الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يكون سلمان أخر ملوك آل سعود؟

ضياء رحيم محسن

2016 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يتصور القارئ الكريم عند قراءته للعنوان، بأني أحاول التنبؤ بإمكانية سقوط نظام آل سعود بعد مائة عام من تأسيس هذه المملكة في أرض نجد والحجاز، وحقيقة أنني ضد التنبؤ والمتنبئين، لكنها مجرد وقائع على الأرض ظاهرة للعيان، لكن لا يمكن قراءتها إلا بعد تمعن وربط للأحداث بصورة صحيحة.
في التاريخ الإسلامي لدينا علماء نبغوا في كتابته، منهم ابن خلدون وابن النديم والمسعودي والبيروني، فكان ابن النديم يتعامل مع كتابته للتاريخ من باب المهنة، فيأخذ بدراسة الواقعة شكلا وأسلوبا، والوسائل التي تم تنفيذ الوقعة من خلالها، وما هي الأهداف التي نتجت عنها، في وقت نقرأ أن ابن خلدون قام بوضع نظريات علمية، مع كل التطور العلمي الحديث لا يستطيع أحد ان يتجاوز تلك النظريات.
قيام نظام آل سعود في أرض نجد والحجاز، شابه كثير من الشبهات، فقد قام منذ بداياته على المؤامرة والدم، حتى بين أبناء القبيلة الواحدة، بالإضافة الى إستناد هذا النظام الى أفكار أقل ما يمكن وصفها بأنها تهدم الدين أكثر ما تبنيه، في الوسط الذي يتبنى تلك الأفكار.
بدأت تدخلات آل سعود منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي، في مصر، ثم انتقلت الى اليمن، ولبنان، بما تملكه من المال النفط الوفير، في محاولة لبسط نفوذها على الدول العربية الفقيرة، ولم تكتف بذلك، بل تعدته الى محاولة نشر أفكارها في القارة الأفريقية، ودول شرق آسيا، في محاولة لنشر الفكر الوهابي، الذي لا يؤمن إلا بأفكاره فقط؛ مع أنه يتخذ من الدين الإسلامي والسلف الصالح مطية لخدمة أفكاره المريضة.
تفتق ذهن السعودية عن محاولة للسيطرة على سورية، في محاولة لي ذراع الند القوي لها في منطقة الخليج؛ وهي إيران، لكن وبعد خمس سنوات انتصرت سورية وبقي بشار الأسد رئيسا لها؛ حتى أن الدول الغربية التي امتصت المال السعودي، للمشاركة في إسقاط هذا النظام، تخلت عن هذه الفكرة.
كان التدخل السعودي في العراق يكاد يكون الأكبر في تاريخها الطويل، الذي يعتمد على الغدر، عندما رصدت له ميزانية فلكية، في سبيل إفشال التجربة الديمقراطية في العراق، وليس هذا فقط، بل جندت فضائياتها وشبابها للمجيء الى العراق والقتال فيه، لنصرة (أهل السنة المظلومين)، لكن حتى هنا فشلت بشكل أو بأخر.
حاولت بما لديها من حظوة نتيجة إغداقها على الغرب بالنفط الرخيص، الذي يمول صناعاتهم، إفشال الإتفاق الإيراني الغربي حول الملف النووي الإيراني، وعندما فشلت في هذا أخذت تصرخ بأنه يهدد الأمن في منطقة الخليج، لكن كيف؟ لا أحد يعرف، وعندما لم تجد آذان صاغية، تدخلت في الشأن اليمني مرة أخرى، في محاولة لجر إيران لحرب قد يتدخل فيها الغرب لصالح المملكة، ويفشل الإتفاق النووي ويبقى الحصار على إيران، ومع ذلك باءت محاولاتها بالفشل الذريع.
حاولت جر الدول الإسلامية للتناحر فيما بينها، خدمة لأغراضها التوسعية، من خلال إطلاق ما سمته ((التحالف الإسلامي)) والذي لم يُكتب له النجاح، بعدها أقامت حلفا إستراتيجيا مع تركيا لمواجهة إيران، لكن حتى مع طموحات أردوغان التوسعية، ومحاولته لإعادة حلم الدولة العثمانية، إنسحب بهدوء لأنه رأى أن إعدام الشيخ نمر النمر هو محاولة لجره لحرب طائفية، لن يستطيع أن يدخلها بسبب طبيعة التركيبة الديموغرافية لتركيا (أكثر من 20% من الطائفة العلوية).
قبل إعدام الشيخ نمر النمر، حذرت الولايات المتحدة المملكة من المضي قدما في هذا الأمر، لأنه سيشعل النار كالهشيم في منطقة تعتبر إستراتيجية بالنسبة لهم، عندها لن تستطيع الولايات المتحدة التدخل لصالح المملكة، ومع هذا أصر حكامها على إعدام الشيخ، ضاربة بنصائح حليفتها الكبرى عرض الحائط (بحسب مارتن إنديك، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد بروكينجز) لأنها أخذت تشعر بإبتعاد الولايات المتحدة عنها شيئا فشيئا، بما يوحي وجود خطة بديلة للولايات المتحدة، لا تكون فيها المملكة عنصرا فاعلا فيها.
قد يبدو للعيان بأن إعدام الشيخ النمر، رسالة موجهة الى طهران بعدم العبث بأمن الخليج، لكن واقع الحال يشير الى أن للرسالة مديات أبعد، فهي تحاول إيصال رسالة للولايات المتحدة، بأن المملكة لديها أوراق كثيرة تلعب بها لزعزعة أمن مصدر الطاقة الأكبر للصناعة الغربية، وعلى الغرب الإنصياع للمملكة والتودد إليها؛ بدلا من تركها وحيدة أمام المارد النووي الإيراني.
حسبنا القرآن الكريم وهو يخبرنا عن الظالمين والفاسدين، وكيف يهلكهم ويدمر قراهم تدميرا، لأنه يعيثون في الأرض واعباد فساد وظلما، وعندما يرى الباري جل وعلا بأن هناك أصوات تنادي بشجاعة ضد هؤلاء، فإنه يقف معهم، وما صوت الشيخ النمر إلا واحدا من هذه الأصوات، التي ستعجل بنهاية مملكة آل سعود، وقد يكون خطاب الرئيس الأمريكي من البلاغة بحيث نقف عنده لمحاولة تفكيك ما يقوله، حيث يقول ((أن للولايات المتحدة هدفان: الأول، منع إيران من امتلاك قنبلة نووية وهو ما حصل من خلال الإتفاق التاريخي الشهير.. الثاني، تفكيك القنبلة النووية “السعودية” المتمثلة في الفكر الوهابي الذي أنتج “القاعدة” و”داعش” وكل التنظيمات الإرهابية المجرمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وما رايك باوباش ولايت السفيه والنذل حسن زميرة
سوري فهمان ( 2016 / 1 / 9 - 14:15 )
وما رايك باوباش ولايت السفيه والنذل حسن زميرة الذين أخترعو الارهاب قبل داعش

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي