الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية -4

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2016 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


-خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية -4
لكي تكون لدينا صورة أوضح عن الأحداث التي رافقت عملية إنشقاق "جماعة راية الشغيلة" وأسبابه والفاعلين الرئيسيين، سأعرض تباعاً أربعة روايات، حول الموضوع، لمن كان لهم الأدوار المؤثرة في تلك المرحلة؛ إثنان من الحزب الشيوعي العراقي وهما : بهاء الدين نوري و كريم أحمد وإثنان من أقطاب راية الشغيلة وهما جمال الحيدري وعزيز محمد.
بعد أن إطلعنا على روايتي بهاء الدين نوري وكريم أحمد جاء دور رواية جمال الحيدري. بحثت قدر الامكان عن وثيقة يمكن الاعتماد عليها يروي جمال الحيدري، من خلالها، عن كيفية حصول الإنشقاق وتشكيل حزب تحت عنوان " راية الشغيلة" ومن أين جائتهم المطبعة والامكانيات المالية لتسيير الأمور الحياتية وتغطية نفقات الأوكار لحزبهم، لم أتوفق في مسعاي هذه، إلا أنني وجدت في مداخلة جمال الحيدري أثناء إجتماع المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الذي انعقد برئاسة حسين احمد الرضي بكامل أعضاءه يوم 13/9/1962(أرجو التركيز قليلاً على التأريخ) وصفاً مركزاً و دقيقاً ل"راية الشغيلة" الذي كان يرأسه منذ نشوءه لغاية إنصهاره مجدداً في الحزب الشيوعي العراقي، مما يساعدنا كثيراً على تخيل الأسباب الحقيقية، وغير المعلنة، لهذا الإنشقاق. إكتفيت بإقتباس كامل مدخل المداخلة والفقرة 1منها لقناعتي بأن المعلومات الواردة في الجزء المقتبس لا تنحصر في زاوية "راية الشغيلة" وحدهابل تعطينا فرصة نادرة في النظر، بعد نصف قرن، إلى عالم كان يفصل واقعه ستار كثيف من الدعايات المضللة عن الأغلبية الساحقة للشيوعين العراقيين . محضر الإجتماع منشور في كتاب ثمينة ناجي يوسف" سلام عادل سيرة مناضل 2" ص374- 430 أما مداخلة جمال الحيدري منشورة في ص398-411 من نفس الكتاب.
من باب التسهيل أود أن أوضح بأن الرمز (ص) ورد، في الجزء المقتبس من مداخلة جمال حيدري، ثلاثة مرات فقط أما في كامل محضر الإجتماع فحدث ولا حرج، للأمانه أكتب بأنني لم أستطيع أن أميز بأن (ص) الذي ورد أولا حسب تسلسل الظهور فيما إذا كان المقصود به الصين أو حميد عثمان ولكن الثاني والثالث الشخص المقصود هو حميد عثمان بدون أي شك.
(جبار)جمال الحيدري،
(مس) المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي،
(ل. م)اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي،
(س.ل.م) سكرتارية اللجنة المركزية،
(عمار) حسين أحمد الرضي،
(على) جورج تلو،
(حسن) هادي هاشم،
(نعمان) محمد صالح العبلي،
(فرسان المعارضة- المنشقون) المقصودون بهم حسب إستنتاجي من محضر الاجتماع هم :بهاءالدين نوري، عامر عبدالله، زكي خيري، أبو العيس.
القسم المقتبس من مداخلة جمال الحيدري الذي سبق وان نوهنا إليه:
(((من خلالهاثم تكلم جبار:
ان مهمات جسام تجابه الحزب، في ظرف يتميز بأشد التعقيد والخطورة، ولأجل اداء هذه المهمات لابد من إعداد الحزب برمته والقيادة على وجه الخصوص، اعدادا فكرياً وسياسيا وتنظيميا تؤهلها لمجابهة الأحداث وممارسة مسؤولياتها الثورية بجدارة وكفاءة ووفق خطة ثورية صائبة، وفي مثل هذا الظرف، فان وحدة الإرادة والعمل وتعزيز المركزية الديمقراطية والضبط الحديدي والتقيد الحازم بالسلوك المبدئي، هي نقطة الانطلاق الاساسية والحاسمة لتعزيز صلة الحزب بالجماهير ودوره الطليعي في الحركة الوطنية والديمقراطية، وللمضي قدماً الى أمام دون ارتباك وتردد، وبحكمة وكفاءة وثقة عالية بالحزب والجماهير بالحركة الشيوعية العالمية.
ولأجل كل ذلك، لا مناص من التخلص بحزم ودون رحمة من اللامبدئية، بكل مظاهرها. وهكذا فان المهم عند بحث المسألة المطروحة في جدول العمل، ليس كشف وإدانة وإدانة الكتلة المعارضة الانتهازية وتعرية افكارها وتصرفاتها التخريبية التي لا يجمعها اى جامع بمصلحة الحزب وبالماركسية ـ اللينينية، وليس تحديد وادانة مواقفها الاستسلامية التصفوية المعادية للحزب والجماهير وتطهير القيادة من بؤرها الخطرة فحسب، بل ان ما يوازي ذلك كله في، الاممية، تلخيص تجربة حية غنية صحيحة تسلح الحزب بسلاح مبدئى ماض، للتقدم بخطوات اسرع وامتن الى الامام لترصين وفولذة وحدته، ووحدة الارادة والعمل والضبط في قيادته واداء مهامه الجسيمة ورسالته التأريخية على هدي نظريته الثورية، الماركسية- اللينينية ان المسألة موضوعة البحث وثيقة الصلة بالوضع القائم في الحزب والبلاد وبالمهام التي نجابهها. ولذا فانني اتفق تماما مع الرفيق عمار بضرورة كشف التأثيرات التخريبية الانتهازية التصفوية التي لا يزال الحزب والحركة الديمقراطية يعانيان من ذيولها واثارها التذبذبية والانعزالية والمربكة. وحقيقة ان مثل هذه المعارضة البرجوازية الصغيرة بافكارها ومواقفها عشعشت في قلب السكرتارية والمكتب السياسي وداخل اللجنة المركزية مدة غير قصيرة كافية لادراك خطورة واثار الارث الذي لابد ان عكسه وتركه على مجموع نشاط الحزب الفكري والعملي، وفي القيادة على الخصوص، وبالتالي في عموم الحركة الثورية الجماهيرية. رغم ان هذا التيار الانتهازي اخفق في حرف الحزب ونسف وحدته وتغيير تركيب قيادته او في فرض تعصبها الوطني الضيق واستسلامها على الحزب، بفضل الكفاح المبدئي الجرئ والمخلص الذي شنه رفاق القيادة الواعون في(مس) و(ل.م) ومنذ ان اطلعت على مواقف الكتلة المعارضة القومية البرجوازية من أخطاء (ص)، كتبت الى الحزب، بان مواقف هؤلاء هي أعمق مما بدا واعتقد ان الظرف مناسب حزبيا وسياسيا لطرح هذه المسألة في جدول العمل. وبالنظر لغيابي عن الوطن عامين ونصف، وفي الفترة التي بلغ نشاط الكتلة التخريبية اوجه، فان ملاحظاتي ومعلوماتي، ستقتصر على فترة محدودة، ولكني سأتطرق - من أجل تلخيص تجربة حسنة - الى جذور و جوانب معينة لنشاط الكتلة المعارضة. واحاول جهد الامكان عدم تكرار الحقائق والوقائع التي جاءت في محضر (س.ل.م) الاحيثما يكون ذلك مفيداومستكملا للحقيقة:
(1) في حزيران1956، عاودت الالتحاق بالحزب بعد تصفية راية " الشغيلة" الانتهازية الانشقاقية، بعد عدة أشهر من المفاوضات والمداولات التي لعبت فيها قيادة الحزب، والرفاق عمار وعلى وحسن ونعمان دورا ايجابيا كبيرا وحاسما في مساعدتنا على تلخيص دور تجربة الحزب وتفهم وحدة الحزب- الذي هو من أسمى مبادئه-تفهما صحيحا قائما على اساس مبدئي ثورى متجرد من الذاتية والوصولية والصراع اللامبدئي. وذلك على العكس تماما من موقف (ص) الذي شجع الانقسامات بمختلف السبل، واعاق جهود الحزب والرفاق المخلصين لقضية الشيوعية في وضع حد للنشاط الانشقاقي. لقد كان تجميد (ص) وابعاده عن قيادة الحزب، وانتخاب الرفيق عمار سكرتيراً للجنة المركزية عام 1955 نقطة تحول جدية في مجمل عمل الحزب وكفاحه من أجل تعزيز وحدة الحزب والكفاح ضد الإنعزالية وفي التوجه الحازم لتحسين عمله في كل الميادين الوطنية والأممية. لقد دخل الحزب منذ ذلك الحين مرحلة جديدة من التطور والنمو والنهوض لايزال خطها التصاعدي الجماهيري المبدئي الأممي البناء في تطور مستمر. انني اذ اشير الى هذه الناحية اتوخى من ورائها التأكيد على نقطة مبدئية هامة يحلو لفرسان المعارضة تجاهلها والتقليل من اهميتها في مساعيهم التخريبية المحمومة الموجهة ضد قيادة الحزب وهي ان الماركسية تعلمنا ان ننظر الى شتى الظواهر نظرة تأريخية موضوعية، ومثل هذه النظرة تقودنا الى الاستنتاج بان كفاح القياديين لتحسين عمل الحزب واختيار الرفيق عمار للسكرتارية ارتباطا عضويا بالنضال ضد الانعزالية و"اليسارية" من اجل خط جماهيري ثورى فعال، ضد القيادة الفردية والبيروقراطية وقمع النقد والانشقاقية ومن اجل توفير وتعزيز القيادة الجماعية، ومن اجل الوحدة، ولسيادة المركزية الديمقراطية وتشجيع وتطوير النقد والنقد الذاتي، ومن اجل قيادة الصراع الداخلي قيادة صحيحة وفقا لضروراته وفي اطار النظام الداخلي ولمصلحة وحدة الحزب وتقدمه وتحسين عمله. وبالمناسبة، فانني ارى من واجبي الحزبي ان اعلن مرة أخرى عن موافقتي وتأييدي التام لتقديرات الحزب المؤكدة من جديد في التقرير موضوع البحث حول المسؤولية الاولى التي يتحملها الرفاق الذين سلكوا سبيل انشقاقي حيثما ومتى ما كان ذلك، وكذلك التقديرات الاخرى الخاصة بوضع القيادة أنذاك وبالعوامل المساعدة ل "بروز وتفاقم الافكار و التسلكات التكتلية والانشقاقية".))

كلما أتأمل في الفارق الزمني القصير بين تأريخ عقد اجتماع المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في 13/9/1962، الذي إقتبسنا من محضره مداخلة جمال الحيدري، وبين الانقلاب الدموي في الثامن من شباط1963 والمهام التي كان قادة الحزب الشيوعي العراقي وقتئذ بها منشغلون، أتذكر ماحصل للبيزنطينيين نتيجة نقاشهم المعروف بالجدل البيزنطني الذى كان سبباً في ضياع عاصمتهم، بيزنطة الى الأبد، فيما يلي ننقل من "الوكيبديا" ما كتبه عن " الجدل البيزنطي" ليقارن القارئ بنفسه أوجه التشابه بين الحالتين المأساويتين:
يُرجع البعض أصول هذا التعبير إلى القرن السابع الميلادي، عندما شُغف مواطنو الإمبراطورية البيزنطية بالجدل اللاهوتي، ودرج البيزنطيون في مجالسهم على الجدل حول الثالوث وطبيعة الأب والابن، وكانت هذه الجدليات تلهب الأجواء بين البيزنطيين بمختلف طبقاتهم الاجتماعية والفكرية، كما كانت تهز كنائس الشرق بأكملها،[1] مما أدى بالإمبراطور قسطنطين الثاني ـ في محاولة لإخماد ذلك الجدل ـ إلى إصدار مرسوم إمبراطوري عام 648 م بحظر مناقشة "ما إذا كان المسيح ذا طبيعة واحدة أو طبيعتين، وأي مسائل أخرى مماثلة"،[1] وفرض المرسوم عقوبات متنوعة على من يخالفه، وصلت إلى طرد الرهبان والقساوسة من الكنيسة، وفصل موظفي الدولة عن وظائفهم، ومصادرة الأملاك، والعقاب البدني، غير أن ذلك لم يُجدِ نفعًا، واستمر الجدل الديني في الإمبراطورية البيزنطية حتى القرن الخامس عشر.[2]
في القرن الخامس عشر الميلادي، وعندما حاصر السلطان العثماني محمد الثاني (محمد الفاتح) القسطنطينية، وبينما كان مصير الإمبراطورية بأكملها على المحك، كان مجلس شيوخ المدينة مشغولًا بمناقشة أمور فقهية ولاهوتية لا طائل تحتها، مثل جنس الملائكة (أهم من الذكور أم من الإناث)، وحجم إبليس (هل هو كبير بحيث لا يسعه أي مكان، أم صغير بحيث يمكنه العبور من ثقب إبرة)، وبينما كان الجدل محتدمًا في قاعة مجلس الشيوخ ـ رغم محاولات الإمبراطور قسطنطين الحادي عشرلصرفهم عن الجدل العقيم من أجل مواجهة الغزاة ـ كان القتال يدور في شوارع بيزنطة بعد أن تمكن جنود محمد الثاني من اقتحام أسوارها، وأخيرًا استطاع العثمانيون احتلال المدينة، وقضى الإمبراطور نحبه على أسوارها، ولقب السلطان العثماني بالفاتح.[2][3]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة الشعبية الجديدة تعد -بالقطيعة التامة- مع سياسات ماكرو


.. كيف نتغلب على الحزن بعد وفاة شخص عزيز؟ • فرانس 24 / FRANCE 2




.. تحالفات وانقسامات وجبهات.. مشهد سياسي جديد في فرنسا


.. بعد اكتشاف -أسماء الفيل-.. هل للحيوانات وعي ومشاعر يجب مراعا




.. بايدن وزيلينسكي يوقعان اتفاقية أمنية مشتركة على هامش قمة الس