الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دوّي الله أكبر

سندس القيسي

2016 / 1 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


دوّي الله أكبر

لعل السؤال المؤرق الذي يدور في وعي ولا وعي الأوروبي هو: هل سيتحول أفراد الجالية العربية والمسلمة إلى قنابل بشرية تنسف كل ما تمثله أوروبا من أمن وأمان وحرية؟ تلك الديمقراطية التي بنوها بالعرق والدم بعد حربين عالميتين، ومن خلال تعلّم الدروس والعبر وعدم تكرار الأخطاء الماضية. هذا وقد أصبحت الديمقراطيات الأوروبية الأفضل في العالم.

ما هو الجرم الذي ارتكبه الأوروبيون ليستحقوا هذا الجزاء من جاليات احتوها ومنحوها جنسياتهم، وأعطوها حقوق المواطنة؟ لماذا لا يُرٓ-;-دُ الجميل بالعرفان، بل بالنكران والهمجية؟

إن كلمتين قصيرتين، هما الله أكبر، كفيلتان بإشاعة الرعب والذعر في صفوف الأوروبيين. مما لا شك فيه أن هجرة الإسلاميين إلى أوروبا، بعد أن لفظتهم الأنظمة العربية، قد حملت معها بذرة الإرهاب والتطرف الديني، التي زرعتها في الدول الأوروبية.

وحينما كانت الدول العربية تصرخ من "الإرهاب والتطرف الإسلاميين"، كانت أوروبا تشيح بوجهها عنها، إلى أن قامت الطامة الكبرى وأصيب العالم الغربي بالصدمة التي أتت كالصاعقة على قياداته ومواطنيه جراء أحداث أيلول 2001. عندها فقط بدأ الأوروبيون يستوعبون خطورة الموقف.

وقد أدى ذلك تباعًا بتوني بلير وجورج بوش إلى شن حرب طاحنة على العراق، الأمر الذي يعتبر خطًأ جسيمًا في نظر الكثيرين هنا في بريطانيا.

وعوضًا عن إيجاد حلٍ لمعضلة الإرهاب، فإنه كان من نتائج حرب الصدمة والترويع 2003، تغذية المد الشيعي في المنطقة لاحقًا، مع انهيار نظام صدام حسين الأقرب للعلمانية، حيث تشكلت البيئة المناسبة لتكوين بؤر التطرّف بشكلٍ لم تعهده المنطقة العربية من قبل.

ونستطيع القول إن المد الإسلامي بدأ بالزحف الجماهيري في أوائل التسعينيات، بعد انهيار الإتحاد السوفياتي وجدار برلين لملأ الفراغ الأيديولوجي آنذاك. وساعده في ذلك بساطة فكره وسهولة وصوله إلى الناس، خصوصًا بعد أن جاء بشعار "الإسلام هو الحل".

ولأن الفكر الإسلامي لم يكن مجربًا في السياسة من قبل وبسبب تعاطف الشعوب معه نتيجة القمع الذي تعرضت له الأحزاب الإسلامية في أماكن مختلفة كمصر والجزائر، على سبيل المثال.
فقد حظيت الأحزاب الإسلامية بإقبال جماهيري، لكن بعضها ازداد تطرفًا مع التدخل الغربي المتواصل والحروب المتتالية.

وَمِمَّا زاد الطين بلة، تواطؤ بعض قيادات الدول العربية ضد شعوبها الممانعة للحرب. ولطالما كانت هناك معارضة على كل الحروب، إلا أنها كانت دومًا معارضة دون جدوى.

وإذ يشكو العالم الغربي اليوم من ما هو أكثر من التطرّف الإسلامي، بل ما يسمونه "الوحشية"، فإن مئات الآلاف من القتلى والأسرى العرب كانوا ضحية "الوحشية" الرأسمالية.

وليس من المستغرب أن ينعكس كل ذلك على أبناء وبنات الجاليات العربية والمسلمة، الذين شاهدوا أقاربهم وإخوانهم وهم يتمزقون أشلاءً على شاشات التلفاز، دون أن يستطيعوا أن يبدوا ولو حتى رأيًا واحدًا صغيرًا حول هذا الأمر الجلل.

وقد ابتلع البعض الغضب وانتظر إلى حين هدوء العاصفة، إلا أن العاصفة لا تهدأ والأوضاع في البلاد العربية تسوء يومًا بعد يومٍ. والربيع العربي أصبح خريفًا هرمًا وجافًا بل ولعنة على المواطنين العرب.

وأصبح الدم العربي أرخص من ذي قبل، وها نحن نشاهد الإذلال اليومي الذي يعيشه السوريون تحت مشروع الإبادة الجماعية. وها نحن نرى أهل مضايا وقد تحولوا إلى هياكل عظمية. وكل هذا الذي يمر به الشعب السوري، ألا يحوّله إلى وحوش؟ وهل نستغرب بعد ذلك البيئة الخصبة المهيئة لأشد حالات الإرهاب والتطرف؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فليتحملو إذا وزر أعمالهم
سوري فهمان ( 2016 / 1 / 13 - 17:50 )
السيدة سندس المحترمة

شكرا على مقالاتك الواقعية بعيدا عن التطرف والطائفية والتي تعالج مشكلة عويصة لن تنحل بهذه السهولة .

نعم لقد أعطى الغرب الأمن والامان للمهاجرين وقد تاقلم معظم المهاجرين القدامى مع بلد الهجرة إلى أن أتت الموجات الجديدة لتغير هذا الواقع . لمن الذنب في ذلك

إن حكومات الغرب وليس الشعب المسير من قبل وسائل الاعلام هو المسول عن ذلك فمثلا من يستطيع أن يشرح لماذا أسقط الأمريكان صدام واعطو العراق للإيرانيين أو لماذا دفعو السورين للثورة بقولهم أن النظام إنتهى و لما اشتعلت تركو المجرم ينكل بهم مما أدى إلى ما نعرفه من الهجرة و كيف يقاتلون داعش ويتركون حالش نصر اللات !! كل تلك التساولات جوابها واحد أن هناك مصلحه في مكان ما لتخريب المنطقة

فليتحملو إذا وزر أعمالهم

مع التحية



2 - لماذا بريطانيا كانت ولازالت تحتضن الإسلاميين ؟!!
ليبرالي عربي حقيقي ( 2016 / 1 / 13 - 18:55 )
لسنوات عدة وانا أسأل هذا السؤال ؛ ولكن بعد أن ربطت بين هذا السؤال وسؤال آخر وهو يتعلق بنوع العلاقة بين لندن والأنظمة العربية ازدادت حيرتي لكن بعد بحث وقراءة لتاريخ أغلب الحركات وإقامة رموزها خلال الثلاثة القرون الماضية في إنجلترا تيقنت أن حركات دينية بعينيها قديمة قدم تاريخ الأديان نفسها في الشرق !!! ولهذا توقفت عن النبش .


3 - رد على ليبرالي عربي حقيقي
سندس القيسي ( 2016 / 1 / 13 - 19:50 )
سؤالك مهم والحركات الإسلامية تستعمل كسلاح ذو حدين


4 - رد على ليبرالي عربي حقيقي
سندس القيسي ( 2016 / 1 / 13 - 19:52 )
سؤالك مهم والحركات الإسلامية تستعمل كسلاح ذو حدين


5 - نحن في حرب ثقافية
nasha ( 2016 / 1 / 13 - 23:24 )
يا سيدة سندس المحترمة
كما نقول باللهجة العراقية (القضية ما يحتاجلها روحة للقاضي).
المسلمين لديهم مشكلة ثقافية حادة استطدمت بالواقع.
بفضل التكنولوجيا واختلاط الثقافات العالمية وتفاعلاتها مع بعضها البعض ظهر جلياً ان الثقافة الاسلامية ثقافة بدائية لا تمت الى العصور الحديثة بصلة ولذلك يجري تحديها ومحاربتها لانها غير صالحة للعصر الحالي.
الثقافة الاسلامية ثقافة استبدادية عنيفة لا تسمح للمساس بها وتطويرها هذه الثقافة غُذيت للعقول المسلمة بالوراثة منذ ولادة هذه العقول على مدى اجيال كثيرة ورسخت في المجتمعات الاسلامية رسوخاً لا مفر منه .
ما يجري ليس كما تضنين (عنصرية) وتمييز كلا.
العنصرية التي تعانين منها هي ناتج عرضي للتفاعل بين الثقافة الاسلامية والثقافات العالمية وخصوصاً الغربية منها.
انا اقدر واتعاطف مع شعورك بالظلم ولكنك لست منصفة لانك تقارنين بين ردود افعال طبيعية . يجب ان تقارني بين الثقافات وليس بين نتائج تأثيراتها.
نحن في معركة ثقافية عالمية ، كل ثقافة تطرح ما لديها في ميدان الصراع هذا وستختار البشرية ككل من هذا الطرح ما يناسب العصر وما يناسب تطورها. وهذه هي سُنة الحياة
تحيا


6 - تكملة لتعليقي رقم 5
nasha ( 2016 / 1 / 14 - 02:21 )
الحرب الحالية نخوضها جميعاً بسبب (اختلافات ثقافية وسياسية ومصالح). الاحزاب الاسلامية وتحت شعار (الاسلام هو الحل) تحاول ان تسود على العالم وتفرض ثقافتها ونهجها على البشرية قاطبة وبفرعيها الرأيسيين الشيعي والسني .
المفارقة ان المسلمون لازالوا لم يدخلوا الحرب الساخنة الحقيقية مع العالم بعد ، ولكنهم يخوضون صراع طائفي سني شيعي ساخن لاعلان الفائز والفائز سيعلن الحرب على العالم ان شاء الله اكبر.
المسلمون يعلنون الحرب على الغرب وثقافته وبنفس الوقت يطالبون الغرب بحقوق واحترام من نفس هذا الغرب اليس هذا تناقضاً معيباً يا سيدة سندس؟
تحياتي


7 - هدية للسيدة سندس القيسي !!!!
nasha ( 2016 / 1 / 14 - 08:34 )
ما يلي أخبار تثبت وقوع ظلم شنيع وعنصرية فجة ضد المسلمين في الغرب الكافر.

انتخبت الهولندية من أصل مغربي خديجة عريب الأربعاء 13 يناير/ كانون الثاني 2016، رئي
لمجلس الشيوخ في البرلمان الهولندي وهي المرّة الأولى في هذا البلد الذي يبلغ عددُ سكانه 17 مليون نسمة ويضم حوالي 380 ألف نسمة من أصول مغربية.

اعتبرت وزارةُ الخارجية الإسرائيلية الأربعاء 13 يناير/ كانون الثاني 2016، وزيرةَ الخارجية السويدية مارغو فالستروم غير مرحَّب بها في إسرائيل بعد طلبها إجراء تحقيق معمَّق حولَ ظروف قتل فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة.


8 - Nasha
سندس القيسي ( 2016 / 1 / 14 - 20:54 )
كلام جميل. اللهم زِد وبارك. ما عندي أي اعتراض.


9 - سوري فهمان
سندس القيسي ( 2016 / 1 / 14 - 21:09 )
أولًا كان الله في عون سوريا والسوريين. وأنا أيضًا أعتقد أن المنطقة في انهيارٍ مستمر. لمصلحة من؟ ربما لمصلحتنا نحن. ألم يعدنا توني بلير بالحرية والديمقراطية والرخاء.؟ ألم تحتضن أوروبا رموز المعارضة السورية لتهيأها لقيادة سوريا، فلننتظر هذه الوعود إذًا لأننا في أيدٍ أمينة

اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو