الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى انطلاقة الثورة،... فلتتجدّد الثورة

محمد بهلول

2016 / 1 / 10
القضية الفلسطينية


ونحن نحتفل بالذكرى الحادية والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، لا بدّ ان نطمح بأن يعود البريق الذي خفّت في وجدان المواطن الفلسطيني، وتعود مجدداً دفء الحرارة اليه، انه الطموح المشروع بتجدد الثورة واعادة تدفق الدماء في عروقها وشرايينها .
إذا عدنا إلى مسيرة واحد وخمسين عاماً، لا بدّ ان نتوقف امام اهم الدروس والاستخلاصات .
أولاً: ان التراجع المريب في موقع القضية الفلسطينية على الاجندة السياسية الرسمية والشعبية الدولية والاقليمية والعربية انما يعود أساساً الى واقع ذاتي فلسطيني أكثر مما هو ظرف خارجي مع التأكيد على أن كل الخارج سواء كان صديقاً أو خصماً أو عدّواً انما ساهم مساهمة فعّالة في الوصول إلى هذا الوضع، وهذا منطقي ومتوقع، فالأصدقاء همّهم وهو مشروع استخدام القضية أما الأخصام والأعداء فمنطقي التأخر والمعاداة والتهميش.
أما ما ليس منطقيّاً ، ان يتحول العامل الذاتي الفلسطيني- المركز القيادي الموحد للشعب بجغرافياته المتعددة وتنوع طبقاته وفئاته الإجتماعية، رغم مشروعية التجاذبات داخله إلى مراكز قياديّة عديدة، كل منها يستسهل التعبير عن جغرافيا محددة وأو فئة اجتماعية معيّنة، يستشرس بتمثيلها والنطق بمصالحها على حساب الكل الفلسطيني، المتعدد الجغرافيات والمتنوع المصالح.
هذه المراكز القيادية، تحت وطأة القراءة الواقعية لموازين القوى، او استسهال الالتصاق بمراكز خارجية "عربية- اقليمية- دولية" دفعت بالوحدة السياسية الفصائلية والوحدة الشعبية المجتمعية أشواطاً عديدة إلى الوراء، حتى بات الانقسام مصيراً محتوماً والانقسام داخل الانقسام واقعاً بدون رفة جفن، وتداخلت العوامل الخارجية حيث بات حاسماً قرارها، والأوضح صورة، ان الصراع داخل المنظومة الخارجية يهمش العامل الفلسطيني تحت حجج الأولويات الإقليمية، وانسجام العامل الخارجي يزيدها تهميشاً تحت حجة الثقل الاسرائيلي مقارنة بالثقل الفلسطيني.
ما المبرر، مع انسجام الحامي العربي الاقليمي- الدولي لمراكز القرار الفلسطيني عدم الدفع باتجاه تجاوز الانقسام السياسي سوى اولوية العامل الاسرائيلي وثقله في مواجهة المحور الاخر.
ثانياً، التراجع المذهل للهوية الوطنية الفلسطينية امام الهويات الاخرى، على ضفتي التجاذب الاقليمي " الهوية الاسلامية السياسية بتلاوينها المختلفة او الهوية المقاومة... الخ"
أليس مستغرباً تراجع حتى الخطاب الاعلامي بالتأكيد على شرعية التمثيل الفلسطيني المحصور سياسياً ووطنياً وقانونياً بمنظمة التحرير الفلسطينية، والتشكيك الرسمي والشعبي الخارجي والفلسطيني بوحدانية وشرعية هذا التمثيل.
ان تراجع الوطنية الفلسطينية له "كما كل العالم" أساسه الاقتصادي المتمثل بتبوء البرجوازية الطفيلية الريعية وجهازها البيرقراطي المتضخم، مركز الصدارة في المجتمع الفلسطيني على حساب البرجوازية الصناعية والطبقات المنتجة، وتشابكها مع المصالح الخارجية لدرجة الذوبان داخلها، واصرار العناصر العليا من الفئات المتوسطة للبحث عن دور اقتصادي واجتماعي وسياسي وجد تعابيره بالانغماس بمشاريع عابرة للحدود.
العامل الذاتي الفلسطيني هنا أيضا حاسماً، فالقوى المفترضة للدفاع عن الهوية الوطنية او الفلسطنة اذا جاز التعبير هي في حالة تناقض في المصالح وفي حالة وهن لا تمكنها من المواجهة المتواصلة، اما تعييرات الطبقات والفئات الاكثر جذرية في الحفاظ والدفاع عن الهوية الوطنية فهي في حالة ارتباك ناتجة عن الدوران في فضاءات متنوعة تستسهل الانتقاء من بينها عوضا عن طرح مشروعها الخاص والمستقل.
طبعا، المجال هنا لا يكفي لتوضيح تفصيلي وتعداد اشمل للاستخلاصات .
مع التاكيد على ان الموضوع قابل للنقاش والجدل، الا انه مع احتفاليتنا بذكرى انطلاقة الثورة، يبقى العنوان هو في تجددها واعادة احياء نظرية الشعب المقاوم بديلاً عن نخبة هنا او هناك، لا ترى في الشعب سوى ادوات استخدامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال