الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سايس حمير الى أمير

طاهر مسلم البكاء

2016 / 1 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يتندر الشعب العراقي على صفحات التواصل الأجتماعي بالماضي البسيط والمتواضع لجميع ساسته ممن يقود البلاد اليوم ،والذين تحولوا الى مليارديريه بين ليلة وضحاها فيما اتجهت البلاد الى واقع اقتصادي مزري وبائس .
لو عدنا الى الأيام الأولى من التظاهرات والتي شكلت قوة ضاغطة فرضت هيبتها وأخافت المقصودين بها من اركان الفساد ، واستعرضنا بعض التصريحات التي صدرت في حينها ،لآصبنا بالخيبة والمرارة لما آلت اليها النتائج اليوم : الخبير القانوني طارق حرب قال أن عملية تقليص أعداد أعضاء مجلس النواب يمكن تنفيذها بأجراء تعديل على المادة (49) أولاً من الدستور والتي تنص على أن كل عضو في البرلمان يمثل 100 ألف مواطن، وتوقع حرب ان لا يلاقي ذلك أي اعتراض من الكتل السياسية حتى وان كانت من مذاهب مختلفة ،و قال حرب ان حل مجلس النواب لا يتطلب إجراء أي تعديل في الدستور إذ بإمكان رئيس الوزراء حل المجلس بعد اخذ موافقة رئيس الجمهورية، او ان يقوم المجلس بحل نفسه بنفسه ليتم بعد ذلك اجراء انتخابات مبكرة ، واعتقد بأن الأمور تتجه نحو حل البرلمان بحكم الأوضاع الحالية التي يعيشها البلد ، وكانت كتلة الدعوة النيابية قد دعت إلى تغيير قانون الانتخابات وإجراء إنتخابات مبكرة، فيما أكدت على ضرورة أن يتم تقليص عدد أعضاء مجلس النواب إلى نصف العدد الحالي .
وتشير المعلومات الى ان البرلمان العراقي ينفرد بأعداده الكبيرة وبالأمتيازات الغير منطقية التي سنها لنفسه فيما يشبه الفوضى وغياب الرقيب !
و كان رئيس الوزراء يهيأنفسه الى القيام بدور أكبر من طاقته بعد ان اعطاه كل من المرجعية الدينية والشعب الضوء الأخضر ،وقد توالت تصريحاته النارية التي تهدد وتتوعد حيتان الفساد ،وتقليص عدد الوزارات ،وحصل نفس الشئ على مستوى المحافظات في الوسط والجنوب ، غير ان شيئا ً من الوعود البراقة لم يحصل ،وبقيت لاتعدو عن كونها كلام منمق ،حيث بدأت الأصوات تهدأ والشعب يمل التظاهر الغير مجدي ويأس من اي اصلاح ، وبعد ان كان البرلمان قد رضخ لصوت الشعب في الأسابيع الأولى للهبة الشعبية وبدى وهو مستعد لتنفيذ أي أمر ، عاد وحد من اي إصلاحات لرئيس الوزراء تخرج عن الأطار المرسوم وفق دستور بريمر .
هل ضاعت فرصة الأصلاح :
كان على رئيس الوزراء عدم الوقوف موقف المتفرج ، مع توفر الخيارات بتفويضه من الشعب والمرجعية ، وكان يمكن حل البرلمان بسبب فساده وبذخه والأمتيازات الغير منطقيه التي سنها اعضاؤه لأنفسهم ،أو في أضعف الأيمان تقليصه الى عدد منطقي ومقبول لايرهق كاهل الميزانية ،والغاء كل إمتياز بعيد عن المنطق و أعلان حكومة طوارئ من وزراء مهنيين اكفاء مجربون في الممارسة الوظيفية والتدرج في السلم الوظيفي ،وبعيدا ً عن التزوير و المحاصصة الكريهة التي سأمها الشعب .
العودة السريعة للحياة :
اننا واثقون من قدرة قدرة العراقي على اعادة بناء بلاده واعمارها والسير بها في طريق الأمان والوحدة رغم ما يبدو من العواصف والظروف السيئة ، حيث يزداد التحدي ويعظم الأنجاز وتحلو مرارة التعب والجهد ،وقد عوض الله تعالى هذا الشعب بثروة كبيرة هي نسب الشباب المرتفعة بالقياس الى الفئات العمرية الأخرى ، وان ما يحتاجه العراقيون اليوم هو القيادة التي تحمي البلاد و تجلو غبار الترهل واللامسؤولية وتوجد الحافز لأستغلال ما يكمن من طاقات جبارة لدى العراقي في البناء والأعمار فنكون حققنا اعظم المنجزات في البناء وانشاء صروح العمران وفي توجيه الطاقات الى اتجاهات خيرة بناءة وقضينا على اسباب الشقاق والنفاق ،حيث ينشغل الجميع بسمفونية العمل الرائعة ولن يفكر دخيل في كسب عراقي للعمل المخرب ،لأن هذا لايحصل إلا ّ في الظروف السيئة ،حيث ينتشر الفقر والفراغ والبطالة ،ولكن هذا لن يحصل أبدا ً بوجود القيادات الحالية التي اثبتت فشلها ووهنها وعدم مقدرتها على الريادة والتغيير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا