الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العثمانية الجديدة ومحاولة السيطرة علي الشرق الأوسط

عبدالحميد سرحان عبده

2016 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


فالنموذج التركي الحالي يعد بداية عصر الإسلامية المعلمنة ، ويمكننا أن نسميها أيضاً انحصار عصر الإسلام السياسي ، ومن لحظه فوز الحزب في الانتخابات التشريعية عام 2002 وتجربته الحكومية الأولي عام 2002 و عام 2007م ، حاول الحزب تثبيت نفسه علي أنه حزب حكومي بامتياز ، وأنه يسعي لتحقيق النجاح.
وقد حاولت السياسة التركية الخارجية لعب دور مهم ومحوري في سياسة الشرق الأوسط عن طريق دبلوماسيتها الناعمة ، فقد لعبت دور الوسيط بين إسرائيل وسوريا ، وكذلك في حرب إسرائيل علي غزة ، فبعد الانفتاح الاقتصادي الذي قامت به تركيا عام 1980م استمرت تركيا في تأكيد الانتماء إلي العالم الغربي ، وخاصةً طلبها بالانضمام إلي الاتحاد الأوروبي ، وقد رفضت تركيا مساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد العراق عام 2003م وكان هذا الأمر هو الكشف عن السياسة الجديدة التي تتبعها تركيا استناداً إلي نظرية العمق الاستراتيجي التي وضعها احمد داوود اوغلو ، وهي تفترض رؤية العثمانية الجديدة لحزب الحرية والعدالة ، فالعثمانية الجديدة هي استحضار ارث "القوة العظمي" العثمانية وإعادة تعريف مصالح البلاد القومية والاستراتيجية ، فهي تحاول عودة تركيا وريثة الإمبراطورية العثمانية إلي حاضنتها التاريخية ، للتموضع في عمقها الاستراتيجي والتمحور حول محيطها الجيوسياسي والجيو ثقافي ، كمقدمة لإعادة هندسة العلاقات الإقليمية.
فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتنفيذ الرئيس الروسي ميخائيل غور باتشوف سياسته الإصلاحية رأت تركيا أن عليها التوجه لحليفها الأقرب الولايات المتحدة الأمريكية ، فبعد انتهاء الصراع بين الشرق والغرب ، فقد رأت أن أهميتها دورها تقل شيئاً فشيئاً كشريط أطلسي ، هذا الأمر لوجود دول أوروبية شرقية يمكنها لعب هذا الدور ، لذي رأت بأن تتخذ خطوات واضحة محافظةً علي البقاء ، فكل ما يهم السياسة الخارجية التركية الحالية هي عودة السيطرة علي دول الشرق الأوسط ، كما كانت تسيطر الدولة العثمانية علي هذه المنطقة الحيوية في وسط العالم ، وبعد الحرب الأمريكية علي العراق والموقف التركي منها ، حاولت تركيا التقرب إلي العالم العربي هذا الأمر كان نتيجة للديناميات التي أسفرت عنها ظروف الحرب علي العراق وحاولت تركيا جاهدة الانخراط في شئون المنطقة العربية ، وهي أيضاً تحاول أن تلعب دوراً محورياً في المنطقة العربية بسبب التحديات التي تواجهها تركيا وتضع في حسبانها وخاصةً مع كونها دولة ملحقة بحلف شمال الأطلسي ، وهذا الانخراط التركي في سياسة المنطقة العربية جعلها تستدعي العثمانية الجديدة رغبة منها في أن تصبح قوة إقليمية فاعلة في المنطقة ، فهذا الاهتمام التركي بالمنطقة العربية يرجع إلي أهمية المنطقة في استقرار الأمن العالمي ولا سيماً في مجال الطاقة ، وهو يمثل المركز الأساسي لتطور النظام العالمي الجديد ، فالعثمانية الجديدة تستغل مشاكل منطقة الشرق الأوسط من أجل التدخل في سياسة المنطقة العربية وتحديد اتجاهاتها علي حسب الرؤية العثمانية الجديدة.
فما يقوم به الآن أردوغان من سياسة خارجية إنما هي تنم عن السياسة الخارجية للعثمانية الجديدة ، ومحاولة السيطرة علي الشرق الأوسط ، خاصةً مع وجود قوي سياسية تؤمن بهذه الأفكار للعثمانية الجديدة ، فلقد أظهر أردوغان قبولاً لسياسة الإخوان المسلمين في مصر وكذلك حزب النهضة في تونس ، ويستند أدورغان في سياسته الخارجية علي مبدأ أن حكومته الإسلامية هي المبعث الروحي للشرق الأوسط ، والغريب في الأمر هو التأكيدات التركية بالتزامها التاريخي نحو قضية فلسطين ، كما إلتزم بها سلاطينهم الأتراك ، لكن ألم يقرأ أردوغان التاريخ وخصوصاً تاريخ تركيا السابق في منطقة الشرق الأوسط ، والذي يعتبر تاريخ دموي وفصل أسود في تاريخ منطقة الشرق الأوسط ، فلقد كانت تركيا تستعمل السيف والترهيب من السلطة التركية ، ألم يقرأ أردوغان هذا التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد توغل بري إسرائيلي وقصف مكثف.. نزوح عائلات من حي الزيتون


.. هل بدأت التحولات بالمواقف الأمريكية من حرب إسرائيل على غزة؟




.. هل سيؤدي تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على نتن


.. الشرطة الهولندية تفض اعتصام طلاب مؤيدين لغزة بجامعة أمستردام




.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا