الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((لغز الإصلاح العويص ...........!!)) . قراءة في قناعة الأحزاب حول إصلاحات الحكومة .

مرتضى عصام الشريفي

2016 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


عجيب أمر هذه الأحزاب، وهؤلاء الساسة الخارقين، فهم لا يتكلمون، ولا يفكّرون إلا عندما تتكلّم المرجعية العليا؛ كأنّ عقولهم مبرمجة لا تفكّر في أمور هذه البلاد إلا إذا طلبت المرجعية منهم ذلك، فهم لا يرون ضرورةً للإصلاح لولا كلام المرجعية عنه، وفي طبيعة هذه الفكرة ـــ التي ربّما أغرت، أو تبجّح بها بعض الساسة ـــ مغالطة كبيرة، وأكاد أقطع جازماً بأنّ هذا الأمر ممّا لا تريده المرجعية، فهي تريد أناس يمتلكون فكراً خلّاقاً مبدعاً يضعون الخطط، والمعالجات الناجعة لمشاكل العراق الحبيب .
.
لقد رجع جدل الإصلاح إلى واجهة السياسة العراقية بعد الخطبة الأخيرة للمرجعية العليا التي أعربت عن أسفها في عدم جدوى الإصلاحات المزعومة بأنّها لم تغيّر شيئاً ذا بال في واقع السياسة العراقية، بل العكس ربّما أزّمت بعض الملفات، وقال المرجعية : ولا نزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر ، والعجيب أنّ هذه الأحزاب قد زادت، وأسرفت في الكلام للأسف، وعلّقت هذا الفشل في إجراء الإصلاحات في رقبة رئيس الوزراء العبادي على الرغم من تأكيد المرجعية بأنّ تطبيق هذه الإصلاحات لا يكون إلّا بتعاون السلطات الثلاث (التشريعية، والقضائية، والتنفيذية) .
.
فعلاً قد أصبح هذا الإصلاح لغزاً مبهماً، وسرّاً عجيباً من عجائب الدنيا السبعة، فقد رحبّت به كلّ القوى السياسية، وكلّ السلطات؛ لكنّه بقي حبيس الأفواه، والقوالب اللفظية، ولم يرَ نور التطبيق على واقع السياسة العراقية، إذن ما سرّ هذا الإصلاح ...؟ .
يبدو لي أنّ الجميع ممّن تشدّقوا به ؛ لا يريدون له المضي؛ لأنّه سوف يفضح فسادهم، ومصادر تمويلهم، وربّما ينزع من أيديهم السلطة على المكاسب التي حصلوا عليها، وبذلك سوف يفقدون نقاط قوّتهم .....!! .
.
فنحن نظلم الإصلاح عندما نجعله منوطاً برئيس الوزراء فقط، ونظلمه أيضاً لو جعلنا معناه محاسبة الفاسدين فقط دون السماح له باقتحام كلّ مفاصل الدولة، وظلمته الطبقة السياسية مرّة ثالثة عندما صوّروا للشعب بأنّهم مع رئيس الوزراء، ومع الإصلاح، ويتبجّحون بذلك ولا شيء على أرض الواقع، للأسف كلّ هذه الظلمات قد حصلت بحقّ هذا الإصلاح، ونحن الشعب نظلم أنفسنا لو صدقنا بهؤلاء الساسة الفاشلين المسؤولين عن تلكؤ هذا الإصلاح، وتعثّره .
.
أزمة هذا الإصلاح هي حصره بالحكومة السابقة التي عدّتها الحكومة الجديدة بأنّها كلّها فاسدة، وكأنّ هذه الحكومة ملائكية لا مكان للمفسدين فيها، علماً أنّ الوجوه هي هي، وكيف لا تكون كذلك، وهي قد جاءت بمباركة المرجعية لها، ودعمها لرجالاتها ..!، ولا يذهب ذهن القارئ بعيداً مصدّقاً هذه الدعاوى التي لا تستند إلى دليل، فمباركة المرجعية كانت مشروطة بنجاحها في تخطّي الأزمات، والمشاكل، ودعمها المزعوم متوّهم، فهو لا يخرج عن الاشتراط المذكور في نجاحها الذي لا يبدو واضحاً بعد مرور سنة، ونصف على تشكيلها .
.
يا ترى هل سوف يجد العبادي حلّاً صائباً لهذا اللغز العويص في ضوء هذه المعطيات ..؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران