الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى انتفاضة يناير المجيدة

وديع السرغيني

2016 / 1 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


حيث الاحتجاجات والانتفاضات دائمة ومتواصلة، وحيث النضال العمالي على أشده من خلال الصراع بين المركزيات النقابية والحكومة اللبرالية الملتحية، التي تمادت في رجعيتها ويمينيتها لحد الاستماتة في السهر على مصالح وبرامج صندوق النقد الدولي وجميع المؤسسات المالية القريبة منه. وهذا ما لمسته فعلا مجموع الفعاليات المناضلة، والمتابعة، بل والمنخرطة في جميع الاحتجاجات ضد الخوصصة والغلاء وارتفاع الأسعار، وفي جميع النضالات من أجل الحق في السكن اللائق، والنضالات المناهضة للبطالة والمطالبة بالحق في الشغل، أي بما فيها النضالات الجارية على الأرض، والتي همّت قطاع الصحة، وتهم الآن قطاع التعليم ومستقبل الأساتذة الذين هم قيد التدريب، والحال أنه تبيّن أنهم يتدربون فقط على تلقي الضربات وتهشيم العظام والرؤوس، والقبول بالعيش في حالة بطالة دائمة بوزر بيضاء ملطخة بدماء أساتذة المستقبل المحتملين.
هكذا وبهذه الصورة التي لا يمكن أن تعكس كثافة النضالات والاحتجاجات، والتي لم تعد الدولة، وأجهزتها الإعلامية والاستخباراتية، قادرة على إخفاء حجمها وثقلها ـ حوالي خمسين احتجاج في اليوم حسب تقارير وزارة الداخلية ـ نستقبل الذكرى، ذكرى الانتفاضة الشعبية المجيدة التي انطلقت جغرافيا من مدينة مراكش، وقطاعيا من التلاميذ والطلبة المنظمين، في غالبيتهم الساحقة، في إطار الطلبة القاعديين، الناشطون أساسا داخل المنظمة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وداخل الحركة التلاميذية التقدمية ولجنها وجمعياتها الثقافية.. والتي لعبت دورها الريادي في التأطير والتنظيم لهذه النضالات، التي انطلقت شراراتها الحارقة من مدينة مراكش، مدافعة عن الحق في التعليم وعن المجانية، لتسحب معها عموم الآباء الكادحين والمهتمين، من قلب الأحياء الشعبية، كالداوديات وسيدي يوسف بن علي ودوار العسكر..الخ لقيادتهم وتأطيرهم في النضال من أجل تغيير الأوضاع المزرية التي استحال العيش في ظلها، وفي ظل الأزمة الخانقة التي عاشها النظام القائم بالمغرب، والذي سارع حينها بتطبيق توصيات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، بما هي توصيات إمبريالية، استهدفت العديد من المكتسبات الشعبية المرتبطة بالمجانية في قطاعات التعليم والصحة والتشغيل وصرف المنح والخوصصة..الخ، هذا بالإضافة للظرفية التي عرفت تأجيجا للحرب في الصحراء وتلقي الضربات والهزائم المتتالية في خضمّها، وكذا استمرار الجفاف لسنوات متتالية من سنة 79 إلى سنة 1984..الخ من المعطيات التي كان لها بالغ التأثير على أوضاع الجماهير المغربية الكادحة.. انتفضت الجماهير على إثرها وسارعت للخروج للشارع وللاحتجاج، عن بكرة أبيها، غير مكترثة للقمع وأساليبه الهمجية التي حاصرت سكنى المناضلين القاعديين والقياديين، اعتقلت واختطفت جلهم، لتقدمهم بعد مدة جاوزت الشهرين، لمحاكمة سياسية جائرة بتهمة "التنظيم السري والإخلال بالأمن العام ومحاولة قلب النظام الملكي القائم".. كانت حصيلتها سنوات السجن الثقيلة من سنة إلى خمسة عشرة سنة سجنا نافذة!

فنحن من خلال هذه الذكرى والتذكير، نحيي بالمناسبة عاليا أبطال تلك المرحلة، معتبرين أن الاستمرارية في النضال ضرورية، والتفاني من أجل التضحية، ومن أجل الديمقراطية الحقة والشاملة والمرتبطة بالاشتراكية، ضروري في هاته المرحلة.. حيث يستوجب منا كماركسيين، وكاشتراكيين حازمين، تقوية أنفسنا، وتنظيم صفوفنا، وتوسيع قاعدتنا، وإطلاق مبادراتنا النضالية والوحدوية، عبر تعزيز الخط البروليتاري وعبر الدفاع على الرسالة التاريخية للطبقة العاملة، وعبر الإشادة والمشاركة الفعلية في جميع النضالات والاحتجاجات التي يخوضها الكادحون والشغيلة وسائر المهمشين والمحرومين..الخ بالشكل والطريقة التي ستعيد النظر في تموقع اليسار الاشتراكي لتعزيز طليعيته الميدانية في قلب المعارك، وإلى جانب الكادحين، لتأطير وتنظيم وقيادة نضالاتهم، سواء المطلبية التي تتغي تحسين أوضاعهم المعيشية، أو تلك التي تستهدف القضاء على النظام الرأسمالي التبعي، العميل للإمبريالية والمنفذ الصادق لمخططاتها الجهنمية.
فاسترجاع الثقة في المشروع الثوري الاشتراكي ليس سهلا ولا هينا، بل تواجهه صعاب كثيرة، أهمها التركة السيئة لمحاولة البناء الاشتراكي خلال التجربتين السوفياتية والصينية، بالإضافة للهجوم الفكري المسعور الذي تخوضه القوى الرجعية والظلامية ضد الشيوعية كأفكار وكمشروع مجتمعي.. وهو الشيء الذي يلزمنا بتوحيد الصفوف الاشتراكية، والقبول ببعض التمايزات غير العدائية، داخل الحركة الاشتراكية، وطرح برنامج للتغيير الثوري، يراعي المرحلة ويراعي مصالح جميع الطبقات الشعبية الكادحة، من منظور اشتراكي يهدف إلى القضاء على الرأسمالية وعلى جميع أنواع الملكية الفردية والخاصة لوسائل الإنتاج.. وبالتالي وجبت المراعاة لموقع الطبقة العاملة منتجة فائض القيمة في الصراع، حيث يجب أن تكون وأن تبقى في قيادة الصراع باعتبارها الطبقة الوحيدة المؤهلة لذلك.
على هذا الأساس نسترجع، ونذكر من خلال هذه المناسبة التي سقط خلالها مناضلون شباب في الحسيمة والناضور وتطوان.. شهداء بالرصاص الحي، دفاعا على أحياءهم ومداشرهم ومطالبهم وطموحاتهم..الخ لتبقى الراية الاشتراكية دائما عالية ترفرف فوق المعامل، والمصانع، والأحياء الشعبية، والقرى المهمشة.. تمارس التعبئة والاستقطاب، والتنظيم، لمصلحة الحركة الاشتراكية المناضلة.
فيا عمال وعاملات المغرب اتحدوا، فالاتحاد لن يكون سوى خلف الراية الاشتراكية التي سيقود النضال من أجلها جمهور العمال والعاملات المدعمين بجيش الكادحين والمعطلين والطلبة وفقراء الفلاحين وسائر المحرومين والمهمشين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -