الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((خلاصة اجتماع الجامعة العربية ... سجّل أنا عربي ...فقط ..!!)) .

مرتضى عصام الشريفي

2016 / 1 / 12
السياسة والعلاقات الدولية


لو تتابع الكلمات التي قيلت في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية في الدول العربية؛ لرأيت بأمّ عينيك بؤس الدبلوماسية العربية، وليس كلامي هذا دفاع عن إيران، ودورها في المنطقة، بل هو كما أزعم تقييم لرؤية هؤلاء الوزراء في الأحداث الجارية في الشرق الأوسط .
.
بدأت هذه الجلسة الاستثنائية، وانتهت؛ لإدانة إيران فقط في تدخلها السافر ــ كما تدّعي هذه الجامعة ــ في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، ولم تذكر غير هذا البتّة؛ وكان الأجدر بها مناقشة الأوضاع الراهنة في بلدانها، ومحاولة التوصّل إلى حلول، ولو مؤقتاً؛ لكن للأسف، فقد كان إغفال هذه المناقشات مقصوداً، والهدف الرئيس من انعقاد هذه الجلسة هو أنْ تحظى السعودية بالدعم العربي؛ ليقوى موقفها أمام أسيادها أمريكا، وبريطانيا؛ كي تمارس دوراً دولياً فعّالاً كما يخيّل لها؛ لتصبح ندّاً لإيران، وهذا ما لا تستطيع تحقيقه؛ لأنّ المعادلة الدولية أعقد ممّا تتصوّره .
.
السذاجة المفضوحة التي بدت ظاهرة في هذه القمّة التي كما قلت : أفصحت عن بؤس الدبلوماسية العربية هي إدانتها التدخّل الإيراني في الشؤون الداخلية للبلدان العربية؛ لأنّه مخالف للمعاهدات الدولية، والأعراف الدبلوماسية في العلاقات العامة بين البلدان؛ لكن لا ضير لو تدخّلت الدول العربية في شؤون بعضها، فالسعودية اليوم التي تتدخّل في سوريا، واليمن، والعراق، ولبنان، والبحرين لا يعدّ تدخلّاً ، بل هو كما تدّعي السعودية للحفاظ على هذه البلدان من التمدّد الإيراني .
.
ومثل السعودية في هذا التدخّل مثل العاهرة التي تجاهر بعريّها؛ فهي لا تستحي من دعمها للإرهاب بالمال، والسلاح، ولا تتحرّج من قتلها للأطفال، والنساء، والشيوخ في اليمن، ولم يعرق جبينها عندما فضحها الاتحاد الأوربي، ومن قبله هيلاري كلينتون بدعمها للإرهاب، تغافلت هذه الجامعة كلّ هذا الكلام، وجاءت لــ(حزب الله) لتضعه في خانة الإرهاب، وحزب الله قد ستر عورات العرب بحربه مع إسرائيل؛ لكن العرب لا تستحي ....!! ، فهي قد حقّقت حلم إسرائيل في تحويل الصراع العربي الإسرائيلي إلى الصراع العربي العربي، واليوم جاءت لتجذّر هذا الصراع بدعاوى ساذجة، فالعرب اليوم تقتل بعضها بعضاً بدعوى التدخّل الإيراني في شؤون بعضها الذي يكشف فشل العرب في حلحلة أزماتهم .
.
كنت قد قرأت سابقاً عن مأزق القومية، والعلاقات الدولية؛ لكنّي لم أكن أتصوّر أنْ تصل الأمور لهذه الدرجة، من تزييف الحقائق، وغمط الحقوق، فالتدخّل من أيّ دولةٍ مرفوض سواء كانت عربية أم أجنبية أم عجمية، فالتلاعب بمصائر الدول، والشعوب من أبشع صور الطائفية، وللأسف السعودية مصدر هذه الطائفية التي عمّت بلدان الوطن العربي .
.
لذلك كانت هذه الجامعة مهزلة حقيقية بكلّ المقاييس الدولية، والأعراف السياسية، ومن حسن حظّ لبنان أنْ رفضت أنْ تصوّت على بيانها الختامي الهزيل؛ لتخرج بثوبها طاهراً غير ملوّث بنجاسات السعودية، ومن وقف معها في تأييدها بإدانة التدخّل الإيراني، وهي قد كشفت السعودية عن هواجسها من مستقبل هذا الصدام بينها، وبين إيران، فهي اليوم تعيش فوبيا إيران؛ لأنّها تعرف من هي إيران، وما تستطيع فعله لو تمادت ....!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح