الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رزاق بعد منتصف الليل

مشتاق جباري
كاتب

2016 / 1 / 9
الادب والفن


رزاق بعد منتصف الليل
قصة قصيرة ..
رغم بلوغه السبعين من العمر الا ان روحه لازالت غضة طريه .كان (رزوقي ) كما تحب ان تسميه زوجته الجميلة (وجدان ) رجل يعشق النساء كثيرآ ,تزوج اربع مرات متتالية,ويبدو ان الزوجة الاخيرة جاءت في الوقت بدل الضائع وبدأت تبحث بين اضلاع الرجل المسن عن بقايا فحولة ذوت .وفي يوم شتائي قارس البرودة سمع الجيران صوت الزوجة المتدفقة حيوية ونشاط وهي تمعن في شتم زوجها المرتعش خوفآ وحرجآ مماهو فيه, فتحت النوافذ على مصراعيها ليشاهد الجميع الرجل المسن هاربآ من سطوة زوجته الباحثه عن حقها كأمرأة وهي تردد بعلو صوتها :اخرج ايها الشيخ الخرف ,كنت كعنترة بن شداد وحين وصل الامر لي اصبحت بلا حول ولاقوة .بدأت النساء تغلق النوافذ خجلآ .واما الرجال فقد شعروا بألزهو والرضا عن انفسهم وهم يؤدون ما عليهم بتفوق كبير .قال ابو علي القصاب لزوجته بفخر شديد: لو كان يتمتع بألقوة التي اتمتع بها لما حصل له ما حصل .فيما قال اخر لبعض اصحابه وهم يجلسون في المقهى القريب من الدار :اقسم لكم ان هذا الرجل سيموت وهو يمارس الجنس ,ووقضى الجميع ليلتهم في ضحك شديد .في اليوم التالي ذهب رزاق مسرعآ الى جبار العشاب صديقه القديم ,قال له بحزن , وكأن صاعقة وقعت على رأسي يا صديقي , انا الذي لا اجيد شيئآ في الحياة سوى تناول الطعام وممارسة الجنس اصبحت اليوم مضربآ للأمثال لشدة ضعفي ,لقد جنت زوجتي وبدأ الجميع يستمع لكلامها المجنون ,هات ما لديك من دواء يمكن ان ينتشلني من هذا الوضع المخزي .كان جبار يستمع بكل حواسه , وقد استنفذ كل الاعشاب ولم تغير شيئآ في حالة الرجل .قال له :لم يعد لدي ما نجربه .هل تقول لي انك عاجز عن حل مشكلتي قال رزاق غاضبآ ,أجابه :هو العمر ياصديقي اسلم امرك الى الله ..
ولم يكن الجواب مقنعآ له,مما اضطر جبار ان ينصحه بأستخدام حبة من عقار (الفياغرا) ,لكنه حذره ان قلبه المتعب قد لايتحملها .ولم يكن الرجل مهتمآ بما قد يحدث لقلبه كان كل همه الخروج منتصرآ في معركة اثبات الذات كما يعتقد .وحين ابتلع تلك الحبة ,شعرمعها بعودة الشباب الى جسده المنهك ,توجه الى زوجته المتلهفة للقاء من هذا النوع ,وبعد منتصف الليل بقليل سمع الجيران صراخ امرأة, خرج الجميع لمعرفة مصدر الصوت, واذا هي وجدان تنادي على الجميع بأنقاذ زوجها قبل ان يموت ,ولم تستطع سواعد الرجال ان تعيد رزاق الى الحياة ,في المستشفى حضر الجيران والاصدقاء وعدد من ابناءه وبناته .وحضر جبار ايضآ وكان يقف منعزلآ في احدى الزوايا حزينآ معتقدآ ان سبب الوفاة هي حبة الفياغرا التي نصحه بها, ولم يتحمل قلبه قوتها .وهكذا اعتقد بعض رواد المقهى المجاور ,و بعد ان تم تشريح الجثة كان تقرير سبب الوفاة مفاجئآ ,حدثت الوفاة بسبب عدم وصول الهواء الى الرئتين ,واذا عرف السبب بطل العجب ,بعد التحقيق من قبل الشرطة اعترفت وجدان ان زوجها توفي وهما في لحظة حميمة ,حيث كان الرجل كما تقول لايؤدي واجبه بألشكل المطلوب, وقد طلبت منه ان ينام وتستلقي هي فوقه لتتكفل بألجهد البدني, وبسبب ثقل جسدها اذ كانت ضخمة الجثة قوية البنية اختنق الرجل ومات دون ان تشعر به وهي تحاول ان ترضي رغبتها المجنونة .وصدق ذلك الرجل حين قال ان رزاق سيموت وهو يمارس الجنس .وهذا ما حصل .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل