الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يصدق الادارة الأمريكية بعد هذه الكذبة؟

سلطان الرفاعي

2005 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


أعود بالذاكرة إلى صباح 1362004، يوم حضر السيد كمال لبواني إلى منزلي، من أجل الاجتماع الذي كان مقررا لإعلان التجمع الليبرالي الديمقراطي، يومها قال لي وفي الساحة القريبة من منزلي، وبحضور الآنسة لينا جرجس. قال: انتبه يا صديقي، بيتك بيتي، هذا نبيل فياض عميل أمريكي وأنت تعرف علاقته مع حزب الإصلاح وفريد الغادري، وأخشى اليوم أن تداهمنا قوات الأمن في منزلك وتدعي أنها قبضت على عملاء أمريكا في سوريا.

قلت له يا كمال: سأطلب من السيد نبيل فياض في بداية الجلسة أن يشرح موقفه، ونحن لن نقبل به إذا كان كما تقول. وهذا ما حدث بالفعل.

في بداية الاجتماع طلبت من السيد نبيل فياض أن يشرح وجهة نظره فتكلم مطولا، وخرجنا من الاجتماع والسيد كمال لبواني من أشد أنصار نبيل فياض، حتى أنه أصدر بيان باسمه معلنا تضامنه ووقوفه القوي مع السيد نبيل فياض. وقمت بصياغة بيان أنا وكمال عن الأمور التي حدثت داخل الاجتماع، وسرعان ما تبرأ منه.

افتعل بعدها السيد كمال لبواني حادثة الزبداني. وسأتوقف قليلا عند تفاصيلها. في اليوم الذي سبق تاريخ الاجتماع في الزبداني، بدأ المدعو كمال يصرح في الصحف وفي المواقع أنه يسعى لإسقاط النظام، وسيعقد اجتماعا للتجمع الليبرالي الديمقراطي في منزله، ويتحدى أي كائن من منعه؟

عندما وصلنا إلى الزبداني كان الأمن يحاصر منزله، وذلك بسبب الاستفزازات السابقة التي أطلقها، ومع ذلك وصلنا إلى بوابة منزله، أنا والدكتور غسان أبو ترابة والآنسة لينا جرجس والرسام عبدا لله بصمه جي . واتصلت به من على باب منزله، وقلت له بالحرف الواحد: أنا على باب منزلك يا كمال انزل عدة درجات فقط وأدخلنا إلى المنزل، فقال لي: لا أستطيع ذلك فأنا انتظر بقية الحضور.قلت: كيف تنتظر الحضور والبيت مطوقا. وكررت له أنا على الباب يا كمال. ورفض النزول رفضا قاطعا. ويبدو أنه لم يكن يُحضر للاجتماع، إنما كان يُحضر لهذه الهمروجة، والتي استغلها بعد ذلك أبشع استغلال.

وبعدها بدأ الادعاء أن الأمن السوري، وجماعة التكفير والهجرة، يتعقبانه بغية اغتياله؟ وأخذ يصدر البيانات الفردية، مما اضطر اللجنة المشرفة وقتها( لم أكن أحد أعضاءها) إلى فصله وطرده من التجمع الليبرالي الذي يدعي اليوم أنه رئيسه.



رسالة الكترونية من السيد كمال لبواني إلى السيد فهد المصري الناطق الرسمي باسم تجمع معارض في فرنسا، يخبره فيها أن كل جماعة التجمع الليبرالي الديمقراطي هم عملاء للأمن السوري، ويعلن نفسه رئيسا لهذا التجمع الذي لا يضم إلا شخصه فقط.

اتصل بي السيد فهد المصري، وأخبرني أن المدعو كمال لبواني قدم نفسه على أنه رئيس التجمع، وأنه سيشارك في المؤتمر باسم التجمع الليبرالي الديمقراطي.فشرحت له حقيقته، وقدمت له عدة وثائق ومستندات تبرهن على عدم قوله الحقيقة ومحاولته خداع افراد المعارضة في باريس. وبعد تأكده من أن التجمع قد فصل السيد كمال ، وبالتالي لا يحق له التكلم باسمه أو تمثيله في أي مكان، اعتذروا منه بأدب وطلبوا منه عدم الحضور أو المشاركة.وهذا الموقف يُحسب لجماعة المعارضة في باريس، على عكس جماعة المعارضة في واشنطن، والذين رغم معرفتهم بحقيقته ساروا معه، (وقد يكون الحال من بعضه)



المهم صدر قرار بفصل المدعو كمال لبواني من التجمع. وهو في الأساس لم يحضر إلا اجتماعا واحد من اجتماعات التجمع. ويبدو أن السيد كمال لبواني شعر بحلاوة اللعبة، فأنطلق يعرف نفسه في كل مكان أنه رئيس التجمع الليبرالي الديمقراطي، مع العلم أنه حتى ساعته يعمل وحيدا فريدا موهوما.

بالأمس فاجأنا خبر بثته الفضائية العربية، وسرعان ما تناقلته وكالات الأنباء العربية. يتحدث عن لقاء بين رئيس التجمع الليبرالي الديمقراطي الموهوم، مع السيد كروش في البيت الأبيض. والمأساة الحقيقية كانت أن الخبر يتحدث عن الضغوط التي مارسها التجمع الليبرالي الديمقراطي (يعني تجمعنا من غير أن ندري) على الحكومة السورية من أجل أن ترضخ للضغوط الدولية، وتنصاع لما يقدمه تقرير ميليس.

كم كذبة في هذا الخبر؟

الكذبة الأولى أن المدعو كمال لبواني رئيس التجمع الليبرالي الديمقراطي، وهو العضو المفصول من أكثر من سنة؟

الكذبة الثانية، ما يتعلق بالضغوط التي يمارسها التجمع، وكل تعداده حتى اليوم لا يتجاوز ألمائتي شخص ؟

الكذبة الثالثة كيف يتم استقبال شخص لا يمثل إلا نفسه في البيت الأبيض، وكيف يتم معاملته على أنه رئيس تجمع لا يضم أي شخص.

الكذبة الرابعة كيف تتناقل وكالات الأنباء خبرا مثل هذا دون التأكد من مصداقيته؟

هل أصبحت المصداقية والشفافية الأمريكية على المحك، بعد إصدار هذا الخبر.



بعد اليوم لن نصدق إلا أن إدارة بوش تكذب على الجميع، على نفسها أولا، ومن ثم على شعبها، وأخيرا على العالم. وآلا ما معنى أن تستقبل شخص لا يمثل إلا نفسه، وتدعي أنه رئيس تجمع، ثم تعطي إشارتها إلى الفضائيات الغير بريئة من هذا الكذب والدجل، ليعلنوا على الملأ، كذبة أخرى من أكاذيب الإدارة الأمريكية.



قال صديقي: أرجو أن لا تكتب هذا/لأننا في هذه المرحلة لا نريد أن (نزعل) الأمريكان. قلت: على العكس الأمريكان سيفرحون عندما يعلمون أننا لا نوافق على الخدع التي يقدمها بوش إلى شعبه والعالم. إن بوش يخدع نفسه عندما يدعي أن هؤلاء الأشخاص يمثلون أكثر من حجمهم، ويُقدمهم على أنهم مؤسسو تجمعات وأحزاب.

أكتب الآن ما قرأته اليوم فقط عن الخدع التي يقدمها بوش إلى شعبه:



سناتور كاليفورنيا ديان فينشتن على محطة الـ (سي إن إن) :



واستطردت ديان أن شيئا من ذلك لم تثبت صحته وهو ما أساء كثيرا منا لأننا الآن على قناعة بأن السبب الرئيسي الذي دعا الولايات المتحدة لاستخدام القوة ضد العراق هو الإطاحة بالنظام الحاكم وليست المبررات التي قدمتها الإدارة الأمير كية حينئذ.

جوناثان شايت

خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست



وأقل ما يمكن أن نصف به ذلك أنه أمر سيئ. بيد أن بعض الليبراليين والديمقراطيين لا يريدون أن يقتصر الأمر عند هذا الوصف بل يرون إن عملية التضليل التي مارسنها إدارة بوش هي السبب الرئيسي والمباشر لما وصل عليه الوضع في العراق



هل قامت إدارة بوش بالفعل بتضليل الولايات المتحدة في الفترة السابقة على إعلان حرب العراق

الإجابة: نعم فعلت ذلك

من المسلم به أن البيت الأبيض قد عمد خلال الفترة التي سبقت إعلان الحرب إلى المبالغة بشكل مفرط في تصوير حجم المخاطر التي تمثلها العراق

ديفيد بروكس

. فقد كتب مؤخرا عامودا يسخر فيه من محاولة هاري ريد (وهو من زعماء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ) أن يجري تحقيقا في المؤامرة التي حاكها الجمهوريون لخداع الشعب الاميركي .



همسة ليتها تتحول الى صرخة، قالها السيد ميشيل كيلو صباح اليوم: الخطأ الكبير الذي ترتكبه الحكومة السورية وسلطتها ، هو عدم الالتفات الى الشعب السوري، عدم الالتفات الى المعارضة السورية الشريفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رابعة الزيات تثير الجدل برا?يها الصريح حول الحرية الشخصية لل


.. مقتل هاشم صفي الدين.. هل يعجز حزب الله عن تأمين قياداته؟




.. قراءة عسكرية.. كيف يدير حزب الله معركته بعد سلسلة الاغتيالات


.. نشرة إيجاز - مصدر أمني للجزيرة: فقدان الاتصال بصفي الدين




.. صفارات الإنذار تدوي في حيفا مع إطلاق صواريخ من لبنان