الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى الاستاذ سلامة كيلة المحترم

عبد الرضا حمد جاسم

2016 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


نشر الاستاذ سلامة كيلة مقالته المهمة تحت عنوان :روسيا لا يمكن ان تكون امبريالية؟ بتاريخ 05/01/2016 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=499496
و رغبنا في مناقشة ما ورد فيها خارج حقل التعليقات المحدد بالحروف ال(1000).
ابدأ بتحية الاستاذ سلامة كيلة...و توافقي معه في الكثير مما ذهب اليه و أقول :
تقول : (ضرورة من أجل تطور الاقتصاد المحلي وتوسع الاحتكارات، وهو ما لا يتم سوى عبر نهب الشعوب. هنا لا تفيد الثقافة ولا الدين ولا التاريخ ولا الجغرافيا، لأن حاجة الاحتكارات لمراكمة الرأسمال تفرض التوسع،)انتهى
نحن اليوم امام باحث جديد عن مصالحه امام منظمة مصالح معقدة امريكية تريد امريكا اليوم ادارتها عن بعد و حمايتها بأيادي اصحابها اي السلاح و العقول امريكية و تابعيها و العضلات و الدماء محلية....الباحث الجديد لا شيء يميزه سوى ارث معين ديني و سياسي (ثقافة و تاريخ و جغرافية) يجب ان يستفيد منها ليعلن نموذجه الجديد للنهب و السلب الذي يراهن عليه ...مع الارث القذر الامريكي في علاقته مع الشعوب و بالذات في المنطقة...عليه اجد عكس ما تفضلت به حول موضوع الثقافة و الدين و الجغرافية و التاريخ.
تقول :(جورج يعتبر أن أميركا معتدي بشكل مطلق، وأن روسيا تقف في وجهها، ليصل إلى أنه لا يجوز المساواة بين الدولتين، رغم "تراكم ومركزة وتركيز الرأسمال في روسيا وأميركا".)انتهى
رغم انك تشير الى الاستاذ جورج حداد و هو المعني بالرد...نعم امريكا معتدي بشكل مطلق...و نعم لا يجوز المساوات بينها و روسيا...لكن هذا لا يجعل من روسيا منقذ او افضل ...ربما يجعلها كذلك لحين لمس النتائج و هذا يحتاج الى وقت و احتكاك رغم ان الهدف واحد هو السلب و النهب...كم سارق و ناهب يسرق و المسروق ممنون.
تقول :( ما يتجاهله جورج هنا هو أنه لأي أسباب تقوم روسيا بمواجهة أميركا؟ هل من أجل الدفاع "ضد الظلم"، ولمصلحة الشعوب؟ جورج يميل إلى ذلك، أو أن كل تحليله، وسرده التاريخي قائم لتبرير ذلك.)انتهى
لا يزال الكلام موجه للاستاذ جورج حداد و هو المعني بالرد ...لكن اقول ان روسيا تواجه امريكا انتصاراً لمصالحها التي تتهددها اخطار يعرفها كل من ينتبه للوضع العالمي...روسيا يُراد محاصرتها و قتلها و تمزيقها من خلال اطواق على حدودها او اطواق تلي ذلك حتى الشرق الاوسط....ادخلوا تركيا حلف الناتو لتمنع اقتراب الاتحاد السوفييتي الى المياه الدافئة...لأن الاحتكاك بتركيا يعني الاحتكاك بالغرب و امريكا...ثم اقاموا حائط الصد الثاني ايران الشاه و البعث في العراق و سوريا. و اوجدوا بعد ذلك الخميني ليندفع السوفييت في افغانستان و ما حصل معروف...اليوم اصبحت هذه القصة مكشوفة و لن تكون هناك حرب افكار أي ايديولوجية ( شيوعية رأسمالية) وروسيا تعرف ان الحرب الباردة متعبة و تأتي بنتائج عكسية لها لأن الاتحاد السوفييتي اعتمد على الاطراف سابقاً فاستنزفته الاطراف و ليس اعدائه...بعكس امريكا التي اعتمدت على قوتها المباشرة.
تقول :(ككل "اليسار الممانع" الذي شيطن أميركا (أي خرج عن التحليل العلمي لبنيتها وطابعها وأزماتها)، جورج يجد كل من "تصارع" معها ثورياً (أو ثوروياً بالتحديد) وتقدمياً، و"مسيح").انتهى
لا يزال الموضوع يخص الاستاذ جورج لكن ارجو ان تتقبل مني التدخل هنا ايضاً... و هل هناك من لم يشيطن امريكا؟ هل تتوقع ان الفرنسيين او الانكَليز او اليابانيين او غيرهم لا يشيطنون امريكا ! ماذا تقصد ب (اليسار الممانع)؟ هل كل من يبحث عن حليف تعتبره (يسار ممانع)؟ اليس من حق القِوى ان تبحث عن حلفاء... و بالذات التي ناصبتها امريكا العداء طويلاً و خاضت في دمائها. الاستاذ جورج قد يحسب كما تفضلت او قد يرد فمن حقه لكن انت كيف تحسب الامور؟ هل انت قادر على ان تشكل طرف ثالث؟
تقول :(هو عكس ميكانيكي لنه ينطلق من موقف "نظري"، ويقوم على فهم صوري، يقسم العالم إلى خير مطلق وشر مطلق، لهذا إن أميركا هي الشرّ المطلق، وبالتالي ستكون روسيا حتماً هي الخير المطلق (المسيح) ما دامت تتصارع معها. ولو حاولنا الانطلاق من هذا المنطق لدراسة الحرب الأولى والثانية، سنكون في الحالين مع ألمانيا لأنها كانت ضد الإمبريالية المستعمِرة إنجلترا، ستكون ألمانيا هي المسيح. رغم أن جورج يحصر الأمر في "المسيحية الشرقية" فقط، ربما لكي لا يقع في هذا المطب. لكنه في الواقع يقع في مطب أسوا، يتمثل في التفسير "المسيحاني" للتاريخ.)انتهى
اعتقد ان الشر مطلق فليس هناك شر جميل و نافع و الاخر قبيح و ضار...اما في الخير فلا يوجد كما اعتقد اطلاق لأن جُل منافعه لا تسد حاجة المنتفع المتجددة و الصاعدة دوماً.
اعتقد لا يمكن ان ننطلق لنطرح مثال المانيا لأسباب عديدة منها ما وُسِمَتْ به المانيا... و منها ان المانيا لو كانت تبحث عن اسواق لانطلقت الى الاسواق البعيدة التي تحتاج بضائعها و التي يمكن لها ان تنهبها بسهولة كما فعلت فرنسا و انكلترا و اسبانيا و البرتغال و هولندا... لا يمكن ان نستبعد الدين عما جرى خلال الحروب و لا يمكن ان نستبعده اليوم مما يجري سواء الاسلام او المسحيانية الشرقية او اليهودية...فقد تحول الصراع من سياسي الى ديني على ايدي الامريكان بشكل مكشوف.
تقول :(والآن يعود التناقض بين الرأسماليات من أجل السيطرة والنهب، ولهذا لا يجب ان نعتبر أن من يواجه أميركا الإمبريالية آتٍ من أجل انقاذنا من الإمبريالية، بل هو آتٍ من أجل نهبنا.) انتهى
أكيد من يواجه امريكا جاء ليؤسس قواعد لمصالحه و هو بذلك لا يختلف عن الامريكان...و سيقوم بذلك سواء رضي الامريكان ام لا ...سيضع اقدامه الثقيلة هنا وهناك و يتوسع و سيستخدم اقصى ما يملك حتى لو بقي من العالم ربعه صالح للعيش البشري و هو هنا ايضاً محق وفق الفلسفة الامريكية الاجرامية التي تريد ان تتفرد و سيجد له اتباع في كل مكان لأن جرائم الامريكان لا يمكن ان تُنسى او تسقط بالتقادم و هذا تعرفه امريكا جيداً...حتى اليابانيين لن ينسوا هيروشيما و الدليل انهم يتذكرونها كل عام...و كل من يتمكن من امريكا سيطعنها سواء من الظهر او في الوجه ...هذا الذي يغيب عن السياسة....هل تتوقع ان اسرة آل سعود لو تمكنت اليوم من ضرب امريكا ستتردد؟ أبداً لن تتردد...و هم الذين ركبوا ظهور الامريكان ليحاربوا الشيوعية و ليس الامريكان من ركب ظهور المسلمين للانتصار على الاتحاد السوفييتي.
تقول : (وما استثار جورج وجعله يخرج عن هدوئه الذي أعرفه عنه هو ما كتبته حول التحالف الروسي الصهيوني، دون أن يستطيع نفي الأمر. فبوتين والقيادات الروسية لا تخفي هذا التحالف، وهي تعتقد أنها ترث الدولة الصهيونية من أميركا كما تريد أن ترث "الشرق الأوسط" ككل. يفعل ذلك بالضبط لن روسيا ستبدو هي يهوذا الاسخريوطي، رغم أنني لست المسيح ولا أريد. بالتالي لا يريد جورج ان يتوصل إلى أن روسيا إمبريالية تريد ان ترث أميركا المنسحبة من "الشرق الأوسط" (الذي لا يشمل الخليج العربي)، بما في ذلك الدولة الصهيونية. فهي إمبريالية تريد السيطرة والهيمنة والاحتلال لكي تطور احتكاراتها عبر زيادة بيع الأسلحة والسلع وتصدير الرأسمال.) انتهى
لا اعتقد ان هناك شخص لم يلمس التحالف و ليس الاتفاق بين روسيا و اسرائيل... حتى بشار الاسد و حسن نصر الله ...و يمكن ان تتوقع و اتوقع ان تتحالف روسيا مع طالبان او حتى مع داعش اذا اقتضى الامر...
اما قولك : (الذي لا يشمل الخليج العربي) و تفصل "الدولة الصهيونية" عن الخليج اعتقد فيه بعض قصور مع الاعتذار...لا يمكن الفصل هكذا اولاً و ثانياً عندما تنسحب امريكا من الشرق لن تتمكن من التواجد في الخليج بالاعتماد على الخليجيين الذين لا يحسنون أي شيء سوى التسكع و المطلوبين انهر من الدماء و الذي يعاديهم كل المحيط...الاردن يطلبهم ثأر و اليمن و العراق و فلسطين و قطر و الامارات و عمان و ايران.
.....................
ثم يختم الاستاذ سلامة كيلة مقالته المهمه بقوله :
(لكن لكي ننتصر يجب فهم الواقع بدقة لكي لا "نهرب من تحت الدلف إلى تحت المزراب"، أي من إمبريالية إلى أخرى. علينا نحن أن نخوض الصراع من أجل فرض مصالحنا ضد كل الإمبرياليات، وضد كل الدول والقوى "الرجعية"، ولتحقيق ما طرحناه منذ زمن طويل، أي تحقيق التطور والوحدة والاستقلال. هذا دورنا ضد كل الإمبرياليات التي تريد النهب والسيطرة والاحتلال.) انتهى
أقـــــــــــــــــــول : كيف السبيل الى ذلك استاذنا الفاضل؟ كيف "علينا ان نخوض الصراع من اجل فرض مصالحنا ضد كل الامبرياليات"...كيف لطفاً و بأي الوسائل و السبل ؟ اليس ذلك يستدعي اصطفاف و تحالفات اقليمية و دولية؟ اين تتجه انت ؟
ضد كل الدول و القوى "الرجعية" لتحقيق ما طرحناه منذ زمن طويل...الا يعني هذا انك تعني ضد الرجعية العربية الاسلامية...هل تستطيع ان تعلن اسماء تلك القوى عدا طبعاً حكم العائلة الاسدية في سوريا فهذا معروف من نضالكم المستمر منذ عقود؟

اكرر التحية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هلا هلا بابو اللبن
سوري فهمان ( 2016 / 1 / 5 - 17:19 )
هلا هلا بابو اللبن بس يا معود لا تدوخ بيتك طرش لو ملبوخ


2 - المصالح اولا واخيرا
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 1 / 6 - 07:34 )
تحياتي للغالي عبد الرضا
وشكرا على هذا النقاش والحوار الرفيع .
عزيزي : المصالح أولا وأخيرا هي المحرك في التحالفات والتحالفات المضادة ، مصالح سياسية واقتصادية .
ولا حياد في عصرنا الراهن اطبيعة التكتلات . وللحقيقة فالعرب بشكل عام لا يملكون قرارهم .
لك خالص مودتي


3 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 1 / 6 - 14:50 )
محبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
نعم اخي قاسم المصالح...لا حياد...الحياد يعني الانزواء و الضياع في وسط غابة ذئاب مالية و دينية و سياسية
اناقش الاستاذ الفاضل سلامة كيلة لنتعلم منه و قد تابعت ما تفضل به قبل هذه المقالة المهمة التي ناقشت بعض ما ورد فيها
و سنحاول مناقشة مقالات سابقة له فهو يطرح امور في غاية الاهمية حيث عدت الى سنوات سابقة و وجدت امور يجب ان تُطرح للنقاش.
اكرر التحية للاستاذ سلامة كيله
و التحية لكم اخي الفاضل
دمتم انت و الاستاذ سلامة بتمام العافية


4 - العزيز عبد الرضا حمد جاسم
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2016 / 1 / 7 - 10:17 )
تحية عالية للرفيق العزيز عبد الرضا حمد جاسم ، وسعيد جدا أني صادفت اليوم إسمكم ينور فضاء الحوار المتمدن، لا أستطيع للأسف إعطاء تقييم موضوعي لمضمون مقالكم اليوم لأن الأمر يتطلب مني العودة إلى مقال الكاتب سلامة كيلة المشار إليه في مقالكم وكذلك العودة إلى مقال جورج حداد وهو أمر متعذر علي فعله في هذه الظروف ،بالرغم من أني أتابع كتابات سلامة كيلة المتعلقة بالامبربالية الروسية والذي أعتقد أن خلفية تلك المقالات ليست معرفية صرفية ولا حتى ذات راهنية سياسية بل إن ما يحكمها في نظرنا هو الواقع السوري وتناقضاته ومستجداته،ثم إن التركيز على إمبريالية روسيا وأهداف تدخلها لا جديد فيه فله نفس مضمون التدخل الفرنسي والإنجليزي والأمريكي ،الهاجس بالنسبة للسيد سلامة كيلة هو التوفيق بين موقع سياسي إختارهمنذ البداية وهو موقع الأداة المصطفة إلى جانب أدوات أخرى بيد الإمبريالية والرجعية وبين موقع فكري يحن إلى دور ما كان عليه أن يلعبه باستقلال عن التجاذب الرجعي ضمن الخارطة السورية ، عموماوبعيدا عن مضمون مقالكم أنا أريد فقط أن أحييكم رفيقنا العزيز على طريقة نقاشكم الهادئ والمتزن وهو أمر قلما نجده بالموقع تحياتنا


5 - الرفيق رفيق عبد الكريم الخطابي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 1 / 7 - 13:00 )
تمنيات بعام جديد تكون ساعاته هانئة بعد عام مشؤوم ولى هارباً بارادته تاركاً الام و قروح و جروح و مأسي.
كما اشرتُ في ردي على اخي الكريم قاسم حسن محاجنة فأن الاستاذ كيلة له موقع متميز و اثار و يثير امور في غاية الاهمية اتمنى ان اُوفق في تقديم بعضها للنقاش في القريبات لتعم الفائدة و تتوضح الامور
دمتم بتمامها ايها الكريم

اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا