الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بزيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية سقطت ورقة التوت

مدحت ميلاد ثابت

2016 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


وأخيرا سقطت ورقة التوت والتي كنا نستر بها عوراتنا وكما إكتشف أبونا أدم وأمنا حواء أنهما عريانان ويستتران بورقة التوت التي بالكاد تحجب عوراتهم ولكنا حتي ورقة التوت أيضا قد سقطت عن ثقافة فكر راديكالي متطرف يسعي الي أستقطاب الانفس الضعيفة نحو الغلو في الدين وإتخاذ منه ذريعة لمحاربة الاخر أوتخلف فكري ناتج عن قناعة شخصية بالمرض والذي أستفحل داخل غطاء أمني أو يستتر خلف أنظمة قمعية تساعد علي نمو التطرف وتزايد الاحتقان الطائفي وتجنب مشاركة المسيحيين أعيادهم مما يرسخ لفكر عنصري فلايجد المواطن البسيط في ثقافة الاختلاف تنوع أو أن النظام الحاكم يساعد علي بلورة فكر العنصرية بتجاهله التام لأحداث أحتفالات فئة من الشعب بأعيادهم الدينية فعرفنا منذ القدم أن الانظمة الحاكمة أو من يريد أن يكتسب أصوات المسيحيين في أنتخابات برلمانية أو أية أنتخابات أخري فعليه الذهاب الي دور العبادة الخاص بهم وإظهارمشاعر المحبة والود والألفة وأن المسيحين والمسلمين أصبحوا بين ليلة وضحاها كيان واحد ويتلاشي كل شئ بعد وصول المرشح الي غايته وبلوغه مأربه ولكن ما تغير في الحدث هنا أن الرئيس بعد أن أصبح رئيس فأراد أن يعبر عن مكنونات أنفس المصريين في وحدتهم ولم تكن دعاية أنتخابية له بل ,ايضا تم تمرير نفس الثقافة لأعضاء البرلمان الجدد الذين بادروا بتهنئة المسيحيين بعيدهم وهذا بعد نجاحهم في العملية الانتخابية فأصبحنا ولو قليلا نصدق أن تلك الزيارات تعبيرا صادقا عن روح التعاون وتبادل المحبة وهاهو النظام الحاكم يتمثل في رئاسة الجمهورية يهنئ الشعب المسيحي بعيده ويذهب الي الكاتدرائية لترسيخ مشاعر المودة والاخاء ولتسقط ورقة التوت وتنكشف عوراتنا السابقة أمام أنفسنا لنعرف الفرق جيدا بين من تملق لأجل غايته أو من تحدث بصدق في نفسه أولا قبل أن يكون صادقا مع الاخريين في حين خروج الوجه القبيح لقتاوي التحريض بعدم التهنئة إمتدادا لحقبة عفنة غرست أواصر التعصب والكراهية والعنف والارهاب ومازلنا نجني ثمار أنظمة ساعدت علي توغل ذلك الفكر في عقول المصريين ومازلنا نعاني تبعات ذلك الفكر فلن يصبح التخلص من ذلك الورم السرطاني والذي أستشري في الانفس المريضة أمرا يسيرا بل سيمتد عقودا وعقودا وفي ذات الوقت نخشي من إنتكاسة أو العودة مرة أخري لتلك الحقبة العفنة ولذلك الفكر الاعوج وتوغل الفكر الداعشي الذي يقضي علي الاخضر واليابس وذلك عن طريق قصف كل قلم إبداع أو بحث في أمور سطرناها بأنفسنا وصنعنا حولها هالة من القدسية بل تطرقنا الي أصعب من ذلك فأعتبرنا أن الاقتراب منها هو الاقتراب من الذات الالهية فصنعنا لأنفسنا قوالب متحجرة ودخلنا في ألواح مجمدة وشعرنا بسقيعها بل تجمدت أوصالنا وأصبح الدم متجلطا فأقتربنا لمرحلة بتر أطرافنا من جراء الغرغرينة الفكرية فهل نستطيع تجديد خلايا قد دمرناها بأنفسنا هل نستطيع أن نعي جيدا أن ورقة التوت لاتستر عوراتنا بل ستظل مكشوفة طالما لم نصنع ملابسنا بأنفسنا انزعوا عن أنفسكم باقي ورق التوت ولترتدوا حللا جديدة قبل فوات الاوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا