الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شمال افريقيا والمستنقع الجديد

دهام محمد العزاوي

2016 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


شمال افريقيا والمستنقع الجديد
د.دهام العزاوي
ما اكثر ماضحك علينا الامريكان من حين دخولهم للعراق والى يومنا هذا والحقيقة اننا شعب يستحق ان يضحك عليه ففيه من صفات البلاهة والسذاجة وقلة الوعي وغلبة ثقافة القطيع مايسهل على اي معتد او غازي ان يمرر الاعيبه عليه ، اخر فنون الامريكان هي الانزالات المتكررة التي تقوم بها قوات خاصة امريكية في مناطق محيطة بالموصل للقبض على مايعلنه الامريكان قيادات داعشية لم نرى حتى خيالها ، فمتى تتم الانزالات وهل ان الحكومة العراقية تعلم بها ولماذا لايتم الاعلان عن اسماء واشكال وجنسيات تلك القيادات واين يتم نقلها وحبسها ؟ هل في اقليم كردستان ام في تركيا ام في ايران ام يتم تسفيرها الى غوانتنامو !؟ واين سيذهب الامريكان بتلك القيادات التي صرفت عليها الملايين من الدولارت للتدريب والاعداد من خزينة مخابرات دول كلها اتفقت على اختلاف ايدلوجياتها على توظيف تلك العناصر المارقة لتدمير العراق !! ربما يدور في خلد من يتابع الشان العراقي ان تلك الانزالات تصب في الجهد اللوجستي الذي يهيء ارض المعركة لتحرير الموصل ، فجنرالات امريكا يصرحون لوسائل الاعلام ان الغاية هي خلق ارباكات عسكرية وخلع اسنان التنظيم المفترس ، عبر القبض على قياداته المؤثرة وقتل اوالامساك بقياداته الاخرى والحصول منها على وثائق وخطط عسكرية خاصة بتحركاتهم في العراق وسوريا ، قد يكون هذا من حيث الظاهر طرحا موضوعيا لاسيما وان الامريكيان اعلنوا مرارا بان تحضيرات معركة الموصل قد بدات ، ولكن يقينا ان الامر الاكثر دقة ان الاستراتيجية الامريكية قد بدات بتنفيد فصلها الجديد في نقل فلول داعش وعصاباتها الارهابية المتحالفة معها الى حيز عربي جديد ومنطقة نفوذ لازالت مستعصية على المصالح الامريكية وفي مقدمتها شمال افريقيا التي لازالت تعد وفقا للرؤية الامريكية مناطق نفوذ اوربي وبالتالي فان انفجار الوضع في ليبيا وتمكن التنظيم الارهابي من احتلال مناطق استراتيجية في الهلال النفطي في سرت وراس لانوف وبن جواد وقبالة السواحل الاوربية ومن ثم قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات تضليليه ضد مواقع التنظيم له اكثر من معنى ودلالة ، اهمها ان الانزالات في مناطق مختارة من العراق وربما لاحقا سوريا هدفه تسهيل نقل تلك القيادات الى مناطق صراع جديدة تختارها الادارة الامريكية بعناية ، اليوم داعش بدات توطد اقدامها في ليبيا ، وانمائها في ليبيا يعني استكمال ربط حلقات التنظيم ببعضها ليصبح امتداده من سيناء ( انصار بيت المقدس ) مرورا بليبيا وانتهاءا بتونس والجزائر وانحرافا نحو مالي وتمبكتو ، ربما الحلقات كلها كانت مكتملة الا حلقة ليبيا التي استنزفها صراع الليبيين على السلطة في طرابلس وبنغازي ، الان نقل القيادات الداعشية سيحفز التنظيم الارهابي ويجعل له اسنانا تقضم المعارضين وستحول سرت الى مركز خلافة جديد ربما يضاهي الرقة او الموصل في اهميتها كل المؤشرات اذن بدات توحي بان المعركة سوف تنتقل عاجلا الى شمال افريقيا ، مايؤيد هذه الفكرة ان مصادر استخبارية امريكية واوربية اكدت ان الكثير من عناصر داعش التي هربت من سوريا اثر الضربات الروسية وهزيمتها في الانبار اخذت تتجه الى ليبيا باعتبارها موطيء قدم جديد وبذرة منتجة للعمل ، الهدف الامريكي لليس الضغط على اطراف الصراع الليبيين للتوافق واخراج حكومة توافق وطني فهذه ليست في اولويات الادارة الامريكية ، انما الغاية في تهديد جنوب اوربا واخضاع اوربا لمنطق الاراداة الامريكية عبر عرقلة وصول النفط الليبي واغراق اوربا بملايين اللاجئين الهاربين من لهيب العنف ، اذا ماصدق هذا التنبؤ فان المرحلة الثانية من تمزيق العالم العربي وفقا لشياطنه فكر التقسيم الامريكي كبرنارد لويس وبريجنسكي وكيسنجر قد بدات ، فبعد ان انتهت فكرة الدولة في المشرق وتحولت شعوبها الى اقاليم وقبائل ونحل متقاتلة ومتعادية فان دول شمال افريقيا ستدخل كذلك في اتون حروب وثارات قبلية واثنية لايعلم نهايتها الا الامريكان انفسهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه