الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوهام القوة السعودية

حسين علي الحمداني

2016 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ما هي تداعيات إعدام الشيخ النمر على دول المنطقة؟ بداية علينا أن نقول إن السعودية اختارت التوقيت الذي يناسبها في إعدام الشيخ النمر وهذا التوقيت حسب وجهة النظر السعودية من شأنه أن ينسف الحوار الأممي حول سوريا وهذا ما دفع المبعوث الأممي ديمستورا للركض صوب طهران والرياض لإحتواء ما يمكن إحتوائه من إرتدادات متوقعة تؤثر على المفاوضات السورية وقد ينجح الرجل في ذلك بعد صعوبات كثيرة.
وأيضا هذا التوقيت يعيد النفس الطائفي بقوة للعراق خاصة بعد أن أدرك العرب السنة في العراق مخاطر الطائفية التي انتجت لهم داعش التي أكلت أراضيهم وجعلتهم نازحين في شتى البقاع مما حدا بالكثير منهم أن يترك الطائفية ويحاول العيش بأمن وسلام بعد إستعادة مدنهم ولعل معركة الأنبار ومقاتلة العشائر السنية لتنظيم داعش ووقوفها مع الجيش العراقي اربك حسابات الرياض مما جعلها ترتكب جريمة اعدام النمر وهي تعرف جيدا تأثيرات ذلك على الوضع العراقي المنقسم أصلا بين دول الجوار سيما الرياض وطهران ولا استبعد أبدا أن تكون تفجيرات مساجد بابل الأخيرة جزء من مخطط عودة الفتنة الطائفية للعراق بقيادة السعودية.
هل تصل الأمور إلى الحرب المباشرة بين الرياض وطهران؟ بالتأكيد لا يمكن ذلك بحكم الجغرافية أولا ،وثانيا الدولتين في حرب غير مباشرة منذ أكثر من عقد وبجيوش غير سعودية وساحة المواجهة بينهم موجودة في سوريا والعراق واليمن ولبنان وهذا ما يسمى الحرب بالنيابة وهذا ناجم من شعور متبادل بين طهران والرياض إنهما قوى عظمى في المنطقة وبالتالي يوجد أتباع لكل منهم مع إختلاف نوعية هؤلاء الأتباع فالسعودية تمكنت من تحشيد الكمية في تحالفاتها لكنها فشلت في تحقيق النوعية، أما إيران فهي تركز على النوعية أكثر من الكمية وهذا سر تفوقها سواء في لبنان عبر حزب الله أو في العراق عبر عصائب الحق وكلاهما يحتفظ بقواعد شعبية كبيرة في لبنان والعراق خاصة وإن خطابهم العقائدي قوي ويستند لواقع ينتمي إليه وتجسد ذلك في الدور الكبير لمقاتلي الحشد الشعبي العراقي في مواجهة داعش من جهة ومن جهة ثانية مواقف حزب الله في لبنان،ناهيك على إن ايران كسبت معركة الحوار مع الغرب حول برنامجها النووي وهو ألأمر الذي يجعل منها قوة موثوق بها غربيا خاصة وإن طهران في سياستها الخارجية مرنة وغير متهورة بعكس الرياض التي لا تجيد الحوار وأحينا تمنع الحوار وتتجه للحلول العسكرية كما في سوريا واليمن والتورط السعودي كبير إلى درجة انها تقاتل الآن بنفسها وليس بالنيابة كما اعتادت كل مرة.
والقتال مباشرة من قبل الرياض ناجم من إن (تحالفاتها العسكرية) لم تكن سوى مواقف سياسية إعلامية تحاول التكسب من المال السعودي لكنها لم تصل إلى حالة أرسال مقاتلين من مصر وتركيا والأردن وغيرها من الدول التي أعلنت انضمامها لمعسكر الرياض، بينما طهران تتعامل مع العقائد التي لا تطالب بمال مقابل مواقفها وهذا هو الفرق الشاسع بين قوة إيران وأوهام القوة السعودية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -