمل إيه