الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يجري تحوير اللغة العربية السياسية ، في العراق أولاً ..

حازم العظمة

2005 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


- بدأ من إجتماعات " المعارضة العراقية" أول ما بدأ في لندن
حين أتت المخابرات الأمريكية بالعمائم لـ "تمثيل" الشعب العراقي و بدأ عندها الحديث عن " نسب تمثيل " السنة و الشيعة ، و عن " مندوبي" السنة و الشيعة ... و الأكراد و التركمان ...،هكذا جرى إستبدال الشعب العراقي بمكوناته الإثنية و المذهبية إبتداءً من " اللغة " ، و من ثم يبدء العراقيون بـ " إعادة التعرف" على أنفسهم بـ "الصفات" و " الهويات" هذه بديلاً عن عراقيتهم ، و بديلاً عن تكويناتهم و إتجاهاتهم السياسية

- بدأ قبل ذلك في أثناء حرب الخليج الأولى حين وضعت الولايات المتحدة " الشيعة " و "الأكراد"( تحت حمايتها) ، إلا أنها في نهاية الحرب حين كان الطريق مفتوحاً إلى بغداد تركت " الشيعة" لمصيرهم أمام مابقي من أجهزة صدام و جيشه ليمعن فيهم تقتيلاً، لم يكن آن الأوان بعد ليأتوا هم بأنفسهم ، تركوا لصدام فرصة أن يقوم هو بنفسه بإكمال ما بدأه منذ زمن بعيد من تدمير العراق و قتل العراقيين

تحوير اللغة هذا يشبه أن نستبدل في فرنسا مثلاً مجموعة العبارات التالية :
الإشتراكيون ، اليمين ، الحزب الديغولي ، الشيوعي ، الإشتراكي ، الخضر بـ : الكاثوليك ، المسلمون ، البريتون ،الباسك ، الغاسكونيون ..المارتينيز ...

و في أمريكا الشمالية أن نستبدل : المحافظون الجدد ، الحزب الديموقراطي ، اليسار ، الجمهوريون، بـ :
البروتستانت ، الكاثوليك، البيض ، السود ، الهيسبانيك ، اليهود ، العرب ، الكويكرز ...، الصينيون ..

- حين تبدأ الأبواق الأمريكية ( ليست بالضرورة أمريكية) بالحديث عن حقوق الأقليات : اليزيديين و الكلدان و الآشوريين ، هذه الأقليات التي هي فعلاً ضحية الإستبداد ، مثلها مثل كل الشعب العراقي و أكثر ، يقع هؤلاء سريعاً بالفخ ( مثلهم مثل غيرهم ) ويعتقدون أن " المخلّصَ " الأمريكي سينقذهم و أن لاهمّ له سواهم ...

- حين في سورية تبدء الأبواق نفسها بالتحدث عن رئيس "سني "و رئيس "علوي " و عن نظام ينصف حقوق " السنة" أو
" الإسماعيليين " و الأكراد و "الدروز" ، و ... عن ضرورة "حماية" مسيحيي سورية من التهجير( أسوة بمسيحيي لبنان) ... ، ينسى السوريون أنهم جميعاً سوريون و أنهم جميعاً بما في ذلك العلويين كانوا معا ً أهدافاً لإستبداد النظام البعثي – العسكري الإنكشاري الذي يحكم سورية منذ أكثر من أربعين سنة و تنحط اللغة السياسية من مصطلحات الإتجاهات السياسية و و الآراء السياسية إلى لغة الطوائف و العشائر و الـ .. العصابات .

- " المسرحية " نفسها تجري في مصر : السادات يبدأ بإضطهاد الأقباط المصريين ،يطلق يد الإسلاميين في قتلهم و تعذيبهم و تحويل حياتهم إلى جحيم فيأتي " المخلّص" الأمريكي ليبدأ في عقد مؤتمرات و تشكيل لجان في الكونغرس لحماية الأقباط .. ، أيضاً يقعون في الفخ و ينسون أنهم مصريون و أنهم يعانون من الإضطهاد ، شأنهم شأن بقية المصريين ، من نظام الإستبداد المتواصل ، السادات- مبارك ،

- لإستكمال الفائدة سأضع هنا مجموعة من العبارات التي تشيعها الأبواق الأمريكية و مقابلها " الواقعي" أو "الأصلي" أو معناها
" الحقيقي ":
"الحرية " : حرية نشاط الرساميل الأمريكية و التجارة الأمريكية .. ، و حرية " مندوبي " أمريكا مثل الجعفري و الجلبي و ... " الليبراليين الجدد"

: "الدمقرطة" ( حين تصدر عن واشنطن) تعني الحرب الأهلية و نظام الطوائف و عن " نسب تمثيلها"، و هو تعبير موازي في مفهومه عموماً للـ " الفوضى الخلاقة" creative instability ( تشبه تلك التي حدثت في البلقان)

" الشرق الأوسط الكبير" : مصالحة إسرائيل بصرف النظر عن الإحتلال و الإغتصاب و التهديد النووي و تمكينها من السيطرة بدون
" منغصات"كالمقاومة الفلسطينية مثلاً .

" السلام" : نفس المعنى السابق مضافاً إليه السيطرة الإمبراطورية، على الدول و حكوماتها و المصادر الإقتصادية و التجارة .. و منابع النفط .. ( بينما لا مانع من الحروب الأهلية لأنها " خلاقة" ..)

، " الليبراليون الجدد" : هم أنصار النشاط الأمريكي التجاري"الحر" في المنطقة العربية ( التجاري و غير التجاري )
، خططهم "بالصدفة" تتطابق مع خطط البنك الدولي

( هم ليسوا "جدداً" حتى ...، نسخ مبتذلة من ماركوز الفيليبيني و سوهارتو الإندونيسي ..)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة