الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الديمقراطي تنوع الأنساق الفكرية واتفاق المبادئ الإنسانية

جاسم الصغير

2005 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لقدافرز الفكر السياسي في مسيرته الطويلة الكثير من النظم وهي احدى تجليات النشاط الانساني والحقيقة لقد تباينت هذه الافرازات الفكرية فبعضها قد اسس انظمة فكرية تهيء الارضية للاستبداد السياسي عبر مناصرتهم لسلطات تنكرت لحق الشعوب في العيش الكريم الحر في حين انبرت طائفة اخرى من المفكرين في تامل الواقع السياسي وقراءته على اسس جديدة وحديثة واستشرفوا المستقبل بشكل يجعل الانسان هو مركز التحولات الحياتية والسياسية والفكرية ولقد كان النظام الذي كفل حق الانسان في التعبير عن رأيه هو النظام الديمقراطي الحر وبما ان الديمقراطية ومعناها الحرفي حكم الشعب بالشعب وهي بمدلولها العام تتسع لكل مذهب سياسي يقوم على حكم الشعب بنفسه باختياره الحر لحكامه او اختيارهم لممثليهم الذين يمثلونهم في البرلمان المنتخب وايضا حق التداول السلمي للسلطة بين مكونات الشعب من خلال الحركات السياسية وبخاصة القائمين منهم بالتشريع ثم برقابتهم بعد اختيارهم ولما كان اجماع الشعب مستحيلا وبخاصة في امور السياسة والحكم فان حكومة الشعب قد اصبحت تعني عمليا حكومة الاغلبية كنظام متميز عن نظام الحكم الفردي ونظام حكومة الاقلية الاستبدادي والحقيقة ان الديمقراطية ليست شكلا من اشكال الحكم بل هي آلية ونظام من نظم المجتمع على الرغم من ان البعض يفسرها بانها هي (فقط تجربة حكم) حسب راي الاستاذ لويل Lowall ويعرفها لنكولن Lincohn بانها (حكم الشعب بواسطة الشعب من اجل الشعب ويصفها البرفسور Seelec بانها (الحكم الذي يملك فيه كل فرد نصيبا) ويعرفها البرفسور Deeg (هي شكل من اشكال الحكم الذي تكون فيه الهيئة الحاكمة جزءا كبيرا منسبا الى الامة) والحقيقة ان الديمقراطية تعبر عن ان المرجعية الرئيسية والشرعية هو الشعب وهو مصدر السلطات وهو صاحب السيادة ومن هنا لقد عبر البرفسور ماكس Mxeg ( ان الديمقراطية في القرن العشرين ليست مجرد شكل سياسي او نظام حكومي او اجتماعي انما هي البحث عن طريق الحياة ويمكن فيها التاليف والتنسيق لذكاء الانسان ونشاطه الاختياري الحر باقل اكراه ممكن وهي الاعتقاد بان مثل هذه الحياة هي الطريق لجميع البشر اذ هي مسايرة لطبيعة الانسان) وهكذا نصل الى ان الديمقراطية هي افضل آلية لتداول السلطة وتمنع الاستئثار بالسلطة من قبل أي جهة في المجتمع بل ان الديمقراطية هي افضل مثال لتداول السلطة وبشكل سلمي بين كافة اطراق المجتمع وحسب الاستحقاق الانتخابي الحر ومن جهة اخرى نرى ان الديمقراطية هي حكم الشعب بواسطة الشعب ولكن مع حفظ حقوق الاقليات السياسية والاجتماعية وصيانة كرامتهم واقامة طقوسهم لان مسالة ممارسة الحرية الفردية والمجتمعية يجب ان تباح للجميع وبشكل نسق متساوي واسترشادا بالمقولة التي تقول (حريتي التي ابتدأ بممارستها تنتهي مع بداية حرية الاخرين)وهذا هو معيار الحضاري للتعايش السلمي الرائع بين كافة مكونات المجتمع وهكذا يقودنا التحليل الى ان النظام الديمقراطي وبكل الاشكال والانظمة الفكرية التي ظهر بها سواء كانت ديمقراطية سياسية او ديمقراطية توافقية تكفل مشاركة كل اطياف المجتمع وحماية حقوق التكوينات الاخرى في المجتمع او ديمقراطية برلمانية بواسطة ممثلي الشعب الذين هم يعسكون آراء الشعب وهكذا ترسم لنا الديمقراطية آفاقا رحبة على كل الأصعدة لخلق المواطن الحر الذي ينسجم مع البنية الفوقية كالمؤسسات السياسية والتشكيلات الاخرى وبواسطة تعددية فكرية واجتماعية تكرس قيمة الحرية ولكل ابناء الوطن يقول الاستاذ محمد صهيب شريف من حسنات هذا الوضع هو ايجاد الشخص التعددي الذي يؤمن بانه ينبغي مشاطرة السلطة بين المجموعات والمصالح المختلفة في المجتمع وان القرارات السياسية ينبغي ان تمثل المساومة المتدفقة تدفقا حرا والتوفيقات بين جميع مجموعات الشعب والتي تعكس تنوع الشعب فاذا الديمقراطية وبكل انظمتها المتنوعة التي عرفها التاريخ البشري تتعدد في النسق المعرفي وتتفق في المضامين الانسانية وهي اعظم ما انتجه العقل البشري في مسيرته الطويلة واننا مطالبون اليوم بتعزيز اهدافها الرائعة على صعيد الممارسة وبما ان عراقنا العزيز يخطو اليوم اعظم مرحلة لبناء نظامه السياسي بشكل حضاري ونحن متفائلون جدا في الوضع الديمقراطي الحر الذي يسود اليوم ونرى كل أطياف البلد السياسية والفكرية تنخرط في عملية حوار وطني لترميم ما افسده النظام المقبور وان عملية البناء تسير بشكل حضاري وعصري ولنتابع طريقنا في بناء الذات الفردية والاجتماعية ولكل انساق المجتمع العراقي بكل تكويناته القومية والفكرية فنحن في النهاية رغم تنوع انتماءاتنا العرقية والفكرية الا اننا جميعا في النهاية يجمعنا الانتماء الوطني العراقي وهو اعظم انتماء فكلنا نرى بلدان العالم المتحضرة يفاخر مواطنوها بانتمائهم الى بلدانهم وحضاراتهم ونحن العراقيون الذين اخترعنا الكتابة وبالتالي اوجدنا الحضارة من حقنا ان نفاخر بانتماءنا العراقي الذي يجعل كل ابنائه وعلى مختلف قومياتهم يستظلون بعدالته وفق مبادئ المساواة للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار