الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يحمل العام الجديد للشرق الأوسط؟

محمد أبو هزاع هواش

2016 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أتى العام الجديد والشرق الأوسط في حالة أسوأ . بلاد مشتعلة، بطالة، هجرة وموت ، ديكتاتورية، فاشية دينية، تطهير عرقي وديني، حروب دينية، حروب عبثية، وأيضاً فضائيات عشوائية لنعدد بعض الأمور السيئة. أيضاً لم نسمع بتطوير إقتصادي كي يعمل الشعب، أو إختراعات تفيد الشرق الأوسط والبشرية، أو بتطوير جامعات، أو أدب من الطراز الممتاز، أو شعر من الطراز الممتاز، أو تحليل..أو أو...ليس هناك شيئ إيجابي سوى بعض الأفراد هنا وهناك، أو بعض الكتابات هنا وهناك.

هاهي بضعة نقاط ممشكلة تنفع عند التفكير بماذا يحمل هذا العام الجديد للشرق الأوسط:

1- الحروب الدينية المستعرة: في الشرق الأوسط حالة تشبه أوروبا في القرون الوسطى عندما كان دين الملك الفلاني سببا بمشاكله مع ملك أخر. مشكلة الشيعة والسنة لم تحل بعد، وكذلك مشكلة المسلمين مع المسيحين لم تحل بعد أيضاً، وفوق كل هذا: علاقة المسلمين مع الأقليات لم تحل بعد، أضف إلى هذا مشكلة إسرائيل. يعني يمكنك القول أن الشرق الأوسط جحيم على الأرض بسبب هذه المشاكل الدينية. كم من رأس قطع أو أحرق بسبب الدين الإسلامي مؤخراً؟ هل سيتوقف هذا في العام القادم؟ كلا.... هل ستحل المشكلة بين الشيعة والسنة...كلا... سيستمر الخلاف والدم والحرب والمشاحنات وووو في هذاالعام... وأيضاً ستستمر مشاكل المسيحيون مع المسلمون وخصوصا مع فئة معينة من السنة. الأقليات الأخرى ستأخذ الضربات بالطبع...المستقبل سيئ للأقليات بوضوح.

2- تطور إقتصادي معدوم: الوطن العربي فاشل إقتصاديا. لايؤمن فرص عمل لأبنائه أو رأسمالاً لخلق فرص عمل. فالعرب الأغنياء فشلوا في إدارة ثروتهم الخرافية وصرفوها على التعريص، الملابس الداخلية، الكحول، الشراميط، السيارات والسلاح الكثير، لنسمي بعض مشترياتهم. لم يوفر العرب الأغنياء فرصاً إقتصادية لأبناء الشرق الأوسط، بل على العكس أهتموا بأشياء أخرى. والعرب الفقراء لم يستطيعوا الدخول في مجالات رابحة بسبب عوامل كثيرة أهمها الديكتاتوريات التي حكمتهم. لم يوفر العرب الأغنياء أيضا رأي المال الذي كان بإمكانه جلب فرص عمل وتطور. هنا يمكننا القول وبصراحة واضحة أن العام الجديد لن يحمل شيئاً يذكر من هذا القبيل وخصوصا مع وجود هذه الحروب الأهلية/الدينية المدمرة.

3- تطور سياسي معدوم: الديكتاتوريات والملوك والأمراء مازالوا في مكانهم والشعب لايزال كالخواريف يقاد حيثما يقرر ولي الأمر. لايوجد أحزاب تذكر ذات قوة سوى الأحزاب الدينية، أو أحزاب الحكام الكرتونية. لم يستطع الشعب في الشرق الأوسط لأسباب عديدة تشكيل أحزاب عصرية تمكن المجتمع من العيش مع بعضه بينما يتوافقوا على أليه للحكم. على العكس لدينا في الشرق الأوسط جيش جرار من الطفيلين جلبتهم وسائل التواصل الإجتماعي لتخريب أي عمل بناء. في السنة الجديدة لن يكون هناك شيئ يذكر في هذا القبيل كما نرى من الدلائل الواضحة. شعب مخدر لايثق في أحد طويل اللسان.

4- تطور فكري ضئيل: من الواضح قلة الإنتاج الفكري الجيد في منطقة الشرق الأوسط. ماعت الأمور كثيراً مع وجود الإنترنت وتحول الثقافة من المكتبة والكتاب إلى الإنترنت ومحاوراتها المعقدة. هنا أصبح بإمكان كل إنسان الكتابة مما قلل تركيزنا على مايكتبه المختصين. من يبحث عن المختص يراه/يراها ويقرأ الشيئ الجيد. عندما تسأل عن المكتبات في مدننا الشرق الأوسطية تسمع أنهم يغلقون بالجملة . أيضاً لم تتطور السينما والفن وإذا كان هناك شخص ناجح في هذه المجالات فهذا بسبب جهدهم الفردي وليس إنتاج تفاعلات فكرية وإبداعية. أصبح لدينا المئات من الفضائيات الدينة بعضها مخصص لتفسير الأحلام وطرد الأرواح الشريرة والتلكم عن عذاب القبر.

5- الحروب الأهلية: تفكك العراق وتفككت سوريا وكذلك تفككت ليبيا واليمن والبحرين محتل ولبنان على كف عفريت وكذلك الأردن أما عن السودان فلا تحدث: دولة مفلسة من القرون الوسطى، تونس تراوح مكانها أما الجزائر فهي بمعضلة وكذلك المغرب اللذي لازال الشعب يقبل يد الملك وأبناءه بينما التطرف والجوع يعصف بالبلاد. الحروب الأهلية تهدد كل البلدان الشرق الأوسطية، هذا إذا لم يكن فيها حرب أهليه أصلاً كسوريا، العراق، ليبيا واليمن. يعزز هذا التدخلات الدولة وتدخل المتدينين من الشعوب الأخرى. المشكلة عويصة جدا في الشرق الأوسط: حروب مستمرة وفي هذه السنة الجديدة كما نرى ستستمر هذه الحروب من دون توقف.

6- حكام من الدرجة العاشرة: حكام الشرق الأوسط فاشلون بكل بساطة. لم ينجحوا في حياتهم إلا في أمرين فقط: سرقة ثروات الشعب، وقمع الشعب. لايوجد حاكم في الوطن العربي خارج هذه الكليشية. لايوجد حزب حقيقي في أي دولة يمثل الشعب بحرية مع أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين. في هذا العام الجديد ستبقى هذه الدول تحكم من قبل شخص أو شخصين، أو ربما ثلاثة . سيبقى معظم الشعب في حالة الخواريف.

7- عدم وجود خطة للمستقبل: الشيئ الوحيد الذي يخططوا له في الشرق الأوسط هو أشياء آنية تتعلق بالحاضر أو بالمستقبل القريب. ليس هناك خطة للمستقبل البعيد. ليس هناك بعد نظر. ليس هناك من هو قادر على فرض رؤيا في هذه الأيام سوى الأحزاب المقاتلة كالدولة الإسلامية. الشلة الوحيدة التي يبدوا ان لها مخطط هي الاحزاب الدينية الجهادية. في العام الجديد ليس هناك بوادر لتجمع العلمانيون الليبراليون مثلاً لوضع خطة وجذب الجماهير لتتبععم وتنفذ هذه الخطة. الأمور عشوائية وبالطبع لدى الكثير من الأشخاص الخطط مما يعني أنه ليس هناك خطة حقيقية.

الخلاصة واضحة: هذا العام الجديد سيكون مثل الذي سبقة: سباق نحو القعر.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أستاذ محمد
عدلي جندي ( 2016 / 1 / 7 - 07:32 )
قد أوضحت الصورة كما ويريدها لنا رجال الدين وحلفائهم من القوي السياسية العالمية والمحلية ولكن الأمل في شباب يتمكن من الخروج من نفق المخرفين المهوسين ليبدأ رحلة الألف ميل ولو بخطوة
تحياتي


2 - الأخ عدلي:
محمد أبو هزاع هواش ( 2016 / 1 / 7 - 15:09 )
سلام أخ عدلي:

الأمل هو الكل شباب وغير شباب وذلك لأن المصيبة تصيبنا جميعا ونحن بحاجة لكل شخص ذكي أو قادر أو ذكي وقادر ليساعدنا في هذه الورطة...

ماهو أمل الأقليات في هذا العام ياأخي الكريم؟

مع التحية

اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه