الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فسادهم وفسادنا

حسين علي الحمداني

2016 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أشهر ليست بالقليلة والعالم مشغول جدا في مكافحة الفساد في أعلى المؤسسات العالمية نزاهة مع ورود تقارير يومية عن شمول الكثير من المسؤولين،ونتحدث هنا عن الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)الذي يعاني من فضائح فساد مالي وتلقي رشاوي شملت رموز رياضية عالمية ولا زالت القائمة مفتوحة لكل الاحتمالات ومزيدا من الأسماء القوية والمهمة مرشحة لأن تدخل قائمة(الفساد الدولي)وإن شرارة هذه الفضائح العالمية صدرت من وزارة العدل الأمريكية في بيان مقتضب كان كفيلا بتفعيل ملفات كثيرة والإطاحة برؤوس كبيرة.
وقبل أيام قليلة نشرت صحيفة (الغارديان)عن تورط برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة لتسوية النزاع في ليبيا في مفاوضات سرية مع دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال إغرائه بوظيفة أكاديمية براتب قدره 35 ألف جنيه شهرياً،مقابل اتخاذ موقف سياسي في القضية الليبية يتماشى وما تريده الأمارات العربية المتحدة.وهذا التقرير الصحفي البريطاني سيؤدي بشكل كبير جدا إلى ضرب مصداقية الأمم المتحدة.وبالتالي يمكننا القول إن كبرى المؤسسات الدولية الآن هي الآن في عين(عاصفة الفساد)وهنالك تحقيقات مستمرة تجري بهدوء تام دون ضجيج.
ما نريد أن نصل إليه من خلال طرحنا للقضيتين أعلاه،إن هنالك تعامل إيجابي مع المحققين في قضايا الفساد يصل إلى حد التعاون معهم ومحاولة الوصول للحقيقة مهما كان الثمن دون النظر لهوية المتهم، ففرنسا لم تدافع عن ميشيل بلاتيني أحد رموز كرة القدم الفرنسية ورئيس الإتحاد الأوربي في نفس الوقت عندما وجهت له تهم في هذا المجال، وجدنا الرأي العام الفرنسي تعامل بواقعية مع هذه القضية وفي داخله يقول( لماذا فعلت هذا يا بلاتيني)،وهكذا فعلت سويسرة إزاء قضية جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم ،وسبقتها البرازيل وألمانيا وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا، لم تجند هذه الدول إعلامها ولم تصدر منها أية تصريحات تدافع عن مسؤوليها لأنها ببساطه تثق بالمحققين أولا،وثانيا لا تريد أن تحمي من عليه شبهات فساد حتى وإن كانت بنسبة معينة، لأن الشك بداية اليقين عند هؤلاء الناس.
وفي الجانب الثاني يتأكد لنا إن ملفات الفساد لا تسقط بالتقادم بل هي دائما ملفات طازجة لا تؤثر فيها التواريخ بل تزيدها بريقا خاصة وإن ما يجري التحقيق به في الإتحاد الدولي لكرة القدم ملفات تعود لعام 2002 وهو أمر يجعلنا نحن في العراق أن نمتلك الشجاعة الكافية ليس بفتح ملفات الفساد فقط،بل بالتخلي عن المتورطين فيها مهما كانوا وأن لا تكون الكتل والأحزاب السياسية حائط صد قوي يختبأ خلفه الفاسد والمرتشي والسارق،ونحن نطالع مع كل ملف فساد يفتح هنالك من يستبق الأحداث ويصدر التصريحات( مشككا)في القضية ومحاولا جهد إمكانه أن(يسيس الملف) ويربطها بالمكونات والأحزاب دون أن يسمح له بالإطلاع على الأوليات لمعرفة مدى براءة من يدافع عنه بصوت عالٍ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تساؤلات داخل إسرائيل حول التحول بالموقف الدولي ضدها بعد اعتر


.. نتنياهو: اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية -مكافأة للإرهاب-




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تناقش اعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين تنشر مشاهد تظهر لحظة أسر مجندا




.. مظاهرة في القدس لعائلات جنود الاحتلال القتلى في معارك غزة