الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-1

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2016 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-1

أعتقد أن كريم أحمد كتب، في مجمل مذكراته، حول العديد من المواضيع بكيفية حاول من خلالها دحض كل ما جاء في مذكرات بهاءالدين نوري، التي جاءت صريحة وبالاسم و معظمها سلبية بحق كريم أحمد، إلا أن كريم أحمد إتخذ أسلوباً غير مباشراً للتفنيد، رغم وضوح ظلال مذكرات بهاءالدين على قلمه. أستطيع أن أزعم بأن كريم أحمد حاول التستر على هذه النية عن طريق تجاهله الكلي، في مذكراته، وعدم الإشارة الى مذكرات بهاءالدين نوري التي نُشرت على شكل كتاب في شهر أب عام 2001 ، فيماأصدر كريم أحمد مذكراته بعنوان (المسيرة) نهاية عام 2006 وهل من المعقول عدم إطلاع ومعرفة كريم أحمد بكل ما كتب عنه بهاءالدين نوري. لا يندرج مثل هذا المنهج، حسب قناعتي، ضمن الحد الأدنى من الموضوعية المطلوبة عند كل من يوثق للتأريخ.
لقد لجأ كريم أحمد حتى الى التمييز عند ذكر أسماء الاشخاص، عندما يذكر العديد من الأسماء المحببة إليه يبدأ بكلمة "الرفيق" و بالمقابل إختزل إسم بهاءالدين نوري إلى(بها) في كثير من الحالات، هذا دليل أخر على أن كريم أحمد لم يكن خالياً من ردود الأفعال تجاه ما ذكره بهاءالدين نوري في مذكراته. هو، في نظري كمعظم رفاقه في الدرب، إهتم للحفاظ على صورته الوردية في ذاكرة مريديهم وإن كانت على حساب الحقائق التأريخية.
يلاحظ بأن العديد من الذين سوقوا لأنفسهم، من خلال كتاباتهم أو مقابلاتهم المنشورة كانوا الحاملون المعروفون لراية الشيوعية في العراق، حولوا أقلامهم إلى سكاكين وخناجر في الخاصرة، ولم يكتفوا بما شحذوه من سكاكين للانقضاض على رفاقهم خلال نضالاتهم اليومية حتى في أحلك الظروف، ضمن محاولاتهم المستميتة لاحتلال المراتب العليا في الحزب الشيوعي الذي كان له مكانته عند السوفيت قبل الإنهيار، إمتد هذا الخصال حتى بعد أن أصبحوا بعيدين عن النشاط السياسي بحكم تغير الظروف أو حكم العمر والزمن.
لهذا نرى بأن كريم أحمد لم يقف في مذكراته برهة واحدة عند عبارة مثيرة وردت في رواية بهاءالدين نوري وهي:
((لكن حادثا واحدا على الأقل ألقى ظلال الشك على أن الفريق المعارض من السجناء كان يخطط للانشقاق مسبقاً. ذلك أن مسؤول منظمة النجف الحزبية عبد الأمير الخياط، الذي سجن في تلك الأيام لفترة معينة وخرج من السجن قبل الإنشقاق، كان قد هيأ كل شئ في مدينته لاستقبال ودعم الإنشقاق. وأظن أنه إتفق معهم على ذلك قبل خروجه من السجن. وربما كان موقفه الموالي لهم أحد عوامل التشجيع على الانشقاق.))
وبالمقابل أضاف كريم أحمد أربيل الى قائمة بهاءالدين نوري للمنشقين بهذه الإضافة يَرِدْ إلى الخاطر أسئلة شيطانية عديدة منها: هل كان للبريطاني الذي استوطن في أربيل تحت إسم " عبدالله سكوت " دوراً ما خلف الستار"؟ هل كان سكوت أخر مستوطن في النجف تحت إسم حيدر إو على شاكلته؟ هل كان كريم أحمد يؤدي دور الإله الروماني "جانوس" في تلك الفترة؟
لا أحد، كما يبدو، ممن كتبوا عن هذا الإنشقاق جال في خاطره، ربما غَضُوا النظر عن، إحتمال كون هذا الإنشقاق مشهداً من مشاهد تعود لسيناريو أكبر لتحقيق هدف إستراتيجي كان مدير الأمن العام الپاشا بهجت العطية ومستشاريه وضعوا له البرنامج قبل سنوات عديدة من الحدوث الفعلي للإنشقاق بتشكيل حزب شيوعي أخر ينافس الحزب الأم، أو تحقيق طموح أكبر بوضعة تحت قيادة يُعاونهم في تحقيق غايات إستراتيجية.
لنترك هذا الهذيان ونعود إلى رواية كريم أحمد حول إنشقاق جماعة راية الشغيلة لنستنتج منها ما يلي:
1-يُستشف من رواية كريم أحمد بأن مسؤولية إستفحال المشكلة تقع على بهاءالدين نوري والإنشقاق الفعلي حصل بعد عملية الطرد.
2-يبعد كريم أحمد عن نفسه تَبِعَة تسمية جماعة راية الشغيلة ب" راية البلاط " ويضعه على رفاقه الأخرين في السجن.
3- يذكر كريم أحمد عن إتصالاته المتعددة عن طريق سليم الجلبي مع راية الشغيلة وكان موقفهم متصلباً.
على أثر ذلك اضطر الى أن يرسل رسالة إلى حميد عثمان طالباً منه الإجتماع مع عزيز محمد لإقناعه بمعالجة الموضوع لإعادة الوحدة إلى الحزب الشيوعي، بين له حميد عثمان في رسالته الجوابية بأن عزيز محمد متجاوب مع مساعي معالجة المشكلة وإن القرار بيد جماعته خارج السجن. وبعد ذلك ظهر بعض المرونة و وضعوا شرطاً حول قيام حزب شقيق كالحزب الشيوعي السوري ليكون حكماً بين الجانبين، وكان الحزب الشيوعي العراقي متمسكاً برأيه، مقابل ثبات الحزب الشيوعي على موقفه: نقد جماعة راية الشغيلة لموقفهم بالإعتراف بخطأ الإنشقاق وحل تنظيمهم بدون قيد أو شرط ويستسلموا للحزب.
4-أيد خالد بگداش وجهة نظر الحزب الشيوعي العراقي في معالجة المسألة عندما فاتحه حسين أحمد الرضي بالموضوع أثناء تواجده في دمشق.
++++++
حول الإجتماع الذي حصل في سجن بعقوبة بين عزيز محمد وحميد عثمان المذكور في رواية كريم أحمد هكذا يروي الشيوعي المخضرم زكي خيري في الصفحة 168 من كتابه" صدى السنين في ذاكرة شيوعي مخضرم" صدر في السويد نهاية عام 1995، حيث كان ضمن السجناءالموجودين في سجن بعقوبة وقتئذ :
(وذات ليلة زار عزيز محمد، وكان على رأس جماعة راية الشغيلة في القسم الاخر من السجن، زار حميد عثمان واختلى به نحو ساعة من الزمن وانصرف.
وفي صباح اليوم التالي جمع حميد عثمان الرفاق في أكبر قاعة في السجن وألقى كلمة وهو واقف الى جانب الصبورة وبيده الطبشورة قال فيها:
- إن ميثاق الحزب الجديد غدا ملغياً! وأكد ذلك بالطباشير على السبورة فانفجرت غاضباً على هذا التصرف الفردي الفضيع المرتجل قائلاً:
- شخص واحد في السجن ومن دون أي تخويل يشطب بجرة طباشير فجأة على وثيقة برنامجيه اتخذتها الهيئة القائدة، اللجنة المركزية وثقف بها الحزب ردحاً من الزمن!!
وبعد أن سكت لا حظت الوجوم الذي سادالقاعة وسمعت حميد عثمان محتجاً على صياحي. لم يجرأ على طردي من التنظيم ولكنه شدد المقاطعة ضدي.
دبرت الهيئه المسؤولة عن التنظيم السجني تهريب حميد عثمان من السجن ليقود الحزب على الساحة (( كهدية غالية)) على حد تعبير خلفه هادي هاشم وفي ساحة النضال اكتشف الحزب سوء معدن حميد عثمان فطردوه من صفوفه وبمرور الأيام عرى حميد عثمان نفسه بنفسه تماماً كعدو تافه للحزب).









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسار التهدئة في غزة يتعقد.. حماس تقول إنها -لا تعرف- عدد الر


.. جنوب لبنان يحترق .. وميقاتي يستغيث بالمجتمع الدولي! | #التاس




.. الأردن.. مظاهرة قرب السفارة الأمريكية في عمان تضامنا مع غزة


.. دعوات لمحاسبة جندية إسرائيلية احتفت بانتهاك جيش الاحتلال مسج




.. (عنوان الفيديو) | بي بي سي نيوز عربي