الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فارسُ الأحلام ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 1 / 9
الادب والفن


فارسُ الأحلام ..
حينما سلّمَ المصلون في مسجد الحي التسليم الأخير ، لاحظ أحد المصلين ، الشخص الجالس على يمينه ، وهو يصلي أيضاَ..
- حسّان ..!! ماذا تفعل في المسجد ؟!
ردّ عليه حسّان ،الذي أصبحَ رجلاً ، وهو يبتسم ..
- أُصلي ..كما ترى ..!!
لم يُصدق هذا المصلي ما تراه عيناه ، وتحسس محفظته بحذر ..
عرف "حسّان" اليُتم وهو بعد طفل صغير ، فقد توفي والده شاباً ،تاركاً وراءه أرمل وثلاثة ابناء من الذكور، أكبرهم في العاشرة ، وتاركاً إياهم بلا مال أو عقار يساعدهم على غوائل الدهر ... ووجدت الأرملةُ الشابة نفسها تعمل في حقول الآخرين لتعيل "كوم اللحم" الذي ينتظر لقمة يسد بها جوعه..!! تعرضت للذل والإهانة ،آملةً أن يكبر الصغار وتشتد سواعدهم لمعاونتها على شظف العيش والعمل الذي "يكسر" الظهر ..
كان "حسان" اصغرهم سناً ، طالباً في المدرسة الإبتدائية ، يتعرض للضرب من المعلمين والطلاب ، يذوق المرارة والحسرة يوميا ، حين يُقارن نفسه بالآخرين ، الذين يجيئون الى المدرسة وفي جيوبهم بعض المال ،يشترون ما يشتهون من "كشك" المدرسة ، ساندويتشات ،حلوى ومشروبات غازية ..وهو ينظر الى ما بأيديهم ويتلمظ ..
وكان لا بُدّ مما ليس منه بدُ .. لقد تعلم "حسان " السرقة ، بدأ بمصروف جيب أحدهم ، وإنتهاءً بسرقة البيوت ، ونشل المَحافِظ من جيوب أصحابها ..وأُشتُهر في القرية بذلك ... وبما أنّه في سنٍّ صغيرة ، حكم عليه قاضي الأحداث ، بثلاث سنوات في مؤسسة داخلية .. كان وكأنه عِفريت انشقت عنه الأرض ..
"حياة "، إبنةٌ لعائلة كثيرة الأولاد ، يتراكم أفرادها في بيت ضيق ، يعمل والدها عاملاً مياوماً وبالكاد يكسب ما يُقيم أود الأسرة .. عاشوا في فقر شديد . وكلما بلغت إحدى أخواتها سناً تُمكنها من العمل ، إنضمت للعمل في مشاغل الخياطة المنتشرة .. وما أن أنهت حياة المدرسة الإبتدائية حتى انضمت كعاملة خياطة في أحد هذه المشاغل ..
وكغيرها ، كانت تحلم بفارس الأحلام . كانت تحلم بالزواج من محام ، يرتدي البدلة السوداء والروب الخاص بالمحامين ، يربح مالاً كثيرا من مرافعاته أمام القضاء .. ومرة أُخرى ترى نفسها قرينة طبيب ،برداءه الأبيض وأمواله الطائلة ،يدللها ويستأجرُ لها "مساعدة " للأعمال البيتية ، بينما هي تعتني بمظهرها وتُصدر الأوامر "للخادمة" وكأنها في "فيلم" مصري ، حيث السيدة التي تدور حولها مجموعة من الخادمات.. شاهدت الكثير من الأفلام المصرية بالأبيض والأسود ،وكان نجمها المفضل "عبد الحليم "..!!
لم تكن على قسط من الجمال ، فتاة عادية ،ليس لها ما يميزها عن غيرها من الفتيات ، لا شهادة جامعية ولا جمال باهر .. لكنها تحلم وتحلم ..
يتخرج حسان من الإصلاحية ، وقد أصبح شاباً جادا ، يعمل ويكسبُ لقمته بكده وعرق جبينه ... وتبدأُ مسيرة البحث عن عروس له ..
تُقرر أمه ، التي تعيش في قرية قريبة ، التوجه الى أخيها ، الذي يسكن في قرية أُخرى ،لتطلب منه ،يد ابنته حياة عروساً لحسان .. الذي لا يملك من حطام الدنيا إلّا جهده وارادته ..
-ارجوك يا أبي ،لا أُريد حساناً ...فهو خريج "إصلاحية "!! توسلت وذرفت الدموع وهي ترى حلمها يتحطم على صخرة الواقع ..
ويبني حسان بيته في قرية أخواله ، يتزوج ، ينجب ، يعمل بكد ونشاط ، لا يقر له قرار ،يُحضر أمه لتعيش معهم ، يساعد زوجته في أعمال البيت ، يدللها ويلبي كل طلباتها ، لكن "الحسرة " ما زالت ترافقها ، لأنها لم تقترن "بفارس الأحلام".
تُجاورهم عائلة طبيب وممرضة .... يتشاجران دوماً ، ويعلو صوت "الطبيب" بالشتائم المُقذعة لزوجته الممرضة ، صراخٌ ، سبابٌ وشتائم ، يترفع عن إطلاقها "الحثالة " ..
تروي حياةٌ قصتها ، منهية إياها ..
-وماله حسان (ما السيء في حسان )، والله ما في أحسن منه ..!! أحسن من كل الدكاترة (الاطباء) ...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل


.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح




.. عيد ميلاد خيرى بشارة.. بصمات سينمائية مميزة وقدم عمرو دياب و