الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2016 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3


لكي يتكون لدينا صورة أوضح عن الأحداث التي رافقت عملية إنشقاق "جماعة راية الشغيلة" وأسبابه والفاعلين الرئيسين، سأعرض تباعاً أربعة روايات حول الموضوع لمن كان لهم الأدوار المؤثرة في تلك المرحلة؛ إثنان من الحزب الشيوعي العراقي وهما : بهاء الدين نوري و كريم أحمد وإثنان من أقطاب راية الشغيلة وهما جمال الحيدري وعزيز محمد:
بعد أن إطلعنا على رواية بهاءالدين نوري لنرى كيف يروي كريم أحمد حول إنشقاق جماعة راية الشغيلة في فصل خاص بعنوان الخلافات داخل الحزب (ص 116-118) من مذكرات كريم أحمد(المسيرة) المترجمة إلى الكوردية لعدم إمكاننا الحصول على النسخة العربية من الكتاب وأمل أن أكون قد وفقت في إعادة الترجمة من الكوردية إلى العربية مع إعترافي بأنني لست ضليعاً بالترجمة بين اللغات:
(( بعد إنتفاضة تشرين الثاني 1952 وعدم تحقيق أهدافها، بدأت الخلافات السياسية داخل الحزب بالظهور، في البداية بين الكوادر المتقدمة للحزب في بغداد، وفي وبعض التنظيمات الحزبية في الألوية خصوصاً في النجف وأربيل، ظهرت خلافات حول سياسة الحزب، كانوا يعتبرون سياسة الحزب يسارية؛ إنعزالية؛ وفردية في القيادة. كانت تصل بهاءالدين رسائل من السجن وبعض التنظيمات الحزبية، لم يكن يُطلعني إلا على البعض منها. كنت أقرأها بدقة وأتناقش معه قائلاً: وإن كانت هذه الرسائل لا تنسجم مع سياسة الحزب الحالية ولكنها علامات صحية في حياة الحزب الداخلية لوجود مثل هؤلاء الأشخاص ينتقدون سياسة الحزب، ويحاولون تصحيح الأخطاء، هذا دليل على أن المستوى السياسي والفكري جيدان، من الضروري تشجيعهم والطلب من فروع الحزب تأمين هذا الحق. ولكن يجب أن لا يؤدي ذلك إلى الخروج عن الضبط الحزبي والتوجه نحو الانقسامات وفي إعتقادي اذا إلتزمنا بمبدأ النقد والنقد الذاتي، من جماعة القيادة الى القاعدة الحزبية سيؤدي ذلك الى تقوية الحياة الحزبية و محو جميع أنواع التكتل ويسد الطريق أمام الإضرار بالحزب.
عندما كنّا في داخل الحزب نتواجه مع الخلافات السياسية والفكرية، خصوصاً من الكوادر الحزبية المتقدمة الذين كان لهم مستوى سياسي جيد، كان من الصحيح أن نواجه هذه الصراعات الداخلية بصورة مباشرة وسليمة، وكان من الضروري وجود مشروع سياسي يُطرح للنقاش داخل الحزب، ليكتبوا عن أفكارهم و أرائهم الى سكرتارية الحزب، بعد إنتهاء الفترة المحددة للحوار توحيد الأراء لتناقش في إجتماع اللجنة المركزية. ولكن بها(المقصود بهاءالدين نوري-خسرو) لم يستمع بتاتاً إلى هذه الإقتراحات.
خلال هذه الفترة وصلت رسالة الرفيق عزيز محمد من سجن بغداد وفيها تناول سياسة الحزب، إحتفظ بها بالرسالة لغرض الإجابة، وإنشغل يومين لغرض الإجابة، بعد أن كتب الجواب، أعطيت بعض الملاحظات وتوقعت أن يرسله اليهم في السجن، ولكن تبين بأنه كتب الجواب لأجل النشر، بعدها عاد الجواب مطبوعا، قلت هم لم ينشروا رسالتهم ولم يوزعوها لماذا نستعجل لتوزيع الجواب؟ قال: هذه مناسبة لإفهام تنظيمات الحزب سياسة الحزب وجواب للذين ليسوا مع سياسة الحزب! غضب السجناء غضباً شديدا عندما وصلهم الجواب المطبوع إنقسموا الى مجموعتين في سجن بغداد. تعقد الوضع وتبادل السجناء الألقاب، طرف يتهم الطرف الأخر بالإنتهازي اليميني عملاء مؤتمر البالوعة( مؤتمر البلاط الملكي) الذي نظمه الوصي عبدالإله والطرف الأخر يلجاء الى تسمية الطرف الأخر باليسارية والإنعزالية والفردية والطفولية.
أرسلت زوجتي (حمدية) في ذلك الوقت لزيارة سجن بغداد وأرسلت معها رسالة صغيرة الى الرفيق عزيز محمد طالباً منه وضع حد لهذه المهزلة للحفاظ على وحدة الحزب وحل المسألة بهدوء وذكاء، وإلا نفسح المجال للعدو أن يفرح بنا. عندما وصلت زوجتي للسجن وصلت رسالة أخرى من بها إلى تنظيم الحزب في السجن حول طرد الذين ذكرهم، بهذه الطريقة إنقسم التنظيم إلى قسمين؛ مع الحزب أو ضد الحزب.
بعد ثلاثة أيام، أُرسلتُ الى البصرة للإشراف على إجتماع لجنة الجنوب. عند وصولي الى البصرة لم يكن لدى التنظيم معلومات عن الذي حدث، ولكن المنشور الداخلي للحزب (الإنجاز) وكذلك جريدة الحزب (القاعدة) فيها قرار الحزب بطرد المنحرفين اليمينين واصلة إليهم. بدأت بتوضيح ما حدث وكذلك توضيح الطريقة الصحيحة حول كيفية إدارة المشاكل الداخلية، و وجود الخلافات الفكرية والسياسية داخل الحزب علامة صحية وليست علامة ضعف وبغياب ذلك لا يمكن تطوير الحزب وإغناء تجربته السياسية، بشرط أن أن تدار المشكلة بطريق مبدئية وأن لا تؤدي إلى الفرقة والانقسام مثل ما قام به هذه الجماعة. كانت لجنة الجنوب مع الحزب وأدانت الإنشقاق.))
يكتفي كريم أحمد بهذا القدر من المعلومات عن إنشقاق جماعة راية الشغيلة في هذا الفصل من الكتاب و يذكر بأنه إضطر إلى قطع سفره الى الجنوب بسبب وصوله رسالة من بغداد يوم 13نيسان1953 حول إعتقال الرفيق باسم (به هادين) ومعه صادق الفلاحي ورفيق أخر مع إمرأة مسنة وطفل صغير، ليعود إلى بغداد ليمارس مهامه كرئيس للحزب الشيوعي العراقي.
لكنه يعود في الفصل المعنون ب(المهام المستعجلة) إلى عملية إنشقاق جماعة راية الشغيلة أثناء روايته عن ما جرى في الإجتماع المستعجل للجنة المركزية وكيفية توزيع الواجبات على أعضاءاللجنة المركزية ويكتب في ص126 و ص127 مايلي:
((كان واجب سليم الجلبي الإتصال بجماعة (راية الشغيلة) لأجل إنهاء ظروف الإنقسام، كان جوابهم رسالة سلبية في جريدتهم ( راية الشغيلة)تحت عنوان (سيروا في طريقكم ونسير في طريقنا) وهذا يعني بأننا لا نتفق، وكان تعليقي على هذا المقال بأنهم مصابون بالغرور، ولكن إذا كانوا سائرون على نهج الماركسية- اللينينية لماذا لا نتفق، أما إذا تخلوا عن هذا النهج فهذه مسألة أخرى. عليهم إعادة النظر بموقفهم السلبي، لهذا علينا التباحث حول هذا الوضع، الذي سبب في إنشقاقهم عن الحزب وتصحيح الأخطاء من الجانبين لنتوصل إلى وحدة الحزب. كلفت سليم چلبي الإتصال بهم مرة أخرى وكتبت رسالة الى حميد عثمان في سجن بعقوبة طالباً منه الإتصال بالرفيق عزيز محمد وبحث الموضوع معه بطريقة تؤدي الى وحدة الحزب، وصلتني رسالة من حميد عثمان، جواباً لرسالتي، يذكر فيها بأنه قام بلقاء خاص مع الرفيق عزيز وكان موقفه جيداً للحوار بينهم وبين والحزب ولكنه بيّن بأن القرار في الخارج (يقصد خارج السجن). بدوره يوصي جماعته ببحث هذه المبادرة للحزب الشيوعي العراقي.
كان إعادة إتصال سليم الجلبي بهم مجدداً إيجابياً هذه المرّة، إقترحوا بأن يتوسط بين الطرفين طرف ثالث من الأحزاب الشيوعية الشقيقة، كالحزب الشيوعي السوري، كمثال. أوقفنا اللقاءات معهم عند هذا الحد لحين بحث اللجنة المركزية لحزبنا، الحزب الشيوعي العراقي في إقتراحنا، ولكن حين كلفت الرفيق حسين الرضي بالإتصال مع رفاق الحزب الشيوعي السوري لبحث إقتراح جماعة ( راية الشغيلة) وعقد إجتماع مشترك عندهم بمشاركة الحزب الشقيق في الحوار بيننا وبين (راية الشغيلة)، كنّا نعتقد بأن يقوم طرفينا بمعالجة الإنقسام بدون حضور طرف ثالث، بعد عودة الرفيق حسين الرضي، عندما سألته عن هذا الموضوع قال: إتصلت بالرفيق خالد بگداش أوضحت له المسألة، دعماً لمقترحنا، قال الرفيق خالد بگداش: في حالة قدومهم لبحث مقترحهم سنجيبهم بأن هذه مسألة تخص الحزب الشيوعي العراقي عليهم نقد موقفهم بالإعتراف بخطأ الإنشقاق، وحل تنظيمهم بدون قيد أوشرط ويستسلموا للحزب، هذا هو الموقف المبدئي.))
لكي نعطي للقارئ الباحث عن الحقيقة الفرصة لقراءة مقارنة بين رواية كريم أحمد وبين الروايتين اللتان سبقتها حول موضوع إنشقاق جماعة راية الشغيلة، نؤجل تدوين ملاحظاتنا على رواية كريم أحمد إلى المقال القادم.
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا اعترف عمار لريم بحبه لها ????


.. مصر: طبيبات يكسرن تابو العلاج الجنسي! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كندا: حرائق تحت الثلج! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مارين لوبان: بإمكاننا الفوز بهذه الانتخابات وإخراج فرنسا من




.. أكثر من 3 تريليونات دولار.. لماذا هذه الاستثمارات الضخمة في