الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعدام نمر النمر بين سذاجة آل سعود ولعبة استراتيجية كبرى

خالد الصلعي

2016 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


اعدام نمر النمر بين سذاجة آل سعود ولعبة استراتيجية كبرى
*******************************************
قد تكون الادارة الأمريكية أوعزت لآل سعود أن يقوموا بتنفيذ عملية الاعدام في حق رجل الدين باقر نمر الصدر النمر ، وبينت لهم محاسنها وايجابياتها ، بينما عين الادراة الأمريكية كما يعلم الجميع اليوم في أشياء اخرى تتجاوز آل سعود الى احتكار المنطقة . وهذا ما تؤكده مجموعة من الدراسات الجيسوستراتيجية .
ولعل اقرب وظائف استثمار اعدام نمر النمر هي ارسال رسالة جافة وخشنة للنظام الايراني ، الذي أثبت أنه نظام ذو خيارات استراتيجية يحسن توظيفها في مناسباتها الجقيقية ، عكس النظام السعودي المشيخي ذي الروافد الكلاسيكية العتيقة . فالتنديد باغتيال واعدام الداعية السعودي لم يأت من ايران او من الجهات الشيعية فقط ، وانما جاء من الاتحاد الأوروبي ومن الأمم المتحدة ، وهو ما يعطي للشيعة نشوة بتعاطف دولي كبير ، ةالذي ستستثمره ايران كاحدى أهم دوافعها في تحصين قدراتها العسكرية وتطوير امتداداتها الايديولوجية عبر ما يسمى ب توظيف لغة "المظلومية " والاستضعاف " ، التي تزداد ترسيخا مع مثل هذه القضايا الشائكة التي يطبقها امثال نظام آل سعود الذي يبدو أن أيامه باتت معدودة حسب مجموعة من الخبراء ، وحسب مجموعة من المعطيات والمؤشرات .
علينا أن نقرأ اذن ، بعين بصيرة لقاء أردوغان الأخير بالعاهل السعودي ، ودعوته للانفتاح على اسرائيل ، لأن هذه الأخيرة بحاجة اليهم ، كما انهم بحاجة اليها . فالرسالة رباعية الأبعاد ، تجمع بين اسرائيل وتركيا والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية ، والهدف واحد هو ايران . ففي مثل هذه الأحداث يصعب ان تقدم دولة في حجم السعودية على اثارة الشق الشيعي من المسلمين عبر العالم ، وبعض من المسلمين السنة المعتدلين والعقلانيين ، فتنفيذ حكم الاعدام على داعية سُلطت عليه الأضواء من أكثر من جهة في لعبة دولية محبوكة بعناية شديدة ، انما جاء من نفس اللاعب الذي يدير خيط اللعبة العولمية الجديدة . لكن ايران لن تنجر الى مثل هذه التفاهات ، ولكنها ستحسن استثمارها . اذ ان مقتل سمير القنطار الذي كان يعتبر أحد اهم أطرها بسوريا وخاصة بالجولان ، ثم اعدام نمر النمر الذي يعتبر احد أهم دعاتها في القطيف ، يعد امرا هاما للغاية ، في لعبة الاستراتيجيات المتعددة الألعاب ، وهذا ما سيدفع ايران الى تطوير آلياتها وانتاج أطر عسكرية ودينية جديدة ، او قل انهم موجودون في الصفوف الخلفية . اذ لا يمكن ان يتصور الباحث ان بلدا من حجم ايران في تفكيرها الاستراتيجي لم تفكر منذ سنوات في خلق نماذج قد تفوق دهاء عماد مغنية او كاريزما سمير القنطار او بلاغة نمر النمر . فالتفكير التكنولوجي الدقيق والثري أوالعقل السيبيرني كأرقى العقول الانسانية المعاصرة ، يعلم أصحابه دائما خلق اجيال جديدة ، واللعب بأوراق احتياطية غاية في الأهمية. وما دام ان ايران قد دخلت منظومة التكنولوجيا بقوة ، فان هذا التفكير سينتقل حتما الى تفكير تكتيكي واستراتيجي في قضايا السياسة والصناعة وميادين أخرى . وهو ما أبانت عنه بحنكة شهد لها بها العالم المهيمن ، او ما تسميه ايران بالقوى الاستكبارية . أما آل سعود فان تفكيرهم كما تدل عليه كثير من القرائن لا يتجاوز دائرة عمائمهم .
قد يتصور آل سعود أن اللعبة ستعود الى انطلاقتها الأولى مع ايران ، وهي الدولة -السعودية - التي عملت المستحيل لافشال اتفاقية النووي الأخيرة مع الدول الست الكبرى ، وأهدرت مآت الملايير من الدولارات ، ولكنها في النهاية فشلت فشلا ذريعا في محاصرة ايران دوليا . بل الطامة الكبرى أن ايران انتصرت في انفتاح العالم عليها . وهذا ما لم يستسغه آل سعود ، والسبب ؛ هو تدبير الملفات الاستراتيجية الخطيرة بالعاطفة أو بعقلية قبلية متجاوزة .
فآل سعود لا يستفيدون من الدروس شيئا . وأهم درس في هذا المجال هو علاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع الاتحاد السوفياتي سابقا في حمأة صراع الحرب الباردة ، وهي لعبة شطرنج أبدعها الفرس ، فازت بها الولايات المتحدة الأمريكية . او الحرب الباردة الجديدة بين نفس الدولة الامبرالية ، لكن هذه المرة مع الفيدرالية الروسية . وقد تحولت الى ايديولوجيا تقترب كثيرا من دولة امبريالية ، ولم يبق لها الا تاريخ الشيوعية الذي يمثله حزب لا وظيفة له ولا تأثير يذكر في روسيا اليوم . ورغم هذه الصراعات التاريخية بين القطبين ، فان العلاقات الديبلوماسية بين القوتين ظلت متماسكة ، او قل على الأقل فان حيل التواصل لم ينقطع بين الدوليتين العظمتين . رغم التشنجات والاتهامات الخطيرة بين البلدين والتي تصدر أحيانا من افواه قادتها ، لكن العلاقات الديبلوماسية ظلت دائما قائمة . بل ان هناك تنسيقا بينهما في قضية سوريا وتقارب كبير بين وجهات نظرهما .فشعرة معاوية خط احمر لا يمكن لدولتين في حجمهما قطعها أبدا .
وهو ما استوعبته جيدا ايران من خلال بعض تصريحات مسؤوليها الذين استنكروا سحب ديبلوماسيي السعودية من طهران ، وطرد ديبلوماسيي ايران من الرياض . بعكس موقف آل سعود تماما . الأمر الذي سينعكس سلبا عليهم في القريب العاجل ، بالنظر الى السرعة الدقيقة التي تسم كل أشكال السلوك البشري اليوم ، وخاصة الدول التي تستند الى مؤسسات ومعاهد كبرى لرسم السياسات الداخلية والخارجية .
وفي ظني المتواضع أن ارتباط ايران باعداء المنطقة كاسرائيل وتركيا والولايات المتحدة الأمركية سيؤدي بها الى انهيار قريب . والله اعلم .
فقد تعالت الأصوات المنددة بمقتل نمر النمر في جميع جهات العالم ، بدءا بايران وانتهاء بالسعودية نفسها ، مرورا بالجزائر وتركيا ، حليف السعودية المرحلي ، وباكستان ، التي يحاول آل سعود جرها الى مربعهم دون جدوى ، وبريطانيا .ودول اخرى كالبحرين حليفة السعودية التي قطعت علاقاتها أيضا مع ايران . وهو مؤشر واضح أن بركان الخليج العربي سينفجر قريبا اذا شاءت ايران . والسعودية كدولة تلح على ادارة المنطقة وزعامتها بالمال والرشاوي يصعب أن تستمر الى امد متوسط في عالم لم يعد يكترث بالمال والثروة ، بل يصنعها عبر وسائل جد معقدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا