الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل عقل نبي

ثائر زكي الزعزوع

2005 / 11 / 8
الادب والفن


أحب أمريكا ولكن....

بداية أنا لم أحمل في حياتي ضغينة لهذه المستبدة الجميلة المسماة أمريكا، لم أكرهها لأنها كانت عدوة الشيوعية التي أحبها، ولا لأنها قتلت أرنستو تشي غيفارا ولا لأنها أبادت الفيتناميين واجتاحت أرضهم سنوات ثم خرجت منها بهزيمة وخيبة أمل كبرى.
لم أكره أمريكا لأنها دولة غنية وقوية متسلطة تستطيع في أي وقت فعل ما تريد وقتل من تريد، أقول بأني لم أكرهها ولم أحمل لها الضغينة يوماً، ولكني أيضا غير قادر على حبها... وكلما دنوت منها محباً أراني أردد في سري وفي علني: (أحب أمريكا إذا ما استطعت إليها سبيلا)، وأنا هنا أستعير بل أعتدي على جملة محمود درويش الشهيرة (نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا) فليعذرني الشاعر الكبير لأني أقدمت على تغيير عبارته الشعرية وتصييرها في خدمة نوازع كامنة في نفسي، المهم.. أنا حقاً لم أستطع في يوم من الأيام أن أقول بأني أكره أمريكا على الرغم من أني غنيت (أمريكا شيكا بيكا) ولكني أيضاً لم أستطع أن أحبها... فثمة حاجز يمنعني من التغني بمفاتنها وكتابة كلام الحب لها، لم أستطع أن أراها ولو لمرة واحدة امرأة فاتنة، بل كنت كل مرة أراها امرأة فيها عيوب لست أراها.
وحين شنت حربها على النظام العراقي لإزالته، أيا تكن الحجة التي ساقتها لتبرير غزوها، لم أقف ضدها، على الرغم من أني تظاهرت بعدائي لها خشية أن اتهم بالخيانة واللاوطنية، ولكنها أفسدت عليّ وقوفي على الحياد ودفعتني دفعاً لأقول بأني ضدّ ما تفعله في العراق...
بالأمس القريب ذهبت كي أمضي أيام العيد الثلاثة في مدينتي البعيدة المحاذية للحدود العراقية مع سوريا، ولكني لم أستطع النوم فقد أرقتني أمريكا بستارها الفولاذي الذي وضعته ثقيلا على صدور الناس في (القائم وحصيبة والكرابلة) وسواها من المدن العراقية القريبة من البوكمال، لم أنم ولم ينم الأطفال والشيوخ والنساء والرجال ظلوا ساهرين تؤرقهم ديمقراطية الستار الفولاذي وهي تدك دكاً بيوت العراقيين فيصل صدى أنين أهلها إلى أهلهم وأقاربهم في البوكمال... هكذا تنجز صديقتي أمريكا عملياتها في تحرير العراق من طغاته، وهكذا تعيد لأبنائه أمنهم وأمانهم.
أهكذا يا أمريكا تريدين أن أكرهك... وبدل أن أدنو منك محبّاً متغزلاً بجمالك الأخّاذ أراني أميل لتصيد عيوبك وأخطائك وتدوينها في مفكرتي الصغيرة، التي أردت ذات وجد أن أكتب على صفحاتها قصيدة حب طويلة وكنت سأسميها (أحب أمريكا)... ولكن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-