الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قراءة استشرافية للاوضاع العراقية
شمخي جبر
2016 / 1 / 12اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قراءة استشرافية للاوضاع العراقية
(ورقة قدمت الى مؤتمر ميسان لتنسيقيات الحراك المدني الذي عقد نهاية العام 2015 )
الاصدقاء الاعزاء
المجتمعون هنا يمثلون نخبة مهمة من شباب وناشطي ومثقفي العراق ، ممن امتلكوا خبرات كبيرة من خلال اسهاماتهم في الحراك المدني منذ سنوات .كما ان البعض دخل دورات تدريبية في المدافعة وكسب التأييد او في العمل المجتمعي بأنواعه كافة .
لهذا تقع عليكم مسؤولية التصدي للفساد والانحراف سواء كان في المجتمع او الدولة ، وهذه المسؤولية تترتب عليها مشاق وعمل دؤوب لمواجهة المتغيرات خصوصا ونحن نعيش لحظة سياسية واقتصادية حرجة تلقي بظلالها على الدولة والمجتمع .
من هنا علينا ان نتسائل عن الكيفية التي ستتم بها مواجهة العام 2016 في ظل الازمة الاقتصادية وحالة التقشف التي بدأت منذ الان من خلال اجراءات اقتصادية واضحة للجميع وقد يتضرر منها الجميع وبخاصة الطبقات الفقيرة .اذا ستكون لكل هذا انعكاساته على الفرد والمجتمع ..
الفترة القادمة تحتاج من يتصدى لها وبخاصة قادة المجتمع المدني ومنظماته واللجان التنسيقية للحراك المدني / مستمرون بأعضائه وجمهوره وما يمكن ان يستطيع تعبئته من طاقات مجتمعية وبخاصة من فئة الشباب .الواقع وحقائقه تضعنا امام مسؤولياتنا تجاه مجتمعنا ، في ظل النزوح والهجرة الداخلية والخارجية ، فضلا عن الجريمة المنظمة التي تتصاعد وتائرها من الان.
نحن نعتقد ان الفقر والفاقة والعوز هو المحرك لما يقع من جرائم وان كان بعضها يقع بدوافع او بأجندات سياسية ماكانت لتنجح لولا الواقع الاقتصادي المتردي. اذ يجد الفاعلين العنفيين والجنائيين مايريدونه من طاقات شبابية متاحة لضمها الى صفوف العنف والجريمة.
كما اننا امام هذا التحدي الذي قد يمتد الى مؤسسات الدولة فتتفشى ظاهرة الرشوة والفساد المالي مع انها موجودة ويمكن ان تزداد خلال الفترة القادمة ، فهي يمكن ان تزداد حين تسوء الظروف الاقتصادية اكثر مما هي عليه الان.
والاخطر من هذا كله ان تمتد الى الاجهزة التنفيذية الامنية والقانونية وهو مايشكل تحدي لحياة الناس واستقرارهم وامنهم .
مشاكل عديدة ظاهرة للعيان الان ربما تزداد ظهورا في القادم من الايام كمشكلة ازدياد نفوذ العشائر وتغييب القانون ، او ما يتعلق بالشباب كانتشار ظاهرة المخدرات والعقاقير المخدرة تجارة وتعاطي.
اكثر الشرائح تأثرا بهذا هم شريحة الشباب فهم يشكلون نسبة كبيرة من السكان باعتبار العراق من الدول الفتية التي ترتفع فيها نسبة الشباب قياسا للسكان .
كما ان الفقر والبطالة الذي يعيشه الشباب يجعلهم طعما سهلا لجميع المشاكل الاجتماعية . كما ان هذه الفئة يمكن النظر لها باعتبارها قنبلة موقوتة قد تنفجر بين الحين والاخر حين تتوفر ظروف الانفجار ، وقد يعجل بأنفجارها الواقع الاقتصادي المتردي ، كما ان هؤلاء الشباب وقود سهل الاشتعال في زمن الازمات الخانقة التي نحاول استشراف افاقها من خلال ورقتنا هذه . وكذلك هم سلاح ذو حدين فهم سلاح واداة للتنمية والاعمار والبناء ان اجدنا بنائهم واعتنينا بهم وقد يكونون سلاحا للتخريب ان تركناهم لشذاذ الافاق من المجرمين والافاقين وسياسي الصدفة اللذين دمروا العراق .
هناك اجندات عديدة تلعب في الفراغ الذي تركته الدولة لضعف مؤسساتها ، هذه الاجندات تسعى لسد هذا الفراغ سياسيا وقيميا وثقافيا وقد بدأ يتسع الان في ظل الاوضاع التي نعيشها .
الخراب القيمي والاخلاقي والسلوكي والثقافي قد يتصاعد كلما ضعفت الدولة واصبحت اذرعها قصيرة وبخاصة في المجال الاقتصادي ، وقد تكون هناك اوضاع اجتماعية تشبة اوضاعنا خلال عقد التسعينات وما سببته من ضغوط على روح الفرد والمجتمع وما خلفته من خراب قيمي ما زلنا نعيش آثاره حتى الان .
العداء المستمكن في عقل الفرد ضد مؤسسات الدولة نتيجة لتهميشه وحرمانه من حقوقه قد يتصاعد في ظل تراجع او ذبول قيم المواطنة التي لم تترسخ في ضمير ووجدان الفرد والمجتمع،وهي لم تترسخ في اي وقت من الاوقات في عراقنا..لكن هل نستطيع ان نستبق كل هذا ونضع خططا ملائمة للقادم من الايام؟
جميع انظار العالم تتجه الى العراق ، فهنا مفاتيح الكون هكذا يقال في عوالم الغيب وعوالم الجغرافيا والسياسة، هكذا تفكر دول الجوار ، والدول الاخرى ... فالجميع يريد ان يحل مشاكله هنا في العراق.الجميع يريد ان تتحول الساحة العراقية الى ساحة تصفية حسابات ، لهذا اقول علينا ان لا نتحول الى بيادق شطرنج يحركها هذا الطرف او ذاك.
علينا ان نسعى وبجميع الطرق والوسائل الى عدم السماح باستخدام طاقاتنا المادية والبشرية في هذه الصراعات .لانريد لعراقنا ان يتحول الى رقعة شطرنج للصراعات الدولية كما نرفض ان نكون بيادق في هذه الرقعة ، فنحن لدينا ارادتنا وطاقاتنا .اعتقد ان الشباب الناشط المدني يمكن ان يكون صمام امان لدفع الشر عن العراق والدفاع عن وحدته المستهدفة.
الاصدقاء الاعزاء
لن تستمر الدولة بممارسة دور المعطي الواهب كما تعودنا هذا، ولا هي الاب المسؤول عنا بكل تفاصيل حياتنا وشؤونها .
الدولة ولمواجهة متطلبات الاوضاع الحالية والقادمة ومواجهة استحقاقات اقتصاد السوق ستتخلى عن الكثير من الحلقات والادوار والمهام والوظائف التي كانت تقوم بها .من هنا اعتقد علينا ان نجد تحالفا مجتمعيا مع القطاع الخاص من اجل سد الفراغ الذي ستتركه الدوله في بعض حلقات الخدمات .ارجو ان لا ينظر لما اقوله بأعتباره قراءة في صفحات سوداء قاتمة ، فأوضاعنا اكثر قتامة مما قلته . فانا لا احاول ان أطفئ مصابيح الواقع لاصنع الظلمة (مصابيح عقولكم اكبر من ان استطيع اطفائها ) بل انطلق من واقع ووقائع من ظلمة نعيشها فاسعى الى قراءة القادم من الايام .
بغداد 24 / 12 /2015
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. قتل طالبة وانتحر.. شاهد لحظات إطلاق نار مميت في كافتيريا مدر
.. الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعتقل الزميل محمد الأطرش من منزله
.. نتنياهو يقول إن اتفاق غزة ينص على أن إسرائيل ستتحكم بمعبر ر
.. انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في بلدة كفر شوبا جنوبي
.. أسعد الشيباني: رؤية الإدارة الجديدة تقوم على إشراك كل السوري