الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويش نقول ؟! قصة بلا مغزى..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 1 / 8
كتابات ساخرة


ويش نقول ؟! قصة بلا مغزى..!!
تقول الحكاية الفلاحيّة الفلسطينية ،بأن رجلاً ضخم الجثة قوياً صلداً ،يهابُه أهل القرية جميعاً ، لقوته الجسدية الفائقة ولإستبداده الفظيع .. فقد كان ظلوماً غاشماً يعتدي على الآخرين ، أرضهم ومواشيهم ، دون أن يجرؤ أحدٌ على الإعتراض ، والذي تُسوّل له نفسه ،التذمر والاحتجاج كان يتلقى "علقة" تُنسيه الحليب الذي رضعه من ثدي أُمه ..
وذات مرة والرجال يتذمرون ويشكون عجزهم ، تقدم صاحب اصغر حجم مُخاطباً الجمع اليائس ، قائلاً ،: أنا الذي سأنتقم لكم من هذا الظالم ..!!
نعم ، فالموروث الشعبي الذي يردده جميعهم يقول بأن "الله يضع سره في اضعف خلقه" ، لكنهم سخروا من "المُنقذ" واتهموه بأنه ولا بُدّ وأن لوثة أصابته ... تركهم لحالهم ، وراقب الجبارَ العنيد ، الى أن حضرت زوجته جالبة له ،طنجرة من المجدرة (وهي الكشري بالمصرية ) مع "فحلين بصل" ، فتناولهما ،دخّن سيجارة ، وكعادته بعد الغداء ،استلقى الجبار ليأخذ قيلولته المعتادة ،بعد تعب النهار والوجبة التي ملأ بها بطنه .. دنا هذا الذي "وضع الله سره فيه " ، من العملاق النائم على جنبه ، واستلقى خلفه ، وببطء شديد أنزل سرواله ... والتتمة واضحة !!
شعر العملاق النائم بشيء لزج على مؤخرته ،مدّ يده وراء ظهره وأمسك بالفاعل قبل أن يفر ( وهو لم يُرد الفرار أصلاً) ، صرخ وزمجر ، : ماذا فعلت ؟! وهو في حالة من الذهول ..
-كما ترى ..!! أجاب صغير الشأن ،ضئيل الجسم ..
- وتقولها بكل جرأة ،سأقتلك ... وبدأ يضربه بشدة ،بغيظ وبكل ما أوتي من قوة .. وعلا صراخ "ضئيل الجسم " ، مستصرخاً ،مستنجداً ومناديا على رجال القرية لكي ينقذوه من بين أيدي العملاق الغاضب ..
هب رجال القرية ونساؤها نحو مصدر الصوت ، فشاهدوا العملاق يكاد يفتك "بالقزم " ..
-ألم تجد من "تتمرجل " (تُثبت رجولتك) عليه سوى هذا الضعيف الفقير ؟! هل انتما مُتكافئان في الجسم والقوة ، حتى تضربه؟ أليس في قلبك ذرة رحمة على هذا المسكين الضعيف ؟
أحتار العملاق ، فماذا يقول لهم ؟ هل يُخبرهم بما فعله هذا الضعيف ؟ وكيف سيفضح نفسه ؟ وإذا حدثهم بالحقيقة ستُلاحقه الألسن وتلوك سيرته ، حتى الموت ؟ وكيف سيعيش بينهم وهم يعلمون بأن أصغرهم حجما وأقلهم شأناً قد "علّمَ" (ترك علامة معنوية) عليه ؟
كان يضرب بكل غل ، وهو يسأل "غريمه " : قُل لي ، "ويش نقول ، ويش نقول" ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عزيزي الاستاذ قاسم محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 1 / 8 - 15:08 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
عندنا قول بنفس المضمون .... القصة ان احدهم ممن يدعون ...وجد شخص في غرفة نومة ...هرب -المجرم- فركض خلفه... طالباً من الناس الامساك به ...الناس تسأل ماذا فعل فلا جواب
اخيراً قال لهم
اليدري يدري و المايدري كَضبة عدس
كَضبة يعني كمبة من العدس على قد الكف
تحياتي


2 - لا بل قصتك سيد محاجنة فيها الكثير من المغزى
الحكيم البابلي ( 2016 / 1 / 8 - 16:19 )
عزيزي السيد محاجنة .. تحية
لا أتفق مع عنوانك حول أن القصة بلا مغزى !!، بل تحوي مغزى كبير مفاده أن القوة ليست قوة العضلات والجسد والكثرة والمرجلة والإدعاء !!، بل قوة العقل الجبار الذي يستطيع لوحده دحر جيش كامل لو اٌحسِنَ إستعماله، وأكره أن أقول بأن إسرائيل الصغيرة عرفت كيف تُمسك بخصية -الأمة العربية- من المحيط إلى الخليج !! وهذه حقيقة لا زال لا يقرها الكثير من المتبجحين بحجمهم … للأسف

أما عن قصة زميلي وصديقي عبد الرضا حمد جاسم فهي: أن رجلاً ضبط أحد أبناء قريته مع زوجته، فقام يُريد قتله بخنجر، ركض (الفاعل) هارباً والرجل خلفه شاهراً خنجره، ثم سقط (الفاعل) أرضاً وبالصدفة المليونية نهض وفي قبضة يده حزمة من نبات العدس في ذلك الحقل، وهنا قام الزوج بطعن (الفاعل) وقتله
وحين تجمهر الناس وسألوا بعضهم البعض عن أسباب الجريمة قال أحدهم وكان شاهد عيان خائف: إللي يدري يدري .. واللي ما يدري كضبة عدس
طبعاً (كضبة) تعني قبضة، والمعنى من القول هو: إن كان البعض يدرون فهم يدرون بما حدث، وإن لم يدروا فسيقولون أن رجلاً قتل آخراً بسبب قبضة عدس تافهة لا قيمة لها. والمعذرة للإطالة
تحياتي لكما .. طلعت ميشو


3 - العزيز عبد الرضا الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 1 / 9 - 05:21 )
صباحك سعيد
شكرا على التعليق ن لكن قصة -كف العدس - او كمشة العدس معروفة عندنا كذلك
فالتراث الشعبي وكما يبدو مشترك !!
لك خالص مودتي


4 - العزيز الحكيم المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 1 / 9 - 05:23 )
تحيات حارة
لقد كتبت العنوان -قصة بلا مغزى - لكي يكون استفزازيا للتفكير
صدقت فهي تحمل معاني كثيرة !!
لك خالص مودتي واحترامي

اخر الافلام

.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل


.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح




.. عيد ميلاد خيرى بشارة.. بصمات سينمائية مميزة وقدم عمرو دياب و