الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكامل في الأدوار بين الجدل العقيم والأداء الباهت

محمد بهلول

2016 / 1 / 10
القضية الفلسطينية


عشرات الساعات يقضيها القيّمون على مجتمع اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان بشقّيه السياسي- الفصائلي أو الشعبي- المجتمعي في جدل عقيم وسجال دائم حول ضرورة التكامل في الأدوار ما بين القوى السياسية- الفصائلية والهيئات الشعبية سواء مبادرات شعبية وشبابية أو لجان أحياء وقواطع ومؤسسات وجمعيّات أهليّة، الا ان النتيجة المحقّقة على أرض الواقع وميادين الضغط والتأثير لا تنتج إلا جزءاً يسيراً يتمثّل باعتصامات نخبوية لا يتعدى المشاركون فيها في كثير من الاحيان اصابع اليد الواحدة يستمعون بلا مبالاة لبازار من الخطب الرنّانة والتي بالعادة تكون صورة فوتوكوبيّة تصلح لكل زمان ومكان وعشرات بل مئات الصور الجماعية والفردية لتملأ مواقع التواصل الاجتماعي.
التكامل يعني تقسيم العمل وفق أجندة واضحة تنطلق من طبيعة المصالح التي تمثّلها الجهة المحدّدة وأهدافها ومهمّاتها.
فالفصائل والقوى السياسية التي تبقى مرجعيّتها "رغم الملاحظات" المصالح الوطنية لعموم الشعب والأقدر على تحديد الأولويات انطلاقاً من شموليّة رؤيتها للواقع بتشابكاته الداخلية والخارجية، هي إذن ترسم الخطوط العريضة للوجهة العامّة وتقوم عبر هيئاتها المحليّة على توحيد الجهود كافّة ، سواء بشكل مباشر عبر الأطر السياسية أو بشكل غير مباشر عبر الهيئات المرجعيّة المجتمعيّة "الرسميّة نوعاً ما" والمقصود اللجنة الشعبيّة وان تعدّدت بحكم الانقسام السياسي- الفصائلي.
الواقع يشير صراحة إلى ان الأداء المباشر أو غير المباشر للفصائل والقوى السياسية وفي ظل وجود مرجعيّات موحّدة رغم الإنقسام وآليّات تنسيق ما بين اللجان الشعبية على تعدّدها لا زال قاصراً على الأوامريّة والنظرة الإستخدامية للحركة الشعبيّة ، أي تحديد الخط العام بجانبه الإعلامي "بيانات" والدّعوة الشكليّة لآليات تحرك، دون الغوص بعمل يومي تراكمي لتعزيز العلاقات مع الأطر الشعبية المعترف بها رسميّاً وواقعيّاً أي لجان الأحياء والقواطع، بمعنى آخر عدم أو شكليّة وجود لقاء تشاوري دوري يحدد المخاطر وآليّات التحرّك، وبالتالي يصبح الجميع أمام مسؤوليات التوضيح للناس كمدخل لإقامة علاقة جدّية ما بين الهيئات الفصائلية والشعبية وجمهور الناس مع استثناءات محدّدة آخرها ما قامت به لجنة حيّ حطّين وهي خطوة غير مسبوقة تشكل نمودجاً ايجابيّاً يجب ان يتعمّم.
بالمقابل، بشكل متعمّد عند البعض أو ردّة فعل عند الاخرين، تقوم المبادرات الشعبية والجماهيرية ولجان الأحياء والقواطع بتجاوز واقعي وان تغلّف بكلام معسول عن التكامل وتبادل الأدوار للفصائل والقوى السياسية وتذهب بتجاوز واضح وتحدّي مباشر إلى التصدّي إلى مهمات وأدوار هي من صلب مهمات الفصائل وبنفس الاسلوب الأوامري الاستخدامي للناس. النتيجة واقعيّاً، هي ساعات جدل عقيم لا تنتج قوّة ضغط فعلية مؤثرة على مغتصبي الحقوق الفعليّين.
الحلّ بكل بساطة، توحيد اللجان الشعبية وتحويلها من تحالف فصائلي الى اطار مجتمعي يضم الجميع من فصائل واتحادات ولجان احياء وقواطع ومبادرات شعبية وشبابية.
الخطوة الاولى، لقاء تشاوري دوري يضمّ اللجان الشعبية الحالية وكافة المبادرات ولجان الاحياء والقواطع والجمعيات، يترسم للبحث حصراً بالقضايا الاجتماعية والخدماتية، وتشكيل قوّة مجتمعية مؤثرة بوجه مغتصبي الحقوق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا