الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجنتني عصفورة

بدرالدين القاسمي

2016 / 1 / 14
الادب والفن


سَجَنَتْنِـــــــــــــي عُـــــــــصْفُورَه




سجنتني عصفورةٌ بحبهَا
فَغَرَّدَتْ علي فَرَحًا
يَا أُمَّ الأَجرَاسِ غَرِّدِي
فتغريدكِ جميلٌ
يُحِبُّهُ أَبُو العَبَّاسِ

مَنْ يَتَجَرَّاُ عَلَى قَوْلِ
اَنَّكِ لَسْتِ عُصْفُورَتِي
قاطعةَ نَفَسِي

وَمُعَذِّبَةَ دَهْرِي
سَارِقَةَ قَلْبِي
وَمَشْغَلَةَ كُلِّ شَهْرِي

ومن يتجرا على قَوْلِ
انك لَسْتِ قَدَرِي وَأَوَّلَ حُبٍّ

عَفِيفٍ وَمُقَدَّسٍ
حِينَ الشَّمْسُ أَشْرَقَتْ بُدُورًا
وحين قَبَّلْتُكِ بِجَانِبِ النَّهْرِ

حُلْوَةٌ أَنْتِ
كَلَحْنِ الأَوْتَارِ
وَالرَّحِيقِ
وَالنَّغَمَاتِ وَالعَسَلِ

يَا عُيُونَ الوَرْدِ
انك فردوسٌ
شعركِ ضَفِيرَتَانِ
عَكْسَ قَرْنَيِّ الغَزَلِ

قَاسِيَّةٌ أنتِ كالسَّيْفِ
الجَارِحِ
مِن حدهِ وقطعهِ

كالرمحِ المَرِحِ
من شدةِ غَضَبِهِ

أحدثتِ في قلبي مَرَارةً
حلكتِ حَالي
وَرَمَيْتِنِي فِي السَّدَفِ

فصبرتُ على ظلمكِ و لمْ اكتفِ
أديمَ القَمَرِ جَالَ عَلَيْهِ عِشقِي
وَنَقَشَتْ أناملي قصائدَ على حَجَرِ

تَمُرِّينَ... وَتَمُرِّينَ
كالطاوُوسِ متعاليةً كالرُّبَي
والتلالِ والجبلِ

تنظرينَ ثمَّ تنظرينَ
فِيَّ نظرةَ تَبَجُّحٍ
مشمئزةً بحالي
وَقَطُّ بِهَذِهِ الحَالِ لم ترأفِ

أَيَا ساكنةَ سفحِ الجبلِ
انظرِي إلى قلبي المُرْهَفِ
ولا تنظري إلى جَيْبِ مَالِي

فَهُوَّ مَثْقُوبٌ حَقِيرٌ
وَفَقِيرٌ كَكَثِيرٍ منْ أمثَالِي

أَسَوْدَاءَ الشَّعْرِ حُرِقَتْ
خدودِي بدمعِي ارحمِي قلبِي
ولو بابتسامةٍ أو بِحُمْرَةِ وَجنةٍ
ولا تحكمِ علي بالقَهَرِ

فإذا كنتِ أُمَّ حَفْصَةَ وَعُمْرِي
فانَا أبُو الأشْعَثَ
وَلله تركتُ أمرِي

فَصَدُّكِ لا يهمُّ ...لا يهمْ
مَادَامَ الخمرُ مائي
و سَمِيرِي
والأرض المَقْرُورَةُ سَرِيرِي
وهواكِ القَاسِي أَسِيرِي

لا يهمُّ... لا يهمْ
مادام دخانُ السجائرِ هوائِي
ورايتكِ شفائِي
ووصفتُ الطبيبِ دوائِي

لا يهم... لا يهم
إذا السُّهْدُ أَضْجَعَنِي
وإذْ هو من نومي أيقضني
فَظَمَأُ القلبِ أحزننِي

وبلا مَأْوَى في قلبكِ

أنا مشردٌ...
أنا جريحٌ...

وروحي في السماء مندثرهْ
وأسهمك ورائي منتشرهْ

لو تعلمين يا حبيبتي
أن حبك
في قلبي قَطًّانٌ بلا اجرٍ
لقلتي أن هذا كذبٌ وبهتانْ

ولو أنهم أيقضكِ
من النومِ و قالوا لكي
آني أحومُ كالنَّسْرِ
في السماءِ لقلتِ
دعونِي أنامْ

أتمنى لو أنَّ هَذَا اليومَ
يومُ فَنائي

وغدا يوم دفني
وبعد غد يوم عزائي

فارقصي
يا حبيبتي على ما كتبته الأيام
حين تصير روحي
ملقاة بين الأَلْغَامْ.


وكرار في24 فبراير2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د


.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية




.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه