الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلب هو كلب .. و لكن !!

عبدالسلام سامي محمد

2016 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كان جدي المرحوم يقول لنا بين فينة و أخرى ،، على الانسان أن ينظر دائما إلى الامام و عليه ان يخطط دائما للمستقبل ،، و ماذا يجلب عليه المستقبل من أوقات عسيرة ،، و من مشاكل و مضايقات كثيرة ليست على الخاطر و لا على البال !! ،، و كان يسمعنا هذا القول دائما فكان يقول ( و لو أن الكلب هو كلب و حيوان لا يفهم كثيرا من الحياة !! ،، لكنه عندما يجوع و يأكل ،، و عندما يقوم بنهش بقايا اللحم و العظام ،، فأنه يفكر دائما بمعدته و امعائه بل و بمستقبل مؤخرته !! و إن كان بمقدور مؤخرته تفريغ كل تلك بقايا قطع العظام التي اكلها بسهولة ،، و دون أن يعرض بعد ذلك مؤخرته الضيقة إلى الأذية و الخطورة ،، و الى شر البلاء و عظيم الشر و الهلاك !!! ،، في حينه كنا نضحك عليه و كنا نقلل من قيمة حديثه ،، لكن اليوم فهمت ماذا كان يقصد المرحوم من كلامه المنطقي الصحيح ،، حيث ظهر لي اليوم جليا بأن حتى ذلك الكلب الذي كان يقصده جدي ،، و لو أنه كلب و حيوان لا يفقه كثيرا ،، ألا انه يفكر و يخطط للمستقبل في بعض من المسائل و الامور أكثر من الكثيرين من البشر !! و حتى ان ذلك الكلب الحيوان هو أكثر عقلا و حكمة و دهاءا من الكثيرين من الناس ،، بل و من جميع حكام و أمراء الشرق الفاسدين !! ،، فما بأهل الشرق و حكامهم الصناديد الافذاذ أن يخرجوا توا من مستنقع قذر و عميق ،، ليجدوا أنفسهم في مستنقع اعرض و اضخم و أعمق بكثير من ذي قبله ،، و أمام مصيبة أكبر و كارثة اعظم من السابق !! ،، فعندما كان برميل النفط الخام يباع في الاسواق العالمية بأكثر من مئة دولار !! ،، و عندما كانت واردات العراق و الاقليم تكفي لبناء دولة مدنية متقدمة ،، و دولة عسكرية قوية و دولة ذات اقتصاد قوي و جبار ،، فمحل القيام بالاستفادة من تلك الفرصة الذهبية التاريخية ،، فأن تلك الأموال و الثروات كلها راحت إدراج الرياح ،، و ان معظمها سرقت و نهبت و وزعت على أصحاب السلطة و الشأن و القرار ،، و ظلت مؤسسات الدولة كلها على حالتها السابقة هشة و فاسدة و متخلفة و ضعيفة و فاشلة بكل معنى الكلام و الكلمات ،، و ظل الشعب يعاني من الظلم و التعسف و القتل و الذبح و الفساد ،،و من قلة الخبز و قلة الخدمات و الخيرات ،، و من كثرة المشاكل و الخلافات و النزاعات و الصراعات و الصدامات ،، و خاصة بعد غزو الدواعش تأزمت الأوضاع يوما بعد يوم اكثر فأكثر ،، و اصبح مستقبل و مصير الجميع اليوم في ايادي الحكام الكلاب ،، الكلاب الذين لم يفكروا لحظة بمؤخرتها القذرة النتنة ،، و بمستقبل و مصير الناس و البلد و الاجيال !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيس بوك مصمم على استخدام بياناتكم الشخصية دون إذن مسبق


.. ميتا- شكوى في11 دولة في الاتحاد الأوروبي بسبب سياستها الجديد




.. هل يصوت الناخبون يوما لذكاء اصطناعي؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ما تداعيات إلغاء إسرائيل -المحتمل- للإعفاءات المقدمة للمصارف




.. الانتخابات الأوروبية.. صعود اليمين | #الظهيرة