الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابكتني ميرنا

ماجد فيادي

2016 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


كعادتي في يوم السبت اتابع برنامج ذي فويس برفقة زوجتي بعد ان تأخذ طفلينا الى النوم، هذه المرة البرنامج الخاص بالاطفال، انها الحلقة الثانية ولم يظهر بها طفل عراقي، كانت كلمات تمر في خاطري متمنيا لاطفال العراق ان يصلوا الى هذا البرنامج، ما أن اتت المشاركة الاخيرة، وهي تتكلم باللهجة اللبنانية، يقدمها اخيها، مع مفردات تسقط باللهجة العراقية، تحرك في داخلي شيء لم افهمه، حتى تحدث والدها الذي زادني يقيناً انها عراقية، اخيرا روت ميرنا قصتها وهي تهرب من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) تلك المنظمة الارهابية التي سرقت منها الامان والاستقرار وحتى اللهجة، في هذه الاثناء تحركت انفعالاتي ولم اسيطر على مشاعري حتى بدأ جلدي يقشعر ودموعي على اطراف جفوني. ما اراحني واعطى مشاعري الطمأنينة والانسياب ان زوجتي ذهبت الى غرفة نوم الاطفال لتجعلهما ينامان كالملائكة في فراشهما، تبدأ ميرنا بسرد قصتها، كيف هاجر بها والديها مع اخوتها هربا من ذلك التنظيم الارهابي خوفا من اختطافها وبيعها في سوق النخاسة، تحدثت عن مشاعرها ومخاوفها وحبها للعراق، ولم تنسى وطنها الثاني لبنان الذي احتضنها رغم ما يعانيه من مشاكل، في هذه الاثناء تسلط الكامرة الضوء على الفنان كاظم الساهر وهو يعبر عن خفقان قلبه تجاه المشترك القادم، لا اعلم هل هو ذكاء المخرج ام هي محركات داخلية لا يمكن تفسيرها
تقول ميرنا انها ستغني موال للحب، وكأنها ترد على اؤلائك القتلة، ان الحب ابقى واسمى من افعالهم الاجرامية، ثم تنتقل لاغنية فلم ملكة الثلج الذي تعشقه ابنتي حد الجنون، فملابسها والعابها لا تخلو من صور ايلزا وأنا واولوف او كرستوف وسفن، احببت العلاقة الرابطة بينها وبين ابنتي، حتى تقارب الاعمار، اشعرتني بالألفة والانتماء المشترك للعراق والحب والانسانية، هي ثواني التف لها كاظم ونانسي وتامر، شعروا بها وكأنها تغني لهم ملحمة كلكامش، صور مرت امامي لارهاب داعش ومعاناة العراقيين، سياسيين طائفيين وقوميين وانتهازيين، نازحين ازيديين ومسيحيين ومندائيين وشبك وتركمان واكراد وعرب، ضحكات صدام حسين والعوائل الفيلية والمأنفلة والمغيبين والمقابر الجماعية، ادعاءات المالكي بقيادة المقاومة ضد الامريكان، خطب الجعفري العصماء، قاعة الحكيم التي تتسع لسكان مدينة باكملها، مقتدى الصدر بين حله لجيش المهدي واستعراضات عسكرية لا يربطها جامع وطني، النجيفيان وهما يتشدقان بمظالم اهل السنة ويسلمان الموصل لداعش، سليم الجبوري نجم الفضائيات الذي لا تأخذ منه حق ولا باطل لكنه عبقري في سحب الصلاحيات من العبادي في الوقت المناسب، خذلان العبادي لمن ملئ ساحات التحرير في بغداد وباقي مدن العراق، البارزاني وهو يدعو الى الانفصال في مسلسل ليس له نهاية، الطالباني في فراش المرض يرفض التوقيع على احكام الاعدام بحق الارهابيين وزوجته تتصرف بالمليارات، الفتاة الازيدية وهي تختصب على يد ارهابي داعش، المسيحيين وهم بين حراب التهجير ومغريات الاوربيين والامريكان، المندائيين الذين لم يجدوا ماءً للتعميذ ولا معابد تحتويهم، سنة العراق وهم ينزحون من مدنهم الى مخيمات تغمرها مياه الامطار، شيعة العراق وهم يقدمون ابنائهم قرابين لتحرير ما فرط به حكام العراق
الجدد، اهلي واصدقائي الذين فارقتهم مجبرا

انتهت ميرنا من غنائها وسط تصفيق الجمهور ودموعي المنهمرة، كلماتها المؤثرة، في الحب والانسانية والعراق، وما هي الا لحظات اعود بها الى الواقع، حيث اعيش بعيداً والعراق تنهشه مصالح دول الاقليم واميركا بمعونة الفرقاء من الاحزاب الحاكمة، الا من ذهب الى ساحات التحرير في بغداد والمحافظات ومن دعمهم بالكلمة والموقف كميرنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي