الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة الكون والإنسان ح 1 الإنفجار العظيم

محمد الحداد

2016 / 1 / 13
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


قبل 13.79 ألف مليون سنة كان هناك إنفجار عظيم جداَ، بدأ به تكًون الكون والزمن في آن واحد، هذا الإنفجار لم يحدث في منطقة نستطيع تعيينها الآن، حيث أنه حصل بكل مكان في الكون مما نعرفه الآن.
طبعاَ قبل أن أكمل، أود القول بأن هذه نظرية تسمى بالإنفجار العظيم، وهي أحدث ما توصلت إليه الفيزياء النظرية والفلك في وقتنا الحالي، فقد يأتي ما يدحضها مستقبلاَ، أو ما ينفيها كلية، ولكن ما تزال كل الملاحظات العلمية والقياسات تشير لصحتها، منها قياس شعاع الخلفية الكونية، والتوسع الكوني.
جاءت هذه النظرية كتفسير للتوسع الكوني، حيث بملاحظة المجرات داخل كوننا وجد أنها جميعا تبتعد عنا، أي عن سكان الأرض، وتبتعد عن بعضها البعض، وبمرور الوقت تزداد سرعة التوسع، ووجد أن البعيدة عنا تبتعد بسرعة أكبر من الأقرب الينا.
ونظريا بالعودة بالزمن للوراء، فهذا معناه أن هذه المجرات كانت أقرب لبعضها البعض مما هي عليه الآن، وكلما رجعنا بالزمن أكثر كلما كانت المسافات بين المجرات أقل، حتى وصل علماء الفلك والفيزياء النظرية الى حساب مقدار هذا الزمن بالعكس، اي بالرجوع للوراء بالزمن، فوجدوا ان الكون كله كان متركزا في نقطة واحدة قبل 13.7 مليار سنة أرضية ( ألف مليون سنة أرضية التي تحوي 365 يوم في كل سنة، و24 ساعة في اليوم، و 60 دقيقة في الساعة، و60 ثانية في الدقيقة )، حيث هناك سنين تختلف عن السنة الأرضية، فكل كوكب يدور حول شمس له سنة هي عبارة عن الزمن الذي يستغرقه ذلك الكوكب حتى يكمل دورة واحدة حول شمسه.
حيث طول سنة كوكب عطارد تساوي 88 يوم أرضي (اي 88 يوم مضروبا في 24 ساعة مضروبا في 60 دقيقة مضروبا في 60 ثانية)، بينما السنة في المريخ هي 687 يوم أرضي، وفي الزهرة 224 يوم أرضي، وهكذا بقية الكواكب.
بدأ الإنفجار العظيم من لا شئ، حيث من الخطأ قول البعض بوجود بيضة كونية بها كل المادة الموجودة الآن، أو أنه بدأ بنقطة تحوي كل المادة وذات كثافة لا نهائية، فالمادة لم تكن قد خلقت بعد.
حسب نظرية الكم(الكوانتم) فأنه يمكن للأجسام الدون ذرية ان تتواجد بمكان، ثم تختفي لتظهر بمكان آخر، وهكذا تستمر بالظهور والإختفاء، ولا يوجد ثبات دائم لها.
وهذا ما حدث عند الإنفجار العظيم، فقد ظهر لحظياَ دون سابق إنذار، وكان في لحظاته الأولى انفجار هائل في المكان، ترتب عنه خلق الأبعاد الثلاثة التي لم تكن موجودة قبله، وبه ابتدأ الزمن، حيث لا زمن قبله، أي أنها لحظة الخلق الأولى بالنسبة لكوننا الذي نعيش فيه.
والثانية التي نعرفها تعتبر فترة زمنية طويلة جدا لقياس الزمن في بداية الخلق، لذا أوجد الفيزيائيون زمن أصغر كثيرا من الثانية أسموه زمن بلانك (نسبة لعالم الفيزياء الشهير ماكس بلانك)، حيث الثانية الواحدة تحوي رقم 2 وأمامها 43 صفر، أو لتقريب الفكرة نقوم بتقسيم الثانية الواحدة الى 20 مليون مليار مليار مليار مليار جزء، فيكون زمن بلانك هو واحد فقط من هذه الأجزاء، وهذا الزمن القصير جدا يفيدنا بفهم ما حدث بالخلق الأول، وباللحظات الأولى جدا من أجزاء الثانية.
من لحظة الصفر وبدأ الإنفجار لحد مرور زمن بلانك واحد، بدأ الكون من نقطة واحدة تحوي طاقة خالصة، لا وجود للمادة ولا كثافة لشئ كما يقول البعض، ولكن ذات حرارة عالية جدا تبلغ 1 أمامه 35 صفر درجة كلفن، أي 100 مليون مليار مليار مليار درجة كلفن، وهي لا تفرق كثيرا عن الدرجة المئوية عندما تكون الحرارة مرتفعة لهذه الدرجة، ولكن علميا تستعمل درجة كلفن بدل الدرجة المئوية، والفرق بينهما هو التالي:
درجة كلفن= 273 + درجة مئوية.
في زمن بلانك الأول لم تكن أي شكل من أشكال المادة قد خلقت، ولم تكن هناك أي قوة معروفة الآن قد وجدت بعد، فكل القوى الرئيسية الأربعة المعروفة الآن كانت مندمجة مع بعضها مكونة قوة واحدة لا نعرف عنها شئ لحد الآن.
القوى الرئيسية الأربعة هي، الجاذبية، الكهرومغناطيسية، النووية القوية، النووية الضعيفة.
فقوة الجاذبية هي التي تحافظ للكواكب والاقمار ان تستمر بمداراتها حول نجومها، وتبقي النجوم داخل مجراتها، بل وهي القوة الرئيسية الاولى المسؤولة عن شكل كوننا الحالي.
والقوة الكهرومغناطيسية هي المسؤولة عن التجاذبات بين الشحنات المختلفة والتنافر بين المتشابهة، وتأسيس المجالات المغناطيسية للكواكب والأقمار والنجوم، والمسؤولة عن الإشعاعات الكهرومغناطيسية والطيف المرئي (الضوء الذي نراه)
أما القوة النووية القوية فهي قوة قصيرة المدى، أي أنها تعمل فقط في المناطق الضيقة جدا، ولكنها أقوى القوى الأربعة، وتفقد خاصيتها بسرعة ببعد المسافة، ويعود لها الفضل في ترابط الجسيمات دون الذرية الأساسية مع بعضها البعض.
وأخيرا القوة النووية الضعيفة وهي المسؤولة عن الاضمحلال الإشعاعي وترابط الجسيمات دون الذرية.
بعد مرور زمن واحد بلانك، إنفصلت قوة الجاذبية كأول قوة ظهرت للوجود، بينما ظهرت القوى الأخرى بعد ذلك بعدد كثير من زمن بلانك، ولكن كل ذلك كان في ضمن الدقيقة الأولى.
طبعأ أعيد وأكرر أن هذه نظرية، وليست حقيقة كاملة ومؤكدة، وتختلف عما سنتحدث عنه مستقبلا من حقائق سنذكر حينها أنها حقائق أم مجرد نظريات.
هذه النظرية لها معارضين كثر من علماء الفيزياء، كما لها مؤيدين، سنحاول أن نعرج عليها في حينها.

محمد الحداد
12 كانون الثاني 2016












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة