الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إمكانيات السعودية وإيران الرهيبة التي لا يعلم بها الدجالون..

ماهر عدنان قنديل

2016 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بدأت الحروب بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بحرباً باردة أي إيديولوجية وإعلامية عندما حدثت الثورة الخمينية سنة 1979، ثم تحولت إلى ما يشبه "البروكسي وار" (الحروب بالوكالة) في سوريا واليمن ولبنان والعراق في السنوات القليلة الماضية من خلال دعم السعودية لجماعات في سوريا ولبنان ودعم إيران لجماعة الحوثيين في اليمن وجماعة حزب الله في لبنان، ثم بدأت مرحلة ثالثة في الولوج وهي الحرب الدبلوماسية التي إنطلقت منذ أيام قليلة بعد إعدام نمر باقر النمر في السعودية ما أسفر عن بعض الإحتجاجات من السلطات الإيرانية التي أزعجت السلطات السعودية، فتم بعدها قطع العلاقات الدبلوماسية من طرف المملكة وسارت على منوالها دولاً أخرى كالإمارات والسودان وقطر والبحرين وجيبوتي..إلخ وساندتها معنوياً دولاً كتركيا وباكستان وغيرهما..
أما الأخطر فيما يحصل هو التصعيد المقلق الذي يبشر بالدخول في مرحلة رابعة من مجموعة هذه الحروب السعودية الإيرانية ألا وهي الحرب الساخنة التي تعني المواجهة المباشرة وجهاً لوجه بين جيشا البلدين وهي المرحلة الأعنف.. ورغم إنني شخصياً أستبعد ذلك على الأقل في المدى القريب حيث لا إيران مستعدة لذلك ولا السعودية بل أرشح بقاء الحرب دبلوماسية ما يعني إستمرار بعض الدول القريبة من السعودية قطع علاقاتها بإيران مع استمرار دولاً أخرى محايدة تقف على مسافة واحدة بين البلدين محاولاتها إيجاد حلاً للأزمة بين البلدين، وبذلك ستستمر هذه الحرب الدبلوماسية لفترة طويلة.. ثم ستنفرج بشروط جديدة وواقع جديد أو أنها ستبقى العلاقات الدبلوماسية مقطوعة.. ولا أتوقع أنها ستصل إلى مرحلة الحرب الساخنة..
ورغم أنني أستبعد ولا أتمنى حرباً مباشرة بين البلدين نسبة إلى القوة العسكرية والسياسية والإعلامية والمادية التي تمتلكها الدولتين، بل أن إمكانياتهما العسكرية لا تقتصر على جيشاهما بل تتعدى ذلك إلى جماعات موالية لهما في العديد من المناطق في العالم (إفريقيا وأسيا وفي دول الشرق الأوسط..إلخ) بل نستطيع أن نقول أن جيوشاً لدول بعينها تقف بجانب هذا أو ذاك.. ففي حالة حدوث حرب بين البلدين نستطيع أن نعتبر ذلك خسارة كبيرة للبلدين وللمنطقة ككل حيث سيدمر أحدهما الأخر ولن يستفيد أي منهما أكثر من الأخر بل سيكون الخاسر الأكبر هو البلدين والمنطقة برمتها ولا تستمعوا لبعض المشعوذين والدجالين من رجال التحليل السياسي الذين يظهرون على الشاشات لإظهار القوة العسكرية والسياسية الجبارة لطرفاً على الأخر وكأنهم يتحدثون عن مباراة في كرة القدم ستلعبها السعودية مع إيران، أو من خلال رجال الدين الذين يحاولون إظهار أحقية مذهباً على الأخر بأي وسيلة كانت، بصراحة، هؤلاء الدجالين من رجال السياسة والدين والإعلام..إلخ هم من أوصل منطقتنا إلى هذه الحالة من خلال خرافاتهم وخزعبلاتهم التي تطورت وأصبحت كالقنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في المنطقة وتحرق الأخضر واليابس..
لا يعلم هؤلاء أنهم يتكلمون على دولتين اسمهما المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية يشكلان لوحدهما قوة عسكرية وسياسية وإقتصادية ومالية وثقافية ضاربة رهيبة وخارقة.. ولا يعلم هؤلاء تأثير السعودية وإيران الكبير في العالم، وأنهما يلعبان على مساحات شاسعة تمتد من إفريقيا الشرقية إلى إفريقيا الغربية مع بعض النفوذ في إفريقيا الشمالية وأيضاً في الشرق الأوسط وشرق أسيا كباكستان وأفغانستان وأذربيجان، ولهما كذلك سياسة مؤثرة موزعة في العالم تتفوق على تأثير فرنسا وبريطانيا والقوى العظمى القديمة.. بل أصبحت بعض مراكز القرار أو اللوبيات في فرنسا وبريطانيا وألمانيا أو حتى في أمريكا أدوات في أيدي السعودية وإيران مادياً أو إيديولوجياً..
كيف إذن إذا دخل البلدان في حرب ساخنة كيف ستكون عليه الأمور حينها؟ ومن سيستفيد؟
نحن كشعوب المنطقة لا نريد حرباً بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.. بل نريد إتحاد الدولتين لمواجهة المخاطر التي تواجهها المنطقة والدخول في محور واحد (قد يضم دولاً أخرى) والوضع اليد باليد للمصالحة العامة وللتنمية الشاملة في المنطقة.. وليس للمهاجمة والمواجهة وتحريك الصراعات..
ستعود العلاقة بين البلدين وهذا ما نأمل به، وهذا ما أظن أنه سيحدث قريباً..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات في لندن بعد محاولة منع ترحيل مهاجرين


.. تفاعلكم | مشروب أوتزمبيك.. ترند جديد لخسارة الوزن!




.. توسيع تعريف -معاداة السامية- يواجه مصيرا غامضا في -الشيوخ- ا


.. تفاعلكم | تغيير صادم في قائمة المخاطر التي تهدد العالم




.. -واشنطن بوست-: تعاطي بايدن مع الحراك الطلابي الداعم لفلسطين