الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلف الامبريالي

مشتاق جباري
كاتب

2016 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


وضع هنري مورغنتاو (الابن ) خطة لأعادة المانيا الى وضع الدولة الزراعية البدائية عام 1944 وهو الذي يقول في رؤيته لهذا الامر (لايمكن مع الالمان اقامة دولة ديموقراطية فهم اي الالمان غير صالحين ثقافيآ وربما ايضآ من الناحية الجينية للثقافة الغربية ) ولم تنجح الخطة مع المانيا التي تفوقت كثيرآ بعد ذلك. اغلق الملف نهائيآ ووضعت الخطة على الرفوف القديمة ربما للعودة اليها لاحقآ. في الشرق الاوسط يرى الامريكيون والغرب ان من الضروري الحفاظ على الدول العربية كدول مستهلكة متخلفة في مختلف المجالات لأنها ربما حسب اعتقادهم غير صالحه جينيآ للتقدم نحو الافضل .وقد قرأت مقال لصحفي عراقي (متأثر ومهزوم ثقافيآ ) تحدث فيه بثقة عن تخلف المجتمع العراقي وانقسامه طائفيآ وقبليآ وقال انه مجتمع غير صالح للديموقراطية ولن يكون مجتمعآ انسانيآ متطورآ ,ربما لم يطلع هذا الكاتب جيدآ على تاريخ المجتمعات الغربية .ولم يقرأ عن تلك الفظائع التي حدثت فيه في الماضى, وكيف كانت هذه المجتمعات منقسمة على نفسها ,وهي انقسامات ذات طابع ديني واجتماعي وطبقي ,لكنها استطاعت ان تتجاوزكل ذلك. ولم يكن هذا لأن هذه المجتمعات مستعدة (جينيآ ) او ثقافيآ لهذا الامر ,انما نتيجة عمل دؤوب مع توفرظروف مناسبة جعلت امكانية حدوث نهضة اقتصادية وحضارية امر ممكن .الامر في المنطقة العربية مختلف وهناك اسباب مهمة لهذا الامر واهمها وقوع هذه الدول (المنهكة ) تحت تأثير الهيمنة الكاملة للدول الغنية او كما اسماه الكاتب مايكل شووير,ب( الصلف الامبريالي ) الذي لايسمح لها بألتحرر الحقيقي .والاحداث الدولية المختلفة جعلت ارادة هذه الدول مرتهنة وحبيسة اقفاص الخوف من العدو المصطنع الذي تبحث عمن يحميها منه.الدول الداعمة للحرب في سوريا على سبيل المثال ( تدعي) تغيير النظام لأجل الديموقراطية وهي في الحقيقة اعادت سوريا عقودآ الى الوراء ,وهذا مايحدث مع العراق ودول عربية اخرى, واغراق هذه الدول في الخلافات والانقسامات وعدم مساعدتها على الخروج من الازمات اهم العوامل التي تؤدي الى عدم اهليتها للتحول الديموقراطي والتطور الحضاري .وفي بعد سياسي اخر فأن امن اسرائيل هدف دولي رئيسي ,ذلك ان عناصر القوة والاستقرار والتلاحم ان اجتمعت لدى الدول العربية فأنها بألتاكيد ستشكل خطرآ فعليآ على امن اسرائيل وعلى الانظمة الخليجية التي تعتمد في بقاءها على هذه الهيمنة. العالم العربي واقع تحت هيمنة امبرياليتين ,داخلية وخارجية ,الثانية مفهومة وواضحة وتحدثنا عنها ,والاولى هي الاكثر تأثيرآ ولولاها لما تمكن الخارج من فرض هيمنته على الداخل العربي واقصد النظام الثيوقراطي السعودي وهو اهم عامل من عوامل الاتكال على الدول الكبرى والعمل معها على اشاعة التوتر في المنطقة العربية بسبب نفوذه المالي المؤثر سياسيآ وتمكن وهابيته من الهيمنة على القرار الاسلامي (السني ) . اول الحديث كان عن خطة مورغنتاو لنقول ان عالم الدول الغنية قائم على التناقض والاستعلاء والهيمنة, ورؤية مورغنتاو جرى اعادة تطبيقها بشكل معدل (جينيآ ) ليناسب مجموعة دويلات مقسمة طائفيآ وقوميآ يسهل اعادتها الى زمن البادية .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل