الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسام سباهي. ...هل أنت فارس؟

احمد معن الزيادي

2016 / 1 / 13
الادب والفن


حسام سباهي....هل انت فارس؟

تأخرت مو لأن خلّة بمستواي     جنازة الفارس يعطلهة الدمع

على سجيتها القصائد تولد على اشكال متعددة وبمضامين متباينة تختلف بأختلاف البيئة والمفردات وموضوع القصيدة. رغم هذه الاختلافات يبقى الهدف واحد..تنمية ثقافة المتلقي واضفاء ابعاد فنية وجمالية في ذهنه مما يلعب دوراً مهماً في بناء مجتمع مؤمن بالفكر التقدمي وجيل ذو ثقافة عالية.

مما لابد منه الاشارة الى أن البيت آنف الذكر هو للشاعر البصري حسام سباهي أحد شعراء العمود الشعري ومن الاضافات المهمة لهذا الشكل الشعري.

في صدر البيت, أرى الشاعر يحاول أبعاد النقص عن نفسه ويسمى هذا الغرض (الفخر). كان هذا الغرض سائداً في الشعر القديم أما في الفترة الحالية فأن هذا الغرض لم يعد يشكّل أهمية بسبب تطور الشعر ودخول مضامين أهم إليها. ومنها (القصيدة الصوفية و قصيدة الشعب و غيرها).

يقول الدكتور عبد الله الغذامي (في كتاب النقد الثقافي) بأن هذا الغرض وجميع القصائد المبنية عليه  (ليست شعراً), قد أتفق معه في بعض ما طرحه وأختلف في آخر .

بالامكان ايضاً للمتلقي الجيد أن ينظر الى البيت من زاوية أخرى لكنها ضيقة جداً بحيث يقول بأن هذا البيت ليس لغرض الفخر إنما لغرض التبرير الى شئ وهذا التأويل يحتمل الصواب لكن بنسبة قليلة جداً.

نعود الى عجز البيت, من كان مؤمناً بأن غرض البيت ليس الفخر فإن العجز يأتي ليثبت له العكس.

من المسلمات التي ترتكز عليها اغلب القصائد العمودية هي أن تتكون من صدر وعجز بحيث يتم طرح مفهوم السبب والنتيجة في البيت مع تقديم الاخير.

فيكون (الدمع على جنازة الفارس) في العجز هو سبباً (للتأخر) الموجود في الصدر.

يصف الشاعر في عجز البيت نفسه بالفارس من خلال الارتباط اللغوي بين (تأخرت) و (يعطلهة) في الصدر والعجز على التوالي.

ما شدّني الى هذا البيت هو اختلاط المضامين بحيث يشعر القارئ بالفخر والألم في آن واحد.إن الجمع بين النقيضين من سمات الشاعر الجيد وهذا ما يحسب للشاعر حسام سباهي.

ننتقل الى الغرض الثاني –الحزن او الالم- (موجود في عجز البيت فقط).

يخالف الشاعر هنا في هذا الغرض قول تريستان تزارا (الشاعر آلة موسيقية في الجحيم ) فرغم الجحيم التي نحن فيها ما زال الورد متناثراً في قصائدنا , ذات يوم قرأت للشاعر رياض النعماني قصيدةً عن التظاهرات يقول فيها (لعيونكم نطلع ورد ..بكل الشوارع والكلوب الدافية)

وهذا البيت هو مصداق لقول الشاعر تزارا.

لا ألقي اللوم على الشاعر حسام سباهي فالحزن خُلِقَ ليكون عراقياً وكما يقول الشاعر باسم الخاقاني (الحزن فريضةٌ عراقية).

بعد كل ما مر أود أن اسأل. هل حقاً صديقي الشاعر حسام سباهي فارس ذو درع وسيف وحصان, لا أعتقد.

قد يكون صديقي فارساً للقصيدة الشعبية –العمودية بشكل خاص- بما قدمه لها  وأضاف عليها.

هنا سيكون التعبير أصدق وأدق وأعمق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا