الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي العراقي والتحالفات الأنتخابيه

جاسم هداد

2005 / 11 / 9
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


قدم الحزب الشيوعي العراقي قافلة من الشهداء من اجل ان يكون العراق وطنا حرا وشعبه سعيدا ، واقترنت تسميته بحزب الشهداء ، ولا يزال يقدم الشهداء من اجل هذا الوطن والشعب ، وآخر شهداء الحزب الشهيد فاضل تقي الصراف الذي نالته ايدي الأرهاب في مدينة العامريه في بغداد .

وخاض الحزب نضالا شرسا ضد ابشع نظام دكتاتوري عرفه العصر الحديث ، والذي توهم بأنه سينهي الشيوعيه في ارض العراق وحدد متباهيا نهاية عام 1980 تاريخا لذلك ، وهاهو التاريخ يقول لنا ان نظامه انتهى ، وعادت راية الشيوعيه خفاقة في ارض العراق ، ونهض الحزب الشيوعي العراقي من جديد رغم الأثقال التي خلفتها فترة النظام البعثي الفاشي .

وخاض الحزب الأنتخابات التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني عام 2005 ، وحصل الحزب على اربعة مقاعد في الجمعيه الوطنيه ، وليس مقعدين كما يتوهم بعض كتاب الصحافة الألكترونيه ، وله تمثيل في مجالس اثنتي عشرة محافظه . ومن كان متواجدا اثناء فترة الأنتخابات في العراق ، يعرف جيدا الظروف والملابسات التي احاطت بالأنتخابات ، والوسائل التي تم سلوكها من قبل بعض الأحزاب وخاصة احزاب الأسلام السياسي الشيعي والتي لا تليق ابدا بما يدعونه ويرفعونه من شعارات .

النتيجه التي حصل عليها الحزب لا تتناسب وجماهيريته ودوره في العمليه السياسيه الجاريه في العراق ، وهذا يشهد به اعداء الحزب قبل اصدقائه ، وللدلاله على الأجحاف الذي لحق بالحزب نشير الى الفارق الكبير في الأصوات التي حصل عليها الحزب للجمعية الوطنيه ( 69920) ، ولمجالس المحافظات (158540) ، والعاقل هو الذي يستنتج اسباب ذلك .

بذل الحزب جهودا من اجل لم صفوف قوى التيار الديمقراطي ، والنزول بقائمه موحده ، ولكن جهود الحزب اخفقت بسبب تغليب المصالح الحزبيه الضيقه ، وهذا مما ضيع حوالي (400 الف صوت ) ، ذهبت للأحزاب الكبيره وفق حسابات المفوضيه العليا المستقله للأنتخابات .

وبعدما اسفرت الأنتخابات عن فوز احزاب الأسلام السياسي الشيعي والأحزاب القوميه الكرديه بحصة الأسد في الجمعيه الوطنيه ، تم تشكيل الحكومه بعد مخاض عسير وفق النهج المقيت " المحاصصه الطائفيه القوميه " ،مما ادى الى عجز هذه الحكومه وفشلها في تقديم الحلول التي تساعد في التغلب على المشاكل الأقتصاديه والأجتماعيه والأمنيه ، ولجأت مكتفية بـ " الأيجازات الصحفيه " واللقاءات التلفزيونيه التي سئم ومل منها المواطن العراقي ، ونهجت الحكومه نهجا مذهبيا مما ساعد على تنامي الأستقطاب الطائفي واثار تهديدا جديا لبلدنا ، حيث اخذت بوادر الحرب الأهليه تؤشر معالمها .

ان هذه التداعيات فرضت واجبا وطنيا على القوى الديمقراطيه العلمانيه في لم صفوفها من اجل غاية واحدة وهي " انقاذ العراق " ، وكل ادبيات الحزب الشيوعي العراقي تؤكد على ان مهمة اعادة بناء الوطن لا يستطيع أي حزب النهوض بها بمفرده . وكان الحزب الشيوعي من المبادرين حيث بدأ بحملة اتصالات مع القوى المحسوبه على التيار الديمقراطي ، واقام العلاقات ، ونظم اللقاءات لمجموعة الـ 23 ومجموعة الـ 7 والمجموعة التي هيأت لمؤتمر الوحده الوطنيه ، وانطلاقا من مصلحة الوطن والشعب ، وبعيدا عن المصالح الحزبيه الضيقه ، سعى الحزب الشيوعي العراقي من اجل تشكيل قائمة واسعه تتمثل فيها كل القوى الوطنيه والديمقراطيه والليبراليه والعلمانيه ، وذلك من اجل بديل ديمقراطي يقود الى بناء مؤسسات دولة القانون واستكمال السياده وتحقيق العداله الأجتماعيه .

وليس سرا ان الحزب بادر الى استشراف رأي الكادر الحزبي حول خيارات مشاركة الحزب في الأنتخابات ، بالدخول بمفرده او بالتحالف مع القوى الديمقراطيه القريبه منه او بقائمه مشتركه واسعه ، وكان رأي الأغلبيه المطلقه " 92% " مع الخيار الثالث ، وهو خيار اغلبية الحزب المنطلقه من حرصها على وطنها وشعبها وليس فقط خيار قيادة الحزب .

مع الأسف الشديد اخذت في الآونه الأخيره تظهر بعض الكتابات التي تلوم الحزب على دخوله " القائمه العراقيه الوطنيه" ، وينطلق بعضها من حرصها على تاريخ وسمعة الحزب ، وتخشى من تسلل البعثيين لبعض الأحزاب المنضويه في اطار التحالف الأنتخابي ، والبعض الآخر حملت بعض سطورها أفتراءات كالتي تقول ان الحزب الشيوعي العراقي هو " الحزب الوحيد في العالم الذي لم يعترف بأخطائه " ، ويبدو ان من كتب ذلك لم يطلع على ادبيات الحزب الشيوعي العراقي الذي تميز عن غيره بتقييم كل مرحله تاريخيه في حياته ، ويصدر هذا التقييم علنا ، حتى انه اتهم بـ " الجلد الذاتي " ، وان ثلثي قيادة الحزب تم تغييرها في المؤتمر الوطني الخامس الذي انعقد عام 1993 ، و في المؤتمر الوطني السابع الذي انعقد عام 2001 لم يبق من القياده السابقه للحزب الا الرفيق ابو داود. اما الأدعاء بـ " نهاية الحزب الشيوعي العراقي " ، فأن وقائع التاريخ تفنده لأن كل جبروت وقمع النظام البعثي الفاشي وقبلهم نوري السعيد لم يستطيعوا انهاء الحزب الشيوعي العراقي ، وسيبقى الحزب الشيوعي العراقي مدافعا امينا عن مصالح شعبنا العراقي بكافة فئاته الأجتماعيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ