الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رصاصة رحمة ؟!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 1 / 13
الادب والفن



رصاصة رحمة ؟!


لماذا تُلّح هذه الذكرى على ذهنه هذا الالحاح ؟ أصبحت وكأنها فكرة "قهرية" تتلبسه في صحوه وغفوته، في
حله وترحاله ، يُعاود اجترارها أو تعاود الفكرة اجترار مشاعره ، وكأنها علكة لا تفنى .
كان ذلك في البعيد البعيد ، حينما أحدث التقاء نظراتهما زلزالا داخليا وفوضى عارمة ، هزةٌ قوية هزّت كيانيهما الفتيين ... لم تكن تلك سوى نظرة ، نقلتهما من مرحلة الى مرحلة مجهولة لم يعهداها من قبل .. اللذة الممزوجة بالألم ، اللهفة ، الانصهار في ذات واحدة ...
جمعتهما ظروفٌ ، وكانت سعيدة ، لكن هذه الظروف هي التي فرقت بينهما ، ظروف سعيدة وظالمة ... ما لهما وللظروف ؟! لم يفكرا بالظروف ..
لم يكونا وحدهما ،فقد أحاطت بهما عائلاتهما ،كانا محط انظار الجميع ، عندما يتحدثان ،يبتسمان ، لقد كانا كتوأم سيامي ، يجلسان الواحد جنب الأخرى ، يسهران مع الساهرين ،لكنهما في عالم آخر ، عالمهما ألخاص ، تتشابك فيه الأيدي وتعلو ألتنهيدات من الصدور ..
هل كانت لهما زاويتهما الخاصة ؟! لا والف لا ، لقد مارسا حبهما العذري أمام الجميع .. ولم يوجه لهما أحد نقدا أو ملاحظة .. كانا وكأنهما يعتمران "طاقية إخفاء" ..
سمع والده يقول : سنخطبها له ..!!
لأول مرة يتضامن الكبار ،مع حب المراهقين ، السر المكشوف للجميع ..تحت شمس النهار الساطعة .
أهٍ ..كم مرت الايام سراعا ...وحان موعد الفراق... وهل تستطيع الكلمات أن تعبر عمّا يشعران به، إنه أشبه وبقسوته ،بإنتزاع الموت لرضيع من حضن أمه .. أو ماذا؟ لا شيء شبيه ..ان شعورهما فريد في نوعه ،ولا ثاني له ...شعور خاص بهما ، يميزهما هما فقط ولا أحد غيرهما ..
لم يلتقيا مرة أُخرى .. ومرت سنوات وبصيص من الأمل الشاحب، بلقاء يجمعهما، يُطل في البعيد..
لكنه طولب بإطلاق رصاصة الرحمة على هذا الحب.. هو بالذات .. ما هذ القسوة
-إنها ترفض كل من يتقدم لطلب يدها ...!! قالت له، قريبة من الاقرباء .. فَهِم من هذه الجملة بأنها تتشبث بقشة في بحر متلاطم الامواج ، شعر بالحنين الممزوج بالغضب ، وبالفخر على الإخلاص ..إخلاصها للمشاعر .. لكنه قال مخاطبا السيدة ذات القُربى ..
-ماذا بيدي أفعله ..؟ تسائل .
-أكتب لها رسالة ، واقنعها..!! قالت ، ولم تُكمل جملتها ، فقد قصدت "أقنعها بالتخلي عن المستحيل " ..!!
لماذا أنا ؟! هل بإستطاعتي اطلاق رصاصة الرحمة ؟! وعلى ماذا ؟!
وكتب لها رسالة ، حاول فيها التعبير عن مشاعره الجياشة تجاهها ، وعن عدم قدرته على نسيانها مهما طالت به الأيام ، وعن "سعادته" الغامرة ، بأنها ترفض الجميع لأجله ، وعن الظروف القاهرة التي لن تجمعهما ..في قابل الأيام .. وحثها على القبول بالأمر الواقع والرضوخ له ..
وها هي ذكرى تلك الايام تعاوده ويتمنى فقط ، أن يتمّلى وجهها للمرة الآخيرة ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - آل سعود دواعش تكميم فم الناشطة سمر بدوي
متابع حواري ( 2016 / 1 / 13 - 07:14 )

آل سعود دواعش تكميم فم الناشطة ( سمر بدوي ) زوجة وليد أبو الخير وشقيقة رائف بدوي

وإداعها سجن ( ذهبان ) في مدينة جدة على البحر الأحمر

لعلم زملاء الحوار المتمدن ومستغليه ذوي العاهات والعقد الداعشية المتطرفة الدفينة

ولحاجبي موقع الحوار في مهلكة الهالك سلمان آل سعود القرون أوسطية.


2 - حين تأتي الحكمة تكون الفرصة قد غابت
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 13 - 07:28 )
صباح الأنوار أيها العزيز قاسم،

أثار موضوعك َ شجوني، فوجدت ُ نفسي تؤكِّد ُ لها - أو لنقل لي - أن الحكمة و البصيرة َ و القدرة َ على إتيان ِ صواب ِ الفعل و الاختيار الناجع ِ تأتيان ِ مع الوقت، و في منتصف العمر أو بعده، لكن بعد أن تكون َ الفُرصة ُ الجميلة قد غابت و أصبحت بعيدة َ المنال، لا تُقرِّبُها أمنية و لا يأتي بها اشتياق مهما بلغا من الشدَّة ِ و أثارا من الحنين ِ و الوجد.

العفوية ُ و جيشان ُ المشاعر و تضارب ُ الأفكار و تجاذبات ُ الرغبات و الاستسلام ُ للظروف و السعي وراء الخيار ِ الآخر تطبع ُ مرحلة َ الشباب ِ الأول و تورث ُ الحسرة َ في المستقبل و لو للحظات ِ أو سويعات، و هي غريبة ٌ عن النضوج بقطيعة ٍ عنه.

يبقى أن منَّا من يلتهمه الوجد و تستهلكه الذكرى و تُذيبه عبثية ُ الجري وراء المستحيل مثل السيدة ِ في مقالك، و منَّا من يشتدُّ عوده و يقوى ليحمل الذكرى ضمن ذكريات، و الماضي كشئ ٍ ذهب َ و غبر، يُطلُّ برأسِه أحيانا ً و ما أسهل قطعه حينها، حتى و إن نبتت له رؤوس ٌ جديدة. هذا الصنف الثاني منا شديد ُ المراس كأنَّه قُد َّ من طراز ِ آخر، و يبقى مع ذلك َ بشرا ً يتذكَّر، كرَجُلك َ!

دمت بود!


3 - العزيز متبع حواري
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 1 / 13 - 09:32 )
تحياتي وتقديري
يشرفني انك اخترت صفحتي للإعلان عن اعتقال السيدة المناضلة في سجون ال سعود ظ
اعلن تضامني معها وادعو جميع القراء للتضامن أيضا
بامكانك ان تعلن عن حملة للتضامن معها في الحوار
شكري واحترامي


4 - صباحك يا صديقي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 1 / 13 - 09:34 )
العزيز الغالي نضال الربضي
حللتَ فأجدت
ووصفت فابدعت
تحياتي وتقديري


5 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 1 / 13 - 10:09 )
محبـــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
انه ترانسفير حياتي(مشاعر)مر بثقله و قبحه على رافضية الصامتين
فهو قاهر...لكن لا يستطيع ان يتغلغل الى اعماق...يبقى ظالم لانه مرفوض
.....................
يقهره ان المشاعر لا يمكن ان تُحبس او تُسَّفَرْ فهي عابرة للحدود ...شادة لا طارده
دمتم بتمام العافية
و للعزيز نظال مع امنيات بالنجاح فيما هم به او قرره في نهل المعرفة لنستفيد


6 - عزيزي قاسم الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 1 / 13 - 10:18 )
اكرر التحية
للمزيد عن المناضلة سمر بدوي
http://www.raialyoum.com/?p=372997


7 - العزيز عبد الرضا الورد
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 1 / 13 - 10:49 )
تحياتي واشواقي
كلمات حقيقية معبرة
لك خالص الشكر ومشاعر الود


8 - العزيز عبد الرضا حمد جاسم
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 14 - 06:13 )
أطيب التحيات المعطرة بالورود في هذا الصباح الجميل لك و لقاسم و للحضور الكريم،

قبل أسابيع اصطحبت ُ ابني لأحد المكتبات المؤسسة استجابة ً لمبادرات القراءة و هي عادة ً ما تحتوي كل تصنيفات الكتب و تنوعاتها، فتجد ُ رواية A Christmas Carol لشارلز ديكنز تنظر إلى الصف الذي يقابلها و فوقه كتب ابن القيم الجوزية، بينما توزعت هنا كتب الفلسفة و هناك كتب الروايات و ما بينهما مزيج ٌ من كل شئ.

طلب مني أن اختار له كتابا ً لمشروع تلخيصي مصغر لمادة اللغة العربية في المدرسة، فاخترت له كتابي: ملحمة جلجامش، و هوذا الإنسان لنيتشه، و بعد استعراض ٍ سريع لبعض صفحات الكتابين بدأ بقراءة جلجامش لتلخيصها.

عدت للمكتبة لاحقا ً و اخترت كتابي الأمير لميكافيلي و اختلافات الصحابة، و مع بعض الكتب الأخرى التي كانت عندي وجدت ُ نفسي أقرأ قصة الفلسفة لويل ديورانت و نقد الخطاب السلفي - ابن تيمية نموذجا ًلرائد السمهوري، و بينما أنا بين هذا و ذاتك وصل كتاب كنت قد طلبته من أمازون هو: The orthodox corruption of -script-ure للبروفسور بارت إيرمان، و هاءنذا بين هذه جميعها! :-)))))))

كل الود للأحبة الطيبين و لنا لقاء!


9 - عزيزي نضال الربضي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 1 / 14 - 09:38 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
لك و لكم ...تمنيات بتمام العافية و كلمة تقدير و ثناء للغالي ولدكم اتمنى له النجاح و التفوق
كتبت اعلاه (نظال) هكذا فاعتذر
ننتطر ما تجودون به علينا نحن معشر القراء
الكتاب الصديق الذي لا يتذمر و لا ينزعج من قساوة القاريء احياناً...يقابله بود
مرة كتبت كلمات مموسقة فيها التالي
كن دائماً فارس وللرأي والرأس لاتنكس
واعكس
قيم العدل والحق ولاتدلس
وإكثر من خيرِ جليس.
فهو ألمنجد ألهادي ألمقدس
وهو ألمنافس ألذي لاينافَس
وفي ظلمة ألجهل نبراس
عرفت الآن لماذا كان عند الباب شرطه بلباس
حرس
........................
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=231935
............
شكراً اخي الكريم


10 - نضال وعبد الرضا
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 1 / 14 - 12:54 )
يا حبايبي يا غاليين !!
شكرا لكما
ولنضال بأي صف ابنك ؟طالع لأبوه يا ترى ؟
وعزيزي عبد الرضا ، كلك على بعضك -مُموسق- !!!!هههه
محبتي لكما يا أصدقائي ولعائلتيكما كل الخير والسعادة


11 - العزيز الغالي عبد الرضا
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 14 - 20:21 )
أخي الحبيب الجميل عبد الرضا،

أضحكت الأيام ُ سنَّك َ يا صديقي!

تابعتك َ مع القِس و الكروش المُهتزَّة و الأفكار المُلتبسة في نثريتك َ العفوية، و كأنَّك تصوِّر المجتمع و الناس على أطيافهم في لحظة ٍ تختزلهم فيها و تتكلم ُ عنها!

اعترف ُ أنني فاقد ٌ للزخم لكني غير ُ حزين أو مُنزعج، فأنا أعرف ُ نفسي جيداً و أعلم أنَّ لكل ِّ شئ ٍ وقتا ً، و حين يأتي الوقت أعود.

عندنا مثل يقول -لا تقول للمغني غنِّي- و ترجمته للفصحى كلمات ٍ و معنى ً هي: -لا تدعُ المُطرب َ للغناء فإنَّه ُ سيغنِّي حينما تصدح ُ الأغنية ُ من قلبه بقوتها الذاتية لا بالقصد-.

هذه الأيام صوتي -مبحوح- (أي مجروح غير صالح) هههههههههههههههه

مودتي الخالصة و احترامي الموفور!


12 - العزيز الغالي قاسم حسن محاجنة
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 14 - 20:30 )
الأخ الحبيب قاسم تحية السلام و المودة و الطِيب!

جورج في الصف العاشر، و كان المطلوب تلخيص قصة كنوع من التدريب على القراءة و استيعاب الأفكار و تميز الأفكار الرئيسية من الفرعية ثم التعبير عن المحتوى، و لم أرد له ُ أن يضيع الجهد في محتوى سطحي في ذات الوقت الذي أردت أن يتعرَّف على الأدب العالمي التأسيسي الذي يمكنه من استيعاب أفكار عميقة كالمعرفة، الاستنارة، واقعية الحياة مقابل الحلم بالخلود، التوحش البدائي مقابل الحضارة، السعي، الصداقة، التعامل مع مواقف الحياة المختلفة،،،

،،، و الحقيقة أنني قصدت المكتبة السابقة بحثا ً عن جلجامش بالذات فوجدت ُ معه نيتشه من حيث لم أحتسب، فأتيت ُ بهما، و لو لم أجد جلجامش لكنت ُ مضطرا ً لإقناعه بقراءة النسخة الإلكترونية و هذه لوحدها حرب ٌ أخرى فمعلم اللغة العربية طلب نص َ الكتاب الورقي مع التلخيص كنوع من ضمان مصداقية الجهد، و كنت سأضطر لطباعة الملف في أي مكتبة.

قرأ قليلا ً من نيتشه فلم يستسغه و لا ألومه لكنني أحفزه باستمرار و هو يتناول الكتاب بعض الأيام ليقرأ صفحة ً أو نحوها، و بالنسبة لي يكفي هذا الآن تأسيسا ً، و له بعدها أن يختار دربه لوحده.

دمت بالحب!

اخر الافلام

.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل


.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح




.. عيد ميلاد خيرى بشارة.. بصمات سينمائية مميزة وقدم عمرو دياب و