الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعدام الشيخ النمر السياسي

حسين علي الحمداني

2016 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لم أكن أتوقع يوما أن تتراجع السعودية عن قرار إعدام الشيخ نمر باقر النمر،وهي كانت تنتظر التوقيت المناسب ليس داخليا بل إقليميا من أجل تنفيذ القرار بالشكل الذي يخدمها ويؤمن أقل الخسائر للرياض.
ونحن لا نريد أن نتكلم بلهجة طائفية عن إعدام الشيخ النمر من قبل السعودية،بقدر ما إن هذا الإعدام بحد ذاته خطأ كبير لكون الشيخ النمر رجل معارضة فكرية أراد أن يقول كلمته بطرق سلمية ولكن الطرف الثاني نظر للأمر من الزاوية الضيقة حتى في عملية الإعدام حاول خلط الأوراق وزج أسم الشيخ النمر مع مجموعة من رموز وقادة تنظيم القاعدة ليوحي للجميع إن ألسعودية تطبق القانون وتكافح الإرهاب على مختلف المستويات ولعل هذه النقطة بالذات ركزت عليها قناة(العربية) في تغطيتها لهذا الحدث عندما تعمدت إعداد تقرير عن الشويلي أحد زعماء القاعدة وبين الشيخ النمر وهو تقرير مشوه كثيرا، لأنه يساوي بين المعارض السياسي والفكري وبين الإرهابي الحقيقي وهو ألأمر الذي لم يكن بمقدور العربية والكثير من وسائل الإعلام السعودية تمريره على المتلقي الذي يعرف جيدا سبب إعدام الشيخ النمر.
ولعل المتابع سيجد إن السعودية اختارت توقيتا في بداية عام 2016 لتنفيذ هذا الحكم بالتزامن مع عوامل عديدة أبرزها البحث عن (حدث) يغطي عن حالات الفشل السياسي والعسكري سواء في حرب اليمن أو القضية السورية ،وأيضا جاء بعد يوم واحد فقط من فتح السفارة السعودية في بغداد من أجل إيصال رسالة خاطئة مفادها صمت العراق إزاء إعدام النمر مقابل فتح السفارة وكأن هنالك مقايضة حاولت الرياض إيهامنا بها على الأقل.
وبالتأكيد إن إعدام النمر جريمة كبيرة لأنها تنتمي لمدرسة سياسية اعتادت عليها الكثير من الأنظمة العربية وتتمثل بتصفية المعارضين تحت مسميات كلاسيكية مثل (قلب نظام الحكم) (دعم الإرهاب)وغيرها وبالتالي إن تنديدنا بإعدام الشيخ النمر لا ينطلق من دوافع طائفية بقدر ما إننا ننظر للأمر من زوايا أخرى لكون الشيخ النمر يمثل تيار فكري له مريديه داخل السعودية وبالتالي فإن من تداعيات هذا الإعدام على الداخل السعودي ستكون كبيرة عبر خلق احتراب طائفي من جانب ،ومن جانب آخر سيفتح باب كبير لملاحقة الكثير من الشباب والرجال تحت بند ( إتباع النمر) وهو الأمر الذي سيحدث بالتأكيد من خلال تجربتنا في العراق أبان حكم صدام وملاحقته للمعارضين بعد إعدام الشهيد محمد باقر الصدر.
أما الجانب الأخطر من توقيت إعدام الشيخ النمر فيكمن في محاولة لرفع معنويات القوى الإرهابية سواء في العراق أو سوريا بعد الهزائم الكثيرة التي تلقتها ومقتل الكثير من رموزها أبرزهم زهران علوش في سوريا ،ناهيك عن هزيمتهم في الرمادي وهو أمر لا يمكن للمتابع الفصل بين إعدام الشيخ النمر وهزيمة "داعش".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -