الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى هُنالكَ يا زرقاءُ نرتحِلُ

صبري هاشم

2016 / 1 / 6
الادب والفن


**
إلى هُنالكَ يا زرقاءُ نرتحِلُ
**
هُنالكَ
عندَ خطِ الأفقِ سنلتقي
مثلَ طائرينِ التقَيَا بعدَ طولِ فراقٍ
هُنالكَ
حيثُ يُقيمُ الضبابُ مِهرجاناً للرحيلِ
أو عندَ مُلتقى الينابيعِ الثائرة التي
لم تَقْوَ على غسلِ الأجسادِ المطرودة
مِنِ الفردوس الأجمل ، سنلتقي
هُنالكَ
يا زرقاءُ نُقيمُ صلاةً للعُشّاقِ
وعندَ المساءِ
وأمام دهشةِ القمرِ
وحيثُ تكونُ النجومُ شهوداً علينا
نحن ضحايا الشهوةِ العارمةِ
المُنفلتةِ مِن غضبِ السّحابِ
هُنالكَ حيثُ تلتقي الآفاقُ
سوف نلتقي لقاءَ الجنونِ
وهُنالكَ يا زرقاءُ نتعلّقُ بجديلةِ القمرِ
وبها نتأرجحُ ونفرحُ
ونُغَنّي لهذا الغجريّ الذي استوطنَ السماءَ
وبهِ نتغزّلُ
وبضحكتِهِ ننسحِرُ لعلهُ بنا يَحتفي ويُغادر هيبةً
فكم مرةٍ قلتُ لكِ أمام حقلِ الوردِ لا تجرّدي
فالوردُ مِن أنفاسِ المُتجرّدةِ
ربما يخسرُ مِن رائحتِهِ الكثيرَ
**
"... لَمْلِمْ أشياءَكَ وتهيئْ للرحيل ..."
"... لَمْلِمْ أشياءَكَ فلقد أزفَ وقتُ الوداعِ الأخير ... "
"... والقافلةُ أوشكتْ على السّفرِ ..."
**
كان البحّارون في الشرقِ القديمِ
ـ هكذا نَقَلَ لنا الكبارُ ولا نَدري عن صدقِ مَنْقولِهم ـ
يُحمِّلونَ البحرَ على ظهورِ المراكبِ
وبه يَجوبونَ الأرجاءَ
يَبيعون على المَرافِئ أجزاءَهُ بالجُملةِ وبالمُفرَدِ
والحطّابون
كان الحطّابون ـ كما قيلَ لنا أيضاً ـ
يَعتقلونَ الغاباتِ المُتَمَرّدةَ بكلماتِ الغوايةِ
ثم بها إلى نسائهم يعودون فَرِحين
عندئذٍ يُقامُ طقسٌ للنُزهةِ
وطقسٌ للشهوةِ
فتأتي النسوةُ مُبَخّراتٍ بكاملِ الفجورِ
**
هنالكَ يا زرقاءُ
حيثُ تسرحُ الحكاياتُ بينَ الأحراشِ
مثلَ فاتناتٍ استباحَهُنَّ النسيمُ
وظلَّ حنينُ الضوءِ يَرشقهُنَّ
أو برفقٍ يُداعبهُنَّ
هُنالكَ حين نتوغّلُ في المسافةِ
ونحلمُ بخطِّ الأُفقِ كأنّهُ مِنّا يقتربُ
ثمّ نَرتشفُ مِن كأسِ الأملِ عُذوبةَ اللقاءِ
هُنالكَ سنلتقي للمرّةِ الأخيرة
هُنالكَ سوف نلتقي
**

"... ولَمْ تبقَ سوى جذوةِ وَجْدٍ وطيفٍ لحبيبٍ
كان قَدْ مُسَّ مِن هولِ الرؤيا ..."
" ... ها هي أثخنتْنا بالطعنِ حين هوتْ علينا بحريرِ نِصالِها ..
وها هي ستُغادرُ المكانَ ... "
**
كنتُ أَتْبَعُ سرباً مِن طيورِ الرّمالِ
دون علمِها
هي بهشاشةِ أجنحتِها تطيرُ
وأنا مِن بعدِها بجنحِ اشتياقي
أسمعُ همسَها
اختلافَها
حديثَها المُعلن
صياحَها
تقولُ سنصلُ في آخرِ الليلِ
ونطرقُ أبوابَ النهايةِ
وأتوجسُ مِن قاقلةٍ لا تتوقّفُ عندَ المحطّاتِ
هي دليلي نحو العُبورِ
إلى هُنالكَ
هُنالكَ يا زرقاءُ
هُنالكَ سنلتقي
**
عندَ خطِ الأفقِ
مثلَ طائرينِ التقَيَا بعدَ طولِ فراقٍ سوف نكونُ
هُنالكَ سنلتقي
وإلى هُنالكَ يا زرقاءُ نرتحِلُ

4 ـ 1 ـ 2016 برلين
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو