الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ..حروب ومصالح

حسين علي الحمداني

2016 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في تاريخ العراق المعاصر تعرضنا لحروب عديدة منذ الحرب العراقية الإيرانية1980-1988 مرورا بغزو الكويت وما رافقها من حرب وحصار وإنتهاءا بحرب 2003 وإسقاط نظام صدام وصولا لحربنا المستمرة مع الإرهاب الذي انتقل بين تسميات عديدة حتى وصل لمسمى"داعش" الموجود حاليا.
وفي كل هذه الحروب كان الشعب العراقي هو المضحي والذي يدفع فواتير الحرب موارد بشرية واقتصادية ومعها تعطيل لخطط التنمية التي توقفت منذ عقودا طويلة.
في حرب عام 1980 التي عاشها جيلنا بكل تفاصيلها توقفت التنمية في العراق وازدهرت في دول أخرى اعتمدت مصالحها آنذاك أن تستمر الحرب أطول فترة ممكنة،كانت الأردن وميناء العقبة ودول الخليج بمثابة امتداد طبيعي للعراق مقابل ثمن كبير جدا،وفي الجانب الثاني ظلت دول الخليج العربي تمجد هذه الحرب وتصف العراق إنه(حارس البوابة الشرقية)وظل الإعلام القومي يطبل لنا حتى جاءت الصدمة عبر غزو الكويت التي كانت فاتورتها صعبة جدا على الشعب العراقي،لكن في الوقت نفسه كانت هنالك مصالح كبيرة لدول المنطقة الذي أخذ بعضها يصدر حصتنا من النفط ضمن أوبك لأن هنالك حظرا علينا،والبعض أعاد تشغيل الكثير من مصانعه العاطلة ليصدر لنا(الصابون ومساحيق الغسيل) ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء، ولازال البعض يسعى لتعطيل أية نهضة صناعية أو زراعية في العراق.
وبعد عام 2003 اخترعوا لنا الطائفية بكل خبثها وأوصلوا الإرهاب لحافات خطيرة لكي يبقى العراق كما يريدون هم عاطل في كل شيء لنجد الأسواق العراقية غارقة ببضائع دول الجوار بما في ذلك(الفواكه والخضراوات)والماء المعلب وإن فرقنا الرياضية لا يحق لها اللعب في ملاعبنا،بل في ملاعب دول الجوار.
لهذا نجد إن الكثير من الدول تكون لها مصالح كبيرة إذا ما كانت هنالك حروبا في الدول المجاورة لها،والعراق من الدول التي لم تتوقف فيها الحروب منذ عام 1980 وحتى يومنا هذا بسبب رغبة دول الجوار باستمرار الوضع على ما هو عليه طالما إن هذا يحقق مصالحهم بغض النظر عن مصالح الشعب العراقي.
الحرب لنا خسارة ولهم تجارة،هذا هو الواقع الذي يجب أن نعرفه،فالعقلية السياسية التي تحكم الكثير من دول المنطقة ترى العراق على إنه بلد لو قدر له أن يستقر ويبني خطط تنمية حقيقية سيكتسح المنطقة بمطاراته الكبيرة التي تجعل شركات الطيران العالمية تسارع إليها كسبا للوقت واختصارا في المسافات إلى أوربا ودول آسيا بحكم الموقع الجغرافي للعراق.
وأيضا سيصبح العراق مصدرا صناعيا وزراعيا وليس مستوردا كما هو الحال في الوقت الحاضر، وستكون فرقنا الرياضية هي الأولى عندما تلعب على أرضها وبين جمهورها الذي لا يمكن لمعلب الشعب أن يستوعبه ونحتاج لملاعب أخرى أكبر بكثير.
مصالحهم تقتضي أن نظل نحارب أطول فترة ممكنة وأن تظل الفواتير مفتوحة ونحن نسددها وهم يجنون الأرباح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه