الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


همهمات عشق لوطن ينعم بالاستقلال الثاني

مصطفى المنوزي

2016 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في الحاجة إلى تأهيل ديناميات الحماية الاجتماعية و العمل النقابي والدفاع المدني ، عنوان عريض ومكثف ، سنضطر لترديده على امتداد عهد ما بعد دساتير سنوات الرصاص ، ذلك العهد الذي لايريد أن يمضي قدما، بتوقف مسلسلات التجاوز وإجهاض كل التراكمات التي من شأنها القطع مع الانتهاكات والخروقات الجسيمة وغيرها ، سنظل نردد هذا المطلب تجاه الدولة وتجاه أنفسنا ، في إطار نقد الذات دون جلدها ، فنحن في وضع حساس جدا ، تحاصرنا هشاشة الأفق والقوة والتواصل البيني ، دون الحديث عن انهيار قيم الديموقراطية الداخلية ، واستئساد البيروقراطية النقابية والأريستوقراطية العمالية ، واقعا وتمثلات ، وتحول العمل الجماهيري ، في جميع واجهاته وتداعياته الاجتماعية والنقابية والجمعوية والقطاعية والفئوية ، واتخذ منحى الابتزاز الانتخابي والسياسوي أو الارتزاق المادي والنفعوي ، طبعا علينا أن نقارب هذا التشخيص السريع بنسبية عالية جدا ، ولكن بكثير من الجدية والمسؤولية ، فرغم أن سؤال « من يؤطر من ؟ » يطوق طموحنا ، منذ سنوات ، فإنه حان الوقت لتقييم مسار استراتيجية النضال الديموقراطي ، باعتبار أن سلوك الدولة الاجتماعي والأمني هيكلي ، ولا يمكن أن يتجلى واضحا في السياسات العمومية ، بقدر ما يهمنا الانكباب علي الاختلالات التي تنخر الشرط الذاتي لكل الهيئات والتنظيمات ، وصحيح أن الاستعمار والقمع المنهج والاضطهاد السياسي أنهك قوى التحرر والديموقراطية والتقدم عالميا ووطنيا ، لكن هذا لايبرر تراخينا وخفوت وهجنا الكفاحي ، حتى لا نقول « القتالي » ، فهل الأمر يتعلق ، فقط ، بتحريفية شابت الخطوط السياسية والخيارات الاستراتيجية / الفكرية أو المذهبية ؟ أم أن هناك تسويات وتعاقدات فوقية لا زالت تقيد المعنيين بتدبير القضايا المصيرية للوطن ، منذ حركة التحرير الوطني ، إلى الانخراط المدني في مطلبيات الديموقراطية التشاركية وتعثرات مطلب الديموقراطية التمثيلية وما رافقها من تدليس وتزوير للإرادة الشعبية ، وتشكيك في هويتنا الجدلية والمتعددة ، وتخوين لمعتقداتنا وقدراتنا وإهدار لطاقاتنا وطمس لبوصلتنا ،
يبدو أنه ينبغي استخلاص الدروس من الأخطاء المقترفة من قبل القيادات ، التي كانت وطنية قولا وواقعا ، ولكن لم تفلح في أن تتمثل الفكر الديموقراطي وثقافة الاختلاف والتعددية والتنافس الشريف ، ولم يكن يميزها ، عن الحاكمين سوى فقدان السلطة والقوة ودعم « الخارج » ، وبذلك يمكن الإقرار بأن تاريخنا السياسي ، تعايش قسرا مع الواقع المرير ، الذي عنوانه سنوات الجمر و مقتضيات الحكم الفردي المطلق ، التي هربت الحلم الاستقلالي وأجهضت اللحظات الديموقراطية في المهد ، مما أفقدنا حلقات كثيرة ، مهيكلة ومؤسسة ، وسهل عمليات إضعاف المواقع والمواقف ، فانخرطنا في مسلسلات الإنقاذ والتسويات ، والتي ضاعفت من هشاشة الديناميات والمبادرات ، حيث استثمرها النظام السياسي لفائدته بدل الوطن أو الدولة علي الأقل ، مما يستدعي ضرورة العمل على تأهيل الذات ، بعد فتح نقاش عمومي ، لتقييم العلاقات وتقويم الإعاقات ، من خلال تقييم مسار تفعيل التعاقدات ، وحتى التسويات ، اعتبارا من وثائق الاستقلال ، وثائق متعددة ونوعية ، وتوصيات المناظرات وكذا التسويات التي تحولت إلى صفقات ، باسم التراضي والتوافقات ، ولعل أهم ما ينبغي التركيز عليه ، هو تحليل مقتضيات تصريح فاتح غشت وتوافق فاتح محرم الشهيرين ، المهيكلين لما يسمى باستثباب السلم الإجتماعي ، والمتعارض مع قانون الصراع الاجتماعي والنضال النقابي والسلمي المشروع ، ولما لا ؟ البيئة التي وفرها لتسهيل التناوب التوافقي حول تدبير الشأن العمومي ، وما نتج عنه من قرارات حكومات المجاز والظل والواجهة ، وما تقييم أهمية دور الأحزاب في هذا المجال ، ومدى نجاعته وجودته ، سوى لكون النقابات تابعة لها وخاضعة لناموس الذيلية والالحاقية ، المضرة بالحرية والاستقلالية في الاقتراح والقرار ، فلا يمكن بتاتا تجاهل مصادر قرار شن الإضرابات العمالية المغلفة أو المؤطرة ، إن صح التقدير ، للانتفاضات الشعبية ، وكل ذلك من باب النقد والمحاسبة ،على الأقل في علاقة ذلك بالكلفة وحجم التضحيات ، ومن باب رصد مؤشرات التكرار ، تكرار الانتهاكات الدولتية والأخطاء الذاتية ، فماذا حققنا ، بعد كل هذه المسارات والاخفاقات والتعثرات ؟ بل ما الذي لم يتحقق رغم كل التضحيات ؟ أسئلة وغيرها كثير ، نطرحها على أنفسنا في ظلال الاحتفال بذكرى تحرير وثائق المطالبة بالتحرير ، وما يقتضيه الأمر من احتفاء بالمغاربة الذي ضحوا بالحياة المقدسة كحق مطلق ، مع التشديد ، أسفا وتحفظا وحسرة ، على التوجسات والهواجس التي تنتاب جيلنا المخضرم ، وتؤرق راحة انشغالاته ، والتي تفاقمت إلى حد فوبيا مزمنة ، تسكن بين ثنايا ثنائية الانعتاق من أجل الحياة والاعتقاد في سبيل الممات ، أي وفاة الوطنية و الروح النضالية وإعدام الكرامة الإنسانية ، فإذا كاتن ثورتنا موؤودة فلا خلاص إلا بالثورة على كينونتا وعلى البيئة المنتجة لتراخينا عوض تاريخنا ،
مصطفى المنوزي منسق فضاء الزمن الاجتماعي والتواصل التاريخي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث